۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الطـــائر الغريق
الموضوع
:
الطـــائر الغريق
عرض مشاركة واحدة
24-10-2018, 01:25 PM
رقم المشاركة :
6
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
إحصائية العضو
آ
خر مواضيعي
0
سفينة بلا قبطان
0
قلم لا يؤتمن
0
المرأة وعيدها
0
نفسي تشلني
0
كُن خَلوقَاً
0
رسائلك المكدسة في هاتفي
رد: الطـــائر الغريق
*****
كاد المخرج أن ينهي مسرحيته بمشهد رقيق تجيش فيه العاطفة وتخر العيون دموعها غبطة وسرور
لكن وقفت عوامل القدر سداً لينهي المخرج مسرحيته بفصل حزين شجي ويسدل الستار على عبد المعطي بك ابن العز والجاه تاءه فاقد العقل والصواب في حارة الزفة يستنشق دخان السجائر المحشو
بمخدر الحشيش والبانجو زائغ العينين يضرب كف ٍ بكف ، وقد عاد بعدُ من رحلته التي لم تك على باله أو خاطره أو في حسبانه وقد وطئت قدماه أرض إيطاليا فلم يتواني أو ينتظر ، كادت تأكله نار الشوق ليرى وريثه ويرى من سوف يخلفه فلن ينقطع نسله وسيعود به إلى أرض الوطن ويزرع فيه ما لم يزرع به هكذا كان الأمل يراود عبد المعطي بك ويخالجه ويذهب به مذاهباً أكثر نوراً وضياءاً مما كان هو فيه وعاش عليه ، مدام فيكتوريا : ألو .... صباح الخير مدام أنا مستر عبد المعطي ....
ها أنا أكلمك من إيطاليا الآن .. صباح الخير مستر عبد المعطي تمام مرحباً بك في إيطاليا وسأدبر لك اللقاء للمقابلة ولكن انتظرني وأمهلني بعض الوقت وسوف أخبرك بمكان اللقاء وموعده ...
عبد المعطي : مدام فيكتوريا ..! إنا لا أحتاج إلى موعد كي أرى أبني الذي حرمت منه طول عمري
قولي لي أين هو وسوف أذهب إليه في أي مكان وأي وقت ... من فضلك أخبريني بسرعة ....
مستر عبد المعطي : لا ...لا ... أنت لا تعرف وصية كاترين أرجوك (أبليز ) أهدأ وسوف أعود إليك وأخبرك بعدما أرتب لكما اللقاء كما قلت وذكرت لك من قبل .... وقبل أن ينطق عبد المعطي عاجلته
فيكتوريا : ( قُد باي ) مع السلامة ...
جلس عبد المعطي في صالة الفندق وصاح بالإيطالية على النادل يطلب مشروباً يهدأ به أعصابه
التي كاد يفقدها أثناء محادثته مع مدام فيكتوريا وغليونه مجمر من الداخل وهو قابض عليه بشفتيه
وأسنانه كأنه يود أكله أو كأنه يأكله فيه وهو عاص عليه في مضغه . مرت الوقت كالجبل وهو ينتظر على عجل ولهف ويموج في داخله كما يموج ماء البحر ثم يطلب مشروباً أخر عله يقتل الوقت أ و يُذهِب الأرق الذي ينو بداخله . مرت ثلاث ساعات على عبد المعطي كأنهم ثلاثة جبال أطبقوا عليه
وكادوا يقتلوه لولا أن رن هاتفه في جيبه وتعود فيكتوريا كما وعدته ....
ألو... مستر عبد المعطي ...نعم ...مدام بعد ساعة من الآن سوف تكون المقابلة بينكما وترى أبنك
وحاول أن تكون رقيقاً معه ___ العنوان :
حان موعد اللقاء وذهب عبد المعطي ليرى ابنه وخليفته الذي لم يوفقه القدر في رؤيته من قبل ويسعد به فإذا هو مطعم كبير مشهور يكتظ بشتى المأكولات الشرقية وأشهى المشروبات الروحية
والغير روحية وحينما تقدم ودخل وهو يطوف بعينيه في المطعم وقد اكتظ بالزبائن الوافدة من الشرق والغرب وهو ينظر في الوجوه يتأمل ملامحهم ليتعرف عليه ، فإذا بموظف يقترب منه ويجلسه على طاولة شاغرة كأنه زبون أتي ليتناول وجبة بالمطعم . يرضخ عبد المعطي للأمر ويسأل أين مستر جون ؟ .. الموظف : سيأتي إليك حالاً ولديه علم ٌ بحضورك فماذا تشرب ؟ قال عبد المعطي كوب ٌ من عصير الليمون ...تركه الموظف النادل ليأتي إليه بالليمون ...
