[محمد خالد بديوي]

الى من كنتُ حديثه على مائدة (السحور) وهو يتذكر كل
شئ، حتى أيام طفولته. الى أخي (عادل) رحمه الله تعالى.

.....

كيف تجرأت ...

كيف..

لكنك الآن لا تتذكر

كنت أقول لك: أين أنت يا "اللبّ"
فتضحك وتقول لى : في القلب..
أنا في القلب..
كنت أبتسم، أتحسس قلبي فيشقه
صوتك ..
في قلبي أنت...أنت في القلب
أهمس لك: في قلبك أنا..
فتقول: ــ هسسسسس ــ
نم .. لا تركض في قلبي..بالورد
فرشت قلبك ..ومعا كنا نغفو على
هدير الوادي حين يمد...
وأنت حين تغرق بالنوم تتمدد..
.كان وجهك كحليب الصبح..
أكثرمن البياض..ناصع الدفء .
تعويذتي كان وجهك، به أبدأ ورد النهار
وفي الليل ؛ أرتله خيوط ضوء شموع
يا ناري.. آآآآهِ.. يا آهي.. ما أحماك
في حلق الوجع...
حتى في الصيف دمع الشمع يتجمد..
بارد ..يا برد الأضرحة..
تنفث أنفاسك على جمر انطفأ منذ ألف
حين فار رجائي..تتوقد جمرة بحجم
ذرة مُرة.. ذرة تغلي في حلو كأسي
وألف آه .. أفور..أفور..يا رجائي..
أفور..ويستفيق احتضاري..

بدرا كان وجهك..بدر طالع من الليل
بكفه قابض على السواد..بدر يلون
اول النهار..
من أول النهار، يلهو بندى أوله
باق الى آخره...

يا بدرا يوما ما غاب

كيف تجرأت هذا النهار..
كيف مررت من فوقي وأنا حدك..
كيف كيف طرت من قلبي..ضيعتني
خلفك
وحيدا لا أدري أين أبقيتني
أعد أيامنا "الحلوة" في أول ريشك
كيف وحدك في فضاء بعيد تهاجر
وعلى الأرض يرقد سربك..
الآن لو تتذكر.. تتحسس نبضك
تجدني في قلبك .. أعيدك للحياة..
لك وحدك هذه الحياة ..وأنام الى الأبد
في لحدك ..
كيف.. يرضى الفجر..

وأنت تعلم أن الفجر الذي صليته
لا يتم فرضة إلا بركعتين.. كيف..
أكون حديثك قبل رحيلك بساعتين
كيف..لم تتذكر.. وتمر من قلبي..
وسفرك الطويل سيرميني بألف
ألف قهر.. وخنجر..!!

يا وجهي هذا الفجر يشتهي وجهك
أمد ذراعي إليك..امد كفي إليه...
يضيع ذراعي في السراب ..ترجع كفي
ليس فيها إلا التراب.!!