[خديجة قاسم]

ما بالي وقد جرّعتني الشجو سودُ الليالي ..
ما بالي وقد تقطعت أوتار ألحاني وتبعثرت بتلات الأماني !!
ما بالي وزهور رباي مطرقة الرأس ذابلة تعاني !!
أو تظن يا بدري العزيز أنه قد تبقى لدي من سناء لأرفد سناك ..أو أنني أستطيع أن أمدك برشفات الهناء تزيد إشراقتك و بهاك ؟؟
صديقي العزيز .. يا حكاية سنابل اقتبست إشراقتها من نورك .. ويا بوح شاعر غزل قصيدته من جميل شعاعك.. ويا مؤنسا لبائس أرخى سدول حزنه في ظل ضيائك ..
أتَعجبُ لحالي .. وتستنكر مآلي .. أتريدني أن أمضي في دربي لا ألتفت ولا أبالي ؟؟ كيف وأنت تدرك هشاشة قلب أحمله بين الضلوع .. كيف وأنت تعلم أنه كغرس نما في قفر لم يعد يحيا إلا بأنداء الدموع ؟؟ كيف وأنت تسمع زفرات هذا القلب الولوع ؟؟
لم يطرق اليأس دربي .. و لكن عجلة الزمان إن دارت .. أحنت قبضتها على النفس وبالأنين والحزن مارت .. فلا تترك المرء إلا أشلاء تتمزق.. وأنفاسا بجمر نارها تتحرّق .. وعبَرات كسيل هادر تتدفق .. ثم لا تلبث أن ترفع راية نصرها عليه و تمضي لا تلوي على شيء .. و كأنها غنمت من أنينه و أحزانه بأثمن فيء
بدري الجميل .. أرأيتني بالأمس عندما أرسلت ناظري لأتمتع بكمالك و جمالك ؟ ألم تلمح بين ثنايا ابتسامتي الباهتة بعضا من أمل .. ألم تشعر بأن يدي تجاهد وتجاهد لتمسح دموع المُقل .. تعرفني أكثر مني .. تدرك أن اليأس لا يمتلكني و لا يتمكن مني .. ولكنها لحظات الضعف التي بأنوائها تسقينا .. وبجرحها وألمها تشقينا .. تجعلنا ندور كما الساقية لا تدرك لها شمالا أو يمينا ..
أيها البدر المعتق ببوارق الأمل .. أتمنى أن ألبي نداءك .. وأطرق بيدي الكليلتين بابك ... ولكن لست قادرة أن أجمع هذه الشجون في حلة من كفن .. فكأني بها قوية تشب وتشب كأنها تسقى من كثير المزن
يكفيني أنك سمعتني .. يكفيني أنك وقت اعتلائك عرشك الليلي بعينيك الحانيتين لحظتني ورمقتني .. يكفيني أن كلماتي إليك هي رسائل تعود محملة ببلسم منك يعتنقني ..
ثنائي إليك عاطر .. وشكري لك كوابل غيث ماطر ..
دمت في سمائك متألقا بين نجومك .. متألق الثغر باسما في كل أحوالك وشؤونك
دمت يا قمر السماء و أنيس الحائر في الظلماء والدهماء .

زهرة تشرين

الساعة الثانية عشرة و خمس دقائق ظهرا .. 19 / 9 / 2013

يتبع ...