[عزالدين نونسي]

هناك احتمالية الفشل في مواجهة الأخطبوط، مادام هذا البطل قد استنفذ سنوات في إعداد الخطة. إذ خرجت للوجود دون تجريب، ودون أدوات كوليد قبل الأوان . والصراع في الومضة غير متكافئ. كيف يضمن هذا الشخص النجاح ويصنع المعجزة أمام قوى الشر؟ هنا مكمن السؤال المركزي المضمر الذي تخفيه الومضة في خطابها. وكأنها بذلك تستنهض في الأمة العربية إرادتها بعد أن استفرغت جهدها سنوات وأجيال في الخطاب النظري والشعارات الجوفاء والوعود الكاذبة. فضلت طريقها إلى القدرة على الحراك العملي المنتج لاستأصال ورم العجز والضعف. وبقيت تدور حول نفسها عاجزة عن اتخاذ القرار الحاسم في زمن الفعل فيه أسبق من الوعد، وبيع الوهم صارلعبة مكشوفة أمام تنامي الوعي عند الشعوب. وانكشفت المؤامرات التي تحاك حول مصير تنميتها وقابلية انخراطها في مسلسل الإصلاح الحقيقي، وبناءالحكامة الديمقراطية كضمانة حقيقية تلبي حاجات الأجيال الحالية والصاعدة، وتستجيب لطموح شعوبها واختياراتها المجتمعية الملحة.والتخطيط والحالة هذه لا يجب أن يستغرق عقودا وإلا صار فاسدا كالطعام بفقد مدة صلاحيته، ونجاعته الإجرائية، وفكره الخلاق. الكلمة وحدها بهذا المنطق الساذج في ميزان العقل خفيفة على اللسان والميزان. أستسمحك على هذا الاستطراد لأن الرسالة وصلت مشفرة. وهذا تقديري الشخصي لمضمونها الرمزي الجميل. تقديري واحترامي