۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الطـــائر الغريق
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2018, 01:23 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: الطـــائر الغريق

استيقظ عبد المعطي بك من نومه في اليوم التالي وأخذ حماماً دافئاً وخرج على غير هدى وحاول أن يقتفي أثر كاترين بين رفاقه وأصحابه عله يعرف أو يستدل على أمرها ويتظاهر في سؤاله و يسأل سؤال المستكين والمطمئن وهو يخشى أن يثير سؤاله عنها بلبلة ويفشي أمر اختفاؤها ويقع في المحظور الذي لا يريده ولا يتمناه ....
وقد نمت شكوكه وظنه أن تكون قتلت على يد مترصد لها أو له ، أو خطفت من قبل بعض الغرماء له أو المستغلين أصحاب السوابق والجرائم ليبتزوه لدفع فدية أو يساوموه على أمر يريدون تحقيقه ، فلما طال الأمر على عبد المعطي بك وطال غيابها دون أن يعرف هويتها أو تتصل به خاف من المسائلة له واتهامه من قبل الجهاز الأمني بقتلها والتخلص منها ، فقرر
بعد أن شاور واستشار بعضاَ من رفقائه أن يبلغ عنها في أقسام الشرطة ويستعلم عنها في المستشفيات ليبعد عن نفسه الشبهة وقد يكون محل شك عند أجهزة الشرطة ولا شك في ذلك ، وأخذت قضية كاترين واجهة في أخبار الحوادث وتناقلتها الأخبار مدة غير قصيرة ولكن ليس هناك من جديد بعد أن أضنى البحث والتحري أجهزة الشرطة ونظرت قضيتها ووجهت التهمة لعبد المعطي بك بقلتها والتخلص من جثمانها وإخفاؤه ، إلا أن شهادة الريس حسين الذي أدلى بها وكرر شهادته
خلخلت الاتهام الموجه واستطاع الدفاع أن يبطل الاتهام وتحفظ القضية وتسجل كاترين ضمن حوادث المفقودين ..... ويقفل الستار على هذا المشهد المسرحي حتى يستريح فريق المسرحية وتظهر أو تظهر أخبار جديدة تخبر أو تنبأ عن مكان بطلة المسرحية كاترين ...
عاد عبد المعطي إلى سابق عهده ومرت الأيام مرور السحاب فوق رأسه ونسى كل شيء عنها
كما نسى غيرها فما كاترين إلا واحدة ممن عرفهن وارتبط بهن ،،وكذلك كاترين فقد نسته للأبد
أما كاترين عندما عادت إلى إيطاليا بأيام قليلة أحست ما تحس به الأنثى من بوادر الحمل فذهبت للطبيب لتستكشف أمرها فإذا بالطبيب يخبرها بالحمل لتصبح أما ً ولأول مرة فغمرتها السعادة
وحافظت على الجنين حتى جاءها المخاض ، وساعدها على ذلك مستر روفائيل حيث كان يتوق لأن يكون معه أبن من لحظ أن أرتبط بكاترين عاطفياً ونسب الجنين له واهتم به حتى تعلق به وكذلك الطفل ولم يذكرا له في لحظة من لحظات عمره أن مصري ومن أب مسلم ، وقد عمداه بكنسية الروم
الكاثوليك ، جون روفائيل ..! هو جون عبد المعطي يحمل الصليب شارة على صدره ولا يعرف من دين أبيه الحقيقي شيئا ، إلا أنه دين التخلف والحرب والقتل وما معتنقيه إلا رعاع جحاف جهلة وتثقف جون بثقافة الغرب اللاتيني فقد شربها في المدارس التي ارتادها منذ نعومة أظافرة وطفولته
حتى أصاب كاترين مرض عضال وأحست بقرب النهاية لها فأوعزت لصديقتها بالأمر وقد استيقظ ضميرها بعد فوات الأوان وبعد مات روفائيل في حادث مرور وترك كل ميراثه لجون بوصية
، لذلك ورث جون ثروة طائلة وأخفيا عنه نسبه الحقيقي وانتماءه العرقي والعربي إلى حانت لحظة الغرغرة لكاترين لتفارق الدنيا فأخبرته ما أخفته عنه تلك المدة خمسة وعشرون عاماً بثوب الأرمن
وثوب الغرب ويحمل في داخله كما رهيباً من الكره والحقد لكل ما هو عربي ومسلم ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/