[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب بنشريفة

جنان


قلة مطاردون من جنود كثر
الموت من ورائهم وجحيم صحراء قدامهم
كانوا على قلب رجل واحد إجتازوها
إختلفوا فيما بينهم

{اختلفوا فيما بينهم}

والخلاف نتيجة ـــ للتفرق ــ و ــ الفرقة ـــ

فقد جاء في محكم التنزيل قوله تعالى:

(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}

وقد تقدم فعل (التفرق) السبب على فعل (الخلاف) النتيجة.
والمصيبة فيما سيكون بعد ذلك، وبإمكاننا أن ندركه من خلال
قراءة واقع الأمة وتشرذمها وتكالب الأمم عليها.

ما كان قبل ذلك..
كانوا قلة مطاردون..موت من أمامهم، وجحيم صحراء
من ورائهم. إلا أنهم اجتازوا كل هذا. واجتياز هذه الصعاب
كان نتيجة لسبب كبير وعظيم وهو أنهم

{كانوا على قلب رجل واحد }

حكائية جاء عنوانها لافتا

فـــ جنان ـــ قد تكون جمع "جنة" فإذا كان
هذا هو المقصود فإن الجنة هي الجزاء والنتيجة
لمن يسعى على بقاء أو إعادة القلوب على قلب
رجل واحد، وخلاف ذلك فإن النتيجة ستكون سقوط
هذا الجمع من الــ جنان ـــ
وقد تكون (جنان) هنا بمعنى القلب، أو جوف الشئ
والأمر الخفي..وهذه المعاني كلها موفقة كعنوان لمضمون
هذه الومضة ورسالتها القوية.

أديبنا المكرم نجيب بنشريفة

حكائية جميلة البناء وعميقة في رسالتها
التي تتشكل بعد انتهاء كلمات الحكائية وحروفها
وهذه صياغة ذكية وواعية وفيها عناية وبراعة في
إيصال المضمر والمراد من خلال الظاهر المعلن.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري