اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايده بدر
الحجر
تنفلت الشمس خلف البيوت الغافية، فتتلاقى ضحكاتهم الصغيرة ، يلتفون حول حجر ملقى وبقايا خطوط لعبة قديمة، تجري إحداهن خلف الحجر الذي أخطأ السير بين خطوط الدخان ، تقفز، تتعثر، يشتبك بضفائرها أزيز الطائرات.
عايده
1-7-2018
|
في مثل هذه المشاهد المفجعة والموجعة أتحسس قلبي
وأحمد الله تعالى أنني أجده وقد نزف الألم والقهر ولم يمر
هذا المشهد كأي مشهد عابر..
أنظر بغرابة إلى ما وصل إليه الإنسان من وحشية، وكيف أنه
ما عاد يتذكر إنسانيته وما خلق من اجله ... هذا المشهد ليس من
الخيال وفي الذاكرة ما هو أوجع ..لكننا لم نعد كما كنا لنا صرخة
قد تسقط طائرة .. لم يعد لدينا ردة فعل ..لقد سلبونا حتى مشاعرنا
وأتساءل ما الذي يستحق قتل الأطفال الأبرياء ..على ماذا يعتمد
هؤلاء وهم يتصرفون كالغيلان والوحوش..هل صدقوا كذبتهم .!!
المشهد طافح بالألم والعجب والغرابة ..ولا مجال لاعتباره مشهدا
متخيلا .أبدا ..أنه الواقع ...هذا ما حدث ويحدث حتى اللحظة ...
لا فرق بين الأطفال والأبرياء ومن لا شأن لهم بما يحدث سوى أنهم
ليسوا من الشعوب التي خلقت لهم الحياة ..من يتعاملون مع وجودنا
بعبثية وازدراء وفوقية ..ومصيبتنا في زعماء الدول العربية التي تحتفل
باستقلالها، ومنجزاتها عبر التاريخ ..الزعماء الذين وظفتهم الدول العظمى
لينوبوا عنهم في قمعنا وقتل أحاسيسنا ورؤيتنا إلى ضرورة المقاومة خوفا
على وجودهم ومكتسباتهم.
أديبتنا القديرة عايدة بدر
تصرفتم بمشهد من واقعنا المرير فأجدتم التصوير ..وببراعة الخبيرة جعلتم
ما بين العنوان (الحــــجـــر) والسرد اللآسر ..والوصف الدقيق ..والقفلة القوية
المؤلمة ...
{{ يشتبك بضفائرها أزيز الطائرات.}}
دهشـــة أمطرت لها العيون وجرحت الحلوق..وشعرت بدوار عجيب.!!
نص متقن وهادف ومحفز ..أقوى مما وصفته بكثير ..فاعذري عدم قدرتي
على الرد بما يليق بهذا الحرف.
بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي
احترامي وتقديري