۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أَوَّاهُ يـَا غَــزَّة
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2013, 07:41 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: ( نَسيا مَنسِيّا )

وعدت بالعودة إلى هذا النص العميق
** إذا كان التاريخ المعاصر يتحرك في زي عسكري..فان التاريخ العربي المعاصر يتحرك, وبامتياز في زي فلسطيني..** ألبير ميمي
تحضرني هذه المقلة كلما صافحت واقع فلسطين بمداد صادق وكلما جاءت الحروف بكل الواقع على أرضية الورق
يتحرك العنوان في عمق القضية ويحرك بذلك امتدادات تاريخية تعود إلى الاعتداء على غزة و تتمدد حتى البدايات مع أول نكبة 1948
ونفتتح النص بالعنوان باب الدخول الى عمقه
{ نسيا منسيا }
عنوان ساخط على وضعية جريحة فيها غزة وحين نقول غزة فان كل التربة تتداعى نكون في حضرة { ألـ هوية }

ونكون في حضرة الصراخ الذي يحضن الصراخ الذي يعيد ترتيب أوراق الصمت ، ليحركها قنبلة تنفجر: كلمة نضال..

عدونا جبان مقيت يختبئ وراء أسوار الظلام ليفتك بالأرواح ويمحقها ..
يخاف المواجهة .. ولا يقاتل إلا من خلف دبابة صنعها صمتنا و صنعتها أيادي المصيبة سام وحلفائه
غزة التربة الهوية القضية الأرض = الأم

نقرأ:
أمي غزة

نلاحظ بان مفردة { أمي } تسبق المكان *
المكان هو هذه الهوية ..
وغزة تلغي الحدود ما بين الذات الإنسان / الابن / الوفاء وبينها / هي / انصهار كلي واندغام كلي وحب لا يعرف هوادة فهي ببساطة الأم
وقد تعرضت هذه الأم إلى اعتداء ووجب القتال لأجل
{ ما يؤخذ بالقوة يجب أن يعود بالقوة }
نقرأ :

وردة الجلنار عريقة النسب

في المدينة الغائبة

ما بين الظالمين ضاعت

تاه العقل والضمير

كان يا مكان


قوة التعبير هنا تأخذنا إلى عمق الحكاية التي بدأت ُ بها هذه المداخلة
وتنفتح نافذة لتدخلنا إلى عمق ما حدث ..
و ما حدث : تاه عقل وضاعت مدينة النسب عريقة الأصالة وهوية
فصار ت في خبر سجلات ماض انتهى
اللغة تسمو بالصورة حين تمتشقها عمقا { تتحول بلاغة اللغة إلى بلاغة الفضاء والأشياء : من غير أن تفقد هذه اللغة شفافيتها و وشعريتها وبلاغتها الخاصة }
كل سطر يؤرخ هذا الوجع باختراقه تعبيرا لا يستند على وصف فهو أكبر من الوصف
اللغة لا تصف هنا إنها تثور وتصرخ
نقرأ:

المائدة دموع ودماء

شوارع وطرقات تعج بالشحوب

وبؤس الرغيف

وشح الماء

على صفائح عتمتها

تهدهد على الطفل

الفانوس دخان أعمى بصيرة الأقزام



الفانوس = ضوء محتمل وهذا الضوء المحتمل غيب ضوء من حق غزة
لذلك المائدة دموع ودماء وجوع - الوجع المعنوي -
فغزة تحارب جوعها الحقيقي لاسترجاع حقها
غزة غنية جدا بشموخها والجوع المادي لم يكن يوما حصارا لم يكن يوما سوى دافع لأجل حرية لابد أن تكون
أنا الشاعر ملتحمة بوجع جماعي ، لأن التربة أم لنا جميعا
فـــــــ كلنا غزة هي نحن ونحن هي
ونقرأ :

أمي غزة هاشم

أصبَحَت نَسيا مَنسِيّا

آآه يا قلبي ..

يا عربي ... ؟؟؟؟


قصيدة حيكت دون انفعال متكلف فيه
الوطن لا يحتاج تزويقات بلاغية
انه في حاجة إلى احتضانه بالكلمة الصادقة فهي رأس المال الرصاصة القاتلة لكل مجرمي الإنسانية
هي نافذة الإغاثة التي تقهر في ظل غيابات كثيرة

شاعرنا محمد شكرا لك






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/