۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الطـــائر الغريق
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2018, 01:21 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

جلس عبد المعطي هادئاً مستكيناً على مقعده وهو ينظر عبر الزجاج من نافذة الطائرة وهو يري الأرض من أمامه تغوص بما عليها كلما ارتفعت الطائرة لتأخذ طريقها في المجال الجوي كما هو مقرر لها وهنا جرت رأسه وصعد تفكيره وهبط ورجع للوراء حيث الأيام السوالف وراح يتذكر كاترين وكيف تقابل معها وتعرف عليها ؟ في أحد الملاهي الليلة بشارع الهرم وشده جمالها وشعرها الأصفر وعيناها الخضراوتين وبسمتها الرقيقة دون صويحباتها لقد عبد المعطي من هواة ومحبين الجنس اللطيف وخصوصاً الشقراوات منهن أصحاب اللسان الأعجمي فهو يجيد أربع لغات منها الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والعربية بطلاقة ولم يجد صعوبة في التعرف على واحدة مثل كاترين
ولم يهمه ديانتها وأخلاقها وثقافتها فكل هذه الأشياء تعدم أمام الجمال الأنثوي اللاتيني فلتكن ما تكن ولتفعل ما تفعل وهو بطبعه منفتح على مصراعيه كالباب الذي ليس به أقفال وضوابط ترجه الريح كلما مرت بجانبه ، لقد تم اللقاء الأول بعد النظرة الأولى بينهما بعيداً عن أنظار الرفقاء وعيون المتربصين له وحدث التلاطف وجمعت بينهما بعض الخصال وتكرر اللقاء مرات عدة حتى اتفقا على الزواج وبدلاً من أن تعود كاترين إلى إيطاليا مع رفقائها ظلت في مصر وقد وجدت كاترين رغبتها وما يؤهلها للبقاء دون أن تغادر أو تبحث عن تصريح للإقامة ، لقد كانت أنوثة كاترين طاغية حد الإبهار تؤجج وجدان الذكورة عند الرجال قد وهبها الله ملامح ما بالغليظة أو الرقيقة عينان واسعتان
خضراوي ين وأنف دقيق وشفاه رقيقة وعود فارع وشعر أصفر مدلى وخدود حمر ومنحيات تغمر
الجسد وتتفنن في توضحيه مع بروز النهدين وتراقص الأرداف وهي تخطو فإذا مشت كانت كأنها ترقص على أنغام صنعت لها خصيصاً ليرقص جسدها كأنه مركب على لوالب فتتحرك كل أعضائها
طرباً ....! أقامت كاترين في بيت عبد المعطي ما يقرب من عام وثلاثة شهور لم يعترضها ولم يعارضها وإنما كان يلبي لها طلباتها دون سؤال منه ، وجاء اليوم الذي حدث فيه الخلاف ولم يكن في الحسبان عنده ، كانت عودته قرب الفجر وقد شرب الكثير من المسكر كعادته وألقى بنفسه على السرير بحذائه ونام حتى عصر اليوم التالي ، وكاترين ترغب في الخروج فتحركت في الغرفة فاستيقظ على حركتها وفتح عينيه وسألها . إلى أين ذاهبة ؟ ، نظرت إليه بغرابة فلم تكن عادته معها
قالت : حيث أريد أن أذهب ، فأنا لا أجدك معي طوال الوقت وأصبحت أعيش وأخرج مع نفسي
فرد عبد المعطي أصبع يده وهو يحاول أن يرفع أشبال جفنيه من على عينيه ... لا تخرجي أنا قلت لك لا تخرجي ، تبسمت كاترين تبسم المصر على قضاء أمره وهمت ناحية باب الحجرة لتخرج فلم تعتاد على مثل تلك الأمور ولا تعرف كاترين تلك الثقافة الشرقية التي فجئتها على حين غرة ، هب عبد المعطي واقفاً يريد أن يمنعها من الخروج وأمسك يدها بغلظة واليد الأخرى من كتفها وإذا بكاترين الرقيقة تثور ثورة لم يعتادها عبد المعطى من كل ما عرفهن من النساء وتدفع يده من على كتفها وتفك أسر اليد الأخرى من يده وتصب جم غضبها عليه بوابل من السب والشتائم واصفة إياه بالمتخلف والحقير ، ودون أن تدري تتحرك شعور الإمعة ويرفع يده ليصفعها على وجهها صفعة
أردتها أرضاً وتخر كاترين باكية ويسود البيت الوجوم وينظر عبد المعطي لكاترين وهو ينهرها ويزجرها ويعيب عليها عدم إطاعة أمره وهي لا ترد عليه ، يحاول عبد المعطي أن يخفف من حدة الأمر فيربت على كتفها ويقدم الاعتذار والأسف لها وهو يلقي اللوم على أعصابة التي فقدها حتى هدأت وعاد بها إلى حجرة النوم لتغير من ملابسها ويدعوها للخروج كما تريد وكما تشاء ..

*****






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/