عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2017, 06:50 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثريا نبوي غير متواجد حالياً


افتراضي بُورما..ياقوتٌ تحت الرَّمادْ

بُورما..ياقوتٌ تحت الرَّمادْ

فقدْنا الديارَ وآباءَنا
تَعالَيْ لِنُخفِيَ آلامَنا
بكهفٍ عميقٍ قويِّ البِنا
لأنَّ الدُّروبَ غَدَتْ مُنحَنَى؛
مسافةَ ليلٍ عَمِيٍّ رَنَا
تَعالَيْ لِنُنْكِرَ إيمانَنا
فكاهِنُهُمْ لمْ يَزَلْ ماجِنَا
وأُخْدودُهم في اسْتِعارٍ شديدٍ
ونَمْرودُهُمْ يَسْتَحِثُّ القَنَا
صَرَخنا وما مِن مُجيرٍ لنا؛
لأنَّ الخِلافَ أقامَ هُنا:
يُقَطِّعُ قابيلُ أرحامَنا
وتَدفِنُ هابيلَ غِربانُنا
***
بإبرةِ فقدٍ وخيطِ الدِّما؛
أَيَادٍ تُطرِّزُ أكفانَنا!
تَرُشُّ الزهورَ على قبرِنا؛
وتُطفئُ أقمارَ أحلامِنا
وتُذكي الجِمارَ على أرضِنا
فما مَرَّ مُعتَصِمٌ مِن هنا
لِيَسْحَقَ أَرحَاءَ مَنْ قَضَّنا
عَموريَةُ الرُّومِ بانَتْ