قصيدة مهداة للتلميذ أسامة أحمد حماد حسن بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة الشاطئ بالشيخ زويد بسيناء الذي كتب في التعبير بامتحان اللغة العربية عبارة « أمي ماتت ومات معها كل شيء » وأحدثت عبارته أصداء واسعة شاسعة
***
شُجُونُ يَتِيم
***
شعر
صبري الصبري
***
يا من سطرت بصدقك التعبيرا
غضا بليغا بالسطور مثيرا
فخما بليغا باهرا بفصاحة
شعت شعورك للأنام منيرا
وكتبت أنك بافتقاد أمومة
عانيت عيشا بالحياة مريرا
صعبا أليما مفجعا ذا شقوة
فظا كئيبا بالخطوب عسيرا
وجلست وحدك بامتحان طفولة
ترنو السؤال وتمعن التفكيرا
ماذا أقول عن التي ماتت هنا
وبموتها أضحى الجناح كسيرا ؟!
يبكي بكاء مستمرا صامتا
ويسح دمع المحزنات بكورا
وعشية بالانتحاب مع الدجى
يلقى الظلام بمحتواه خطيرا
ماتت من استحلى فؤادي حضنها
أنساب فيه بالانسجام نضيرا
يعطي الهنا فخما جميلا طيبا
عذبا أواكب منتهاه وثيرا
يهدي سكونا مستحبا دافقا
يحوي لقلبي المستهام حريرا
ورقيق عيش مستحب هانئ
فيه اندمجت مع الحنان قريرا
سألوا السؤال ولم أجبهم مسهبا
فمماتها قد أتعب التعبيرا
أترى أجاوب بالسطور إجابة
فيها أبث الهم والتكديرا ؟!
أم أسترد الذكريات لصفحتي
وأحاول التركيز والتصويرا ؟!
وأضم ماضي الأمنيات لحاضر
يحتاج مني بالأسى التحضيرا
وأليم فكر قابع في حزنه
منذ الفراق فأنهك التقديرا
أمي وإن كانت بقبر موحش
تحيا بقلبي تستحث عبيرا
ليكون في روضي جميلا أخضرا
بالأنس يهدي للفؤاد زهورا
ويحفه بالمعطيات جميعها
يسديه من نبع الأمان غديرا
يا وقت مُرّ فلا السطور ستنقضي
إن رمت فيك بحالتي التسطيرا
أو كنت أرجو أن أحبَّر جملة
عنها سينفذ بالبكا التحبيرا
لا يأمل الطفل الصغير إفادة
محدودة كي يجعلوه كبيرا
أنا من تشتتت الأمور بذهنه
وثوى بكرسيٍّ السؤال فقيرا
ماتت وماتت أمنياتي كلها
لما فقدت بموتها التدبيرا
وعدٌ لأمي أن أكون مثابرا
ومصابرا بالصالحات فخورا
وسطرت ذلك في اختباري دونما
قصد فحرَّك للجميع شعورا
ووجدت فيهم بالتعاطف ألفة
ورأيت منهم بالسرور ظهيرا
ولمست ألوان التكافل تنبري
نحوي توافي قلبيَ المقهورا
يا من بذلتم كَفَّ عون واصلوا
عونا لمن يرجو المعاش يسيرا
بكفالة الأيتام فوزٌ موكد
لمن استحب لغيره التيسيرا
كونوا جميعا بائتلاف جامع
فاليُتْمُ فينا يعشق التدميرا
وتآلف الأبرار يجمع شملنا
يبني .. يعمِّر .. واصلوا التعميرا !
والخير يودي للمسرة والهنا
يهدي اليتامى بالحبور قصورا
والله يعطي المنفقين جزاهم
يوم القيامة بالحساب وفيرا
وحبيبنا المختار بَشَّرَ كافلا
يلقى بقرب في الخلود بشيرا
صلى الإله على النبي وآله
ما الليل ضم مع الشهور بدورا !