۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - جــفاف
الموضوع: جــفاف
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2018, 12:55 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: جــفاف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
أحست بنقص ما في وجهها، غرقت بين ثقوب الذكريات،
كرهت رؤوس البشر وما فيها.ارتدت نقابها الأسود. ابتسمت!
رمت علكة طرية في فمها فخرجت تقتات على خشاش الأجساد.




تبنى أغلب تراكيب الأمراض النفسية
على شعور المرء بالنقص...لماذا...
لماذا النقص..ولماذا النفس.!


النفس بطبيعتها تتنقل ما بين "مراتب" الارتقاء
والهبوط، يغريها هواها حتى تحب وتعشق هذا التنقل
فتجذبها المقامات...المسافات ما بين الصعود والهبوط ليس
شرطا أن تمشي على خط مستقيم. أحيانا تمشي بشكل قوسي
وفي أخرى بشكل دائري تمشي..تتقابل المقامات إذن.. وإن اختلفت
الوجهة..دوائر تمتد من السطح الى العميق...تتمدد في الوسط السحيق
صور كثيرة لأنفسنا نحتفظ فيها، رغم ما فيها..ولا يعرف عنها غيرنا.!
ونحن ما بين نفس سكنها القلب..ونفس تسكن القلب..نفس مريضة القلب
ونفس في قلبها المريض.


( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)

(ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها)

النقص...
كل جمع عليه زائل..وكل طرح منه زائد..هذا ما تقوله
دروس الحساب..!!


{{أحست بنقص ما في وجهها،}}

رؤية تحتمل أنها تنظر بالمرآة، دون حجاب وجهها
ولا يعني هذا أنه لا يحدث بشكل طبيعي، لكن هذه المرة
كان الوجه المنعكس أوحى بشئ ما..وأشار الى كثير من
الأشياء..صورا ومشاهد عاشتها من خلال ثقوب الذكريات


{غرقت في ثقوب الذكريات}

وهي ذاتها ثقوب (النقاب.!) ..ولمَ لا..ولا شك أن صور الرأس
تتحرك الآن...


{ كرهت رؤوس البشر وما فيها.ارتدت نقابها الأسود. ابتسمت! )

في الرؤوس (الفكر) (الوعي) (الثقافة) و (الجهل) وما تم التقاطه
من ثقوب النقاب، ومن ثقب الذاكرة ...وصلت الى قرار خطير بعد أن
تكشفت لها كل الحقائق، كيف ينخدع الناس بواقع يناقض الحقيقة
تماما..اضطراب نفسي يؤدي الى اضطراب السلوك..فالمفروض أن
ارتداء النقاب لا يحقق تلك الابتسامة..لكن الابتسامة تحققت..مصيبة
أن تجد نتائج مخالفة لنظريات مثبتة بالحروف والأرقام..هذا سيدفعها
الى رؤية العالم من خلال تساقط كثير من سنوات العمر..ونقص حاد
في قيم الناس ..وتناقض المبادئ..


{رمت علكة طرية في فمها فخرجت تقتات على خشاش الأجساد.}

خرجت تقتات ...تعيدنا الى حالة النقص ..ــ الجوع ــ جوع الروح وجوع
الجسد..الجوع يحفر في الجوانب ..ينخر سنوات العمر..العلكة الطرية هي
احدى مستلزمات ترميم النقص، ولملئ فجوات النفس..تريد أن تقتات
فالجامع عليه زائل ..والمنقوص منه زائد..أما الضرب فيه فهو خاسر بكل
الأحوال..!!


أستاذي الكريم..

أحترم رؤية الأخ المكرم طارق المأمون وما أشار إليه في ملاحظته
لكن..الوقوف عند
{ ارتدت نقابها الأسود. ابتسمت! .} أو كما اقترح استبدال ابتسمت بــ
وخرجت لن يدعم فكرة النص الرئيسية..فالعلكة الطرية تجمع معها السير
بتمايل من أجل لفت الانظار.,.ووجود النقاب لن يبقى حياديا لأنه بدون
العلكة سيخفف من الحماس وتأدية الدور تماما..وصحيح (هنا) يمكن التوقف
لأن المتلقي سيحصد الدهشة من خلال هذه القفلة..لكن عبارة :


{فخرجت تقتات على خشاش الأجساد.}

حققت الذهول بحضورها ..وحضور هذا الوصف المتقن والبارع.

خشاش الأرض..الحشرات والزواحف ..وخشاش الأجساد هنا لا يشير
فقط الى فقر هذه الطبقة، إنما يشير أيضا الى فقرها الروحي وقسوة
تفاعلها مع الأقدار..خشاش الأجساد أي حشرات وزواحف الناس أقل
الناس قدرا وقيمة..وأقل الناس مالا... و(البطلة) التي أحست بالنقص
وخرجت إليهم بنقابها وعلكتها تريد أن تقتات..! وهل يملكون ما يمكن
تقديمه..ربما .. من يدري ..!!



أديبنا القدير الفرحان بوعزة

حكائية من طراز فريد وسرد بديع للوحة تنطق فيها الألوان
وتسيل حروفها في تفاصيلها واللب، قبل أن تجف.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/