۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - صمت الّليل
الموضوع: صمت الّليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2017, 07:26 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: صمت الّليل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
صمتُ الّليل

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ

وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ

وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ

بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ

وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ

وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ

تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لا تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ

ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ

عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ

جهاد بدران
فلسطينية

بحر الرمل

ــــــــــــــــــــــــــ
صباح الروعات صباح فلسطين
من أين قاموس تغترفين لغتك نهر عبقر ، وأنفاس المطر
ترسمين وطنا هائجا من الكلمات يحمل على ضفافه صمت العالم
لكن الإبحار من خلال شعرك فسحة للروح من كل عناء وانت الجهادُ
حتى في صمتك مختلفة وللصمت جاءت أبجديات خاصة
من خلال قرائتي للشاعرة جهاد بدران بهذا النص الشعري المميز
فهو من عيون الشعر من حيث اللغة والتركيب والبناء والمفردة وحتى الرمز والتشبيهات , وكل ذلك أعطى بعدا جمالياً للنص الشعري المعبر عن حزن دفين في قلب الشاعرة وهي تتابع حال الأمة وما يميز هذا الحزن أنه حزن رغم العمق الا أنها كانت رقيقة حتى في هذا الحزن وهي تهجو الليل
وتقول فكلانا في ظلام فأي تعبير هذا وأي أسى
كل هذا جاء برومنسية عالية كأنها تعيش حالة حب لكنها تنتصر على الليل البهيم فتقول

(عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ )


وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ


عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ


وكما عاشت الشاعرة جهاد الحالة المتردية للواقع في الوطن العربي وبشكل خاص الوطن فلسطين وعاشته بتفصيل هذه الأوجاع بعمق الذات الشاعرة وعمقها الداخلي وتعطي اقتدار كي تقتلع هذا الصمت ورغم هذا فإن الليل عاري أمامها ونشعر بأنها تريد النهوض حتى تزيل هذا الظلام وتستمر بعتاب ومناجاة هذا الليل الصامت وكأنها تتحدث عن نفسها أو معاناتها ولكن الحقيقة مختلفة فهي تخاطب وتتحدث عن حال أمة ورؤيتها الواقع ولكن لا تمتلك القدرة على أزالته وتحتاج عواصف ،
وكل ما يزين هذا الليل هو القمر وهذه لفتة
وتقول بلسان الحال أنها اقوى من الليل والظلام والظلم وهي تتحدث بلسان الامة وسوف ننتصر على كل الاوجاع وسوف ينتحر الظلام .
وأشير بأنه في قصيدتها لغة نقية , صورها مشبعة بالمعاني ،
وتشكل حضورا قويا ومترعة بالعمق في حركات تصاعدية مما زادها توهجاً في انتقاء المفردة الشعرية وبعناية فائقة، إن هواجس الشاعرة كبيرة لا تستوعبها قصيدة ,
والشعر أو القصيد لا يقاس بطوله إنما يقاس الشعر بالعمق والعلو بشكل تصاعدي وافقي ، فالشاعرة جهاد كما تعودنا منها عميقة بارعة في المعرفة وماهرة بقراءة الواقع وماهرة في اصطياد المعاني تملك القدرة على صياغة التركيب الدلالي ، ويكاد يكون كل بيت أو حتى مفردة في مكانها لا يوجد أي حشو هذه هي تجليات الشعر في التكثيف في أضيق المساحات في هذا الكون والزمان لأنها تدرك بأن الشعر هو معدن نفيس , قيمته عالية , وتستوفي الشاعرة قصيدتها بقفلة مدهشة وتترك بصمتها متوهجة كالضوء فأخر النفق ضوء لا ينكسر احترامي وتقديري للشاعرة جهاد بدران أبدعت وأكثر
مع تحيات الــنــبــالــــي
الله الله على روعة هذه القراءة..
ماذا أقول في حضرة هذا الإبداع وهذا الرقي وهذا التحليل الذي غاص أعماق النص وقدم تشريح وافي مذهل ومبهر ..لا يدل الا على اقتدار وقوة هذا الشاعر الكبير والناقد المحترف..في الإبحار في مكنونات القصيدة التي قدّمها ببراعة وصف وتجسيد لمقاصد الشاعرة ..عدا عن شرحه لتجاويف قلما يخضها ناقد أو يتطرق لها شاعر...
للناقد طرقاً وأساليباً في تفكيك شيفرة النص وتحليل قيوده من الغموض ..
ومن ناقد لآخر تختلف معالم التجميع والتشريح لأبعاد النص وأهدافه ومعانيه...وأن يصل الناقد لقلب الناص ويكسر قيوده ويخرج درر دلالاته..هذا بحد ذاته قدرة عالية وحرفية متقنة لا يمتلكها إلا ناقد فذ مثقف واعٍ وناضج ويتسم بفكر نيّر كما هو الحال مع شاعرنا الكبير الراقي المبدع..
أ.محمد خالد النبالي
المحترف الفذ في عالم النقد والقراءات السحرية الراقية...
لا أدري هنا ماذا أقول وكيف أعبّر ..مع قصيدة صمت الليل وقراءة وضوء أستاذي الكبير محمد خالد النبالي..
قراءة من أجمل القراءات التي مرّت عليّ..والتي أعتقت رقاب الخروف من القيد لتوسعة المعرفة والتحليل على نحوٍ يرضي الذائقة الأدبية بل يسحرها بما فاض منها وتناثر من جمال وألق وإبداع...
كل التقدير وكل التحايا وكل الإمتنان والشكر لقامة أدبية ترفع من قيمة النصوص بتحليل يستوفي عناصر الجمال والسحر ويستخرج منها درراً أدبية تدل على مكانته وحرفيته وقدرته العالية في فهم أعماق الكاتب والشاعر...
هنيئاً لنا بهكذا شاعر ناقد يرفع من نصوصنا على مائدة أدبية عربية تمتلئ بعناقيد جمالية سحرية...
باقات شكر وامتنان وقوافل زهر لقراءتكم الآسرة وما حملت في تجاويفها الجمال...
ورغم كل هذا الشكر إلا أنه يبقى منقوصاً لا يفي حقكم في التخليل والتشريح...
أرفع قبعة أدبي وحرفي لقلمكم العطر وحرفكم الألق
ولا يفيكم حقكم إلا بقول:
جزاكم الله عني كل الخير
ووفقكم لما يحبه ويرضاه
والله سعادتي بهذه القراءة فاقت كل حدود السعادة والمسرات
شكراً شكراً كثيرة لما لا نهاية لحد لها






  رد مع اقتباس
/