من غرفة جانبية يمارس جون فيها عمله تفتح بابها على صالة الاستقبال خرج شاب باسم نضر الوجه أصفر الشعر غزيره يتدلى على رقبته مسترسل يكاد يقف على كتفيه أخضر العينين راح يتقدم
بهوين ناحية عبد المعطي ما أن رآه عبد المعطي وتفرس ملامحه وهو يقترب منه هبَّ واقفاً
وتقدم إليه ليلاقيه ويأخذه بين ذراعيه ويضمه إلى صدره ، لقد عرفه عبد المعطي تمام المعرفة بمجرد رؤيته فلم يترك له شيئاً من ملامحه وهو صغير قد ورثها جميعا ، فهو صورة من أبيه عبد المعطي في شبابه إلا أن شعره اختلف قد أخذه جون وورثه من أمه كاترين ...
فرد عبد المعطي ذراعيه ومال بشهوة الشوق وهو يهلل ابني ...ابني ....ولدي ...ولدي ليقلي بنفسه على صدره ... فإذا بيد جون توقف اندفاع أبيه عبد المعطي كأنه يريد يدفعه بعيداً عنه بهدوء وعبد المعطي يهلل ولم يلحظ بيد جون تقف عائقاً وسداً ويرجع جون خطوة وهو يمد يده ليصافح فقط .
يذهل عبد المعطي من فعل جون ويقف وهو يقول أنا أبيك يا جون.....! أبيك يا جون ...! ، يأخذ جون
عبد المعطي ويجلس به على كرسيه الذي كان يجلس عليه حين دخل ليراه ويجلس جون في الكرسي المقابل له ...ويبادر جون بالحديث ويبدأ ... نعم أنت أبي .... لكنك تركتني وأمي فلم أعرف عنك شيئاً
ولم تعرف عني شيئاً حتى أنك لا تعلم بوالدتي ومجيئي حين أتيت إلى الدنيا لقد أخبرتني أمي قبل أن
تموت وعرفتني أنك أبي في أخر لحظاتها .. اندهش عبد المعطي من كلام جون وهو يقاطعه الحديث
يا جون لا تلومني فأنا لست السبب فيما تقول وأنا أعترف إنني تركتك لكني لا أعلم بك ولم أين توجد أمك وهل هي على قيد الحياة أو ماتت لقد اختفت تماماً عن الوجود واستطاعت أن تختفي وتخفيك عني وأنا كنت في ومازالت في أشد الحاجة لها ولك جون : صدقني يا ولدي لقد بحث عنها في كل مكان وقلبت الدنيا لأجلها رأساً على عقب لكن لم أعثر لها على أثر ...
يحاول جون أن يتكلم يشير إليه عبد المعطي ليكمل حديثه ويسترضيه ... جون : يود أسكت أبيه ليتكلم ... عبد المعطي : تعالى معي يا جون فأنا أبيك الحقيقي وأنت ولدي سأعوضك عن كل شيء
وأسعد بك وتسعد بي وتعيش بين أهلك في مصر أم الدنيا ....
تنقبض ملامح جون وهو يعود إلى الكلام مقاطعاً أبيه ... لا أريد منك سعادة ولا شيء فقد ترك لي أبي ما يكفي وأعطاني اسمه وقام برعايتي ورعاية أمي ورباني هذا هو أبي الحقيقي ... تشرفت بمعرفتك يا أبي وقد انتهت المقابلة بيننا ولا تدفع ثمن المشروب الذي تناولته فهو على حسابي أنا ...!
همهم عبد المعطي ليقول شيئاً لكن الكلام توقف بين شفتيه وحبس وتركه جون ومضى ولم ينظر إلى الخلف وعبد المعطي واقفاً يَهُمُ ويذهب وراءه ويلحق به . عسى ....!
قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
سيد يوسف مرسي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع سيد يوسف مرسي المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها سيد يوسف مرسي
/