۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مـرآة
الموضوع: مـرآة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2020, 12:33 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: مـرآة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
مرآة

وقَفَ طويلا يُحدّق في وجْهِه أمام مِرآة مُتشَققة
لمَحها قادمة ، سَدّد ضَربَة قوية
سَقط وجْهَه شظايا .. و اختفت شُقوق المِرْآة.

زهراء: 2020

  1. تقول الزهراء:القراءة ماء الكتابة.
    ويقول فرويد: أن الشعراء قد اكتشفوا اللاشعور قبله هو.

برأيي المتواضع قد لا يكون هنك مرآة متشققة،والوقوف الطويل
هو عملية جر الذاكرة من شعرها حيث تُخفي وتختفي في جوف
عميق ..حتى لا تشعر بوجع الوقوف الطويل والذي لا يأتي وحده
في مثل هذه الظروف. الوقوف الطويل في هذا المشهد يرافقه الصمت
يراقبان معا ضجة وفوضى وربما وجع عميق وحدث أو مجموعة أحداث
مؤلمة..ضجة وفوضى وصخب وزعيق..وهذا ما يوقظ الكبت اللعين وأثره
في نفس قد تكون (متشققة) أو يتسبب في استحضار نفس تشققت بسبب
سوء أفعاله..ثم ان عملية اتحديق في وجهه من خلال مرآة متشققة فعل غير
سوي..



{{وقَفَ طويلا يُحدّق في وجْهِه أمام مِرآة مُتشَققة}}

هذا الشخص يأتي الى هذا المكان كثيرا ولا يقيم فيه
والوقوف هناك مع التحديق وكأنه يفتح صنبور ماء
متآكل ولا ينزل منه الماء إلابالتنقيط، والإناء الموضوع
تحت الصنبور واسع . قد يخطر ببالنا ان هناك تشققات
فعلية بوجهه نتيجة لسبب ما، والمرآة سوية لا شقوق
فيها ..ولأن رغبته حاضرة بقوة الى استعادة وجهه كما
كان من خلال تسلله الى (الخيال) ونقله الى الواقع من
خلال حلم يقظة عميق. هذا الحال أو هذا المشهد يتحرك
على أرضية غير ثابتة ..فاقدة للتركيز بسبب ابتعاد وغياب
الشخص الحاضر، مايعني ان لحظة الانزلاق واردة بنسبة
كبيرة ...ثم يأتي المقطع الذي يجب ان يعيد كل شئ إلى مكانه
وهذه لحظة ارتباك تًنتج أفعالا مضطربة ..

{{لمحها قادمة، سدد ضربة قوية}}

لمحها قادمة (تتقدم بسؤال معقول) من هي..ثم كيف لمحها..هل
كانت قادمة من الخلف فانعكست صورتها من المرآة..أم من امامه
غالنص لا يخبرنا إلا أنه لمحها..من هي ..هل هي السبب لكل ما
ما هو فيه..ولماذا جاءت الى ذات المكان في ذات الوقت ..هل كانا
يلتقيان هنا ..أم أنها تمر صدفة..


{{ سدد ضربة قوية}}

هل سدد ضرته لها..أم للمرآة ..وهل لمحها فعلا من خلال الواقع
المشهود أم أنه لمحها من خلال نقطة كبيرة سقطت من الصنبور
أي في حلم يقظة ما زال يمرر مشاهده وخيال تسلل إليه ليشعر
بهذا الحضور..حضورها الذي يكلف غيابه.!!



{{سَقط وجْهَه شظايا .. و اختفت شُقوق المِرْآة.}}


من خلال قفلة النص نتأكد من وجود مرآة سليمة لاشقوق
فيها، على عكس ما تصورنا في وصف وقوفه الطويل أمام
مرآة متشققة.!! لكن هل من الممكن ان يسقط الوجه شظايا
لم أسمع بهذا إلا من خلال ما جاء بالأثر (بأن العبد يسقط لحم
وجهه حياء من عتاب اللله تعالى) وقد يكون السقوط كما هو
متعارف عليه لدى الجميع (سقط ماء وجهه) لكن هل يتشظى
الماء..!! الصنبور يقول نعم... ومعالجة الأخطاء يستلزم ان
يقوم الشخص الذي سقط ماء وجهه حين ارتكب خطأ ما بعمل
يصححه و(اجتماعيا) يستعيد ماء وجهه بعد ان فقده لسبب أو
لآخر ..


برأيي المتواضع ان الضربة القوية الموجهة إليها كانت بدافع
الانتقام، وما أكثر أسباب الانتقام..ولكنه وبسقوط وجهه شظايا
يعزز خسارته وأخطاءه الأولى..أما اختفاء شقوق المرآة بعد
ضربته القوية فقد حقق هدفه واستعاد ماء وجهه..مرآة سليمة
ماذا ستعكس بعد سقوط شظايا وجهه...لا شك أنها ستعيد إليه
ماء وجهه وستخلصه من الشظايا التي تشكلت بسبب أفعال خاطئة
قام بها، أو نسبت إليه ..أو أجبر عليها ..والآن علي ان أغلق
صنبور الماء من باب عدم الإسراف.!!


القديرة فاطمة الزهراء

ومضة بديعة من كف مبدعة قديرة نسجت حروفها ببراعة
واتقان والتقطت صور المشهد باحكام فكان الرصد دقيقا جعل
من الومضة ان تتأرجح بين تأويلات مختلفة وقد أبدع الزملاء
بتحليلها وفك رموزها ..وأجمل ما في الومضة هي التي تعمل
على دفع المتلقي بأن يركز بما يقرأ وان يقول رؤيته حسب
زاويته وكم أعجبني هذا الاهتمام الذي يعني الكثر للزهراء ولكل
من قرأ وقال رأيه الذي يعد جزء من الومضة الناجحة.

سلمتم وسلمت روحكم الناصعة محلقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/