عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2017, 11:41 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مباركة بشير أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فروق لغوية في القرآن الكريم / مباركة بشير أحمد

مالفرق بين الأب والوالد ؟


إختلفت الآراء حول مفهوم معنى الأب والوالد ،ولو أمعنَا التدبر فحتما ستوضح لنا الحقائق جلية.
الأب بالمفهوم البسيط هو المنبع الذي يرجع إليه أصل النسب لارتباط وثيق بين السابق واللاحق من الأجيال ،هاته الأبوة التي تمثل سلسلة ممتدة الحلقات إلى أن ينتهي الكون "،فعمروٌ" مثلا له أب وأبوه له أب وأب الأب له أب وهكذا ...فهم مجموعة آباء الواحد خلف الآخر ،ولذا يقول سبحانه في شأن المشركين :

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ"
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ"
ويقول سبحانه في شأن يوسف عليه السلام : " وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
وعندما يقول الله عزوجل عن إبراهيم عليه السلام : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
ا نستخلص أن " آزر " هو أحد أجداد إبراهيم عليه السلام ،
أما الوالد فهو الجامع بين الأبوة من حيث النسب ،و الولادة أي الإنجاب ،وهو المُربي ،الساعي على تربية الولد . وعليه فليس كل أب والد ،بينما الوالد هو الأب القريب أو الحقيقي لولده من صلبه.
لذا يوصي الله سبحانه بالوالدين إحسانا لاقتران عنصر النسب مع التربية بيولوجية كانت أو نفسية وما تسبب من تعب وشقاء للوالدين.
يقول الله تعالى : " وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
وعندما ينادي يوسف عليه السلام ،وابنة شعيب كلاهما والده بلفظ " يا أبت" بدل ياوالدي
في قوله عزَوجل : " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"
"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"
فذلك دليل الإنتماء المتجرد من أي طلاء ،الدال على التداخل الجيني ،بين الأصل والفرع
ويوسف عليه السلام قد اتخذه عزيز مصر كما موسى عليه السلام في أسرة فرعون ولدا ،تربى كلاهما في قصر ،وتمتعا برغد العيش ،بينما لكل واحد منهما انتماء إلى أبويه ،
(وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
(وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)
لذا يقول سبحانه في شأن موسى عليه السلام :
(فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)

وعن يوسف عليه السلام يقول سبحانه:" وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ"
وعلى هذا الأساس نستنبط أن الميراث يتقيَد بالأنتماء الدموي أي النسب ،الأبناء ،الآباء والأشقاء ،والإخوة ...وعندما لم يرث زيد محمدا عليه الصلاة والسلام ،فلا دليل على توريث المتكفل به ،ولاتبني في الإسلام لقوله تعالى :" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"
وخاتم النبيين معناها ألاَ ابنا من صلبه ذكرا بعده يرث منه النبوة كما أنبياء سابقين ،
يقول الله تعالى: (( وَوَرِثَ سُلَيمَانُ دَاوُود))َ
( ((فَهَب لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيّاً ))

(وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )

(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ)

أماَ تحريم حلائل الأبناء من الصلب في آية المحرَمات في قوله: {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ} ،فذلك مردَه إلى أن العرب في الجاهلية كان قد شاع فيهم التبني ،والآية أمر ألهي واجب التطبيق ،لقوم عاشوا الجهالة بشتى ألوانها -بما فييها زواج الإبن من زوج أبيه بعد وفاته ،والجمع بين الأختين- .ومادام الله سبحانه قد حرَم التبني بزواج نبيَه بطليقة زيد متبنيه ،فلاحديث بعده.
خلاصة القول : لفظ "والد" يشمل الأبوة زائد تربية "بيولوجية ،نفسية"
أماَ "الأب" فهو الأصل الذي يُنسب إليه الإبن بالولادة ،أو التسلسل الجيني من جيل إلى جيل.

والله أعلم






  رد مع اقتباس
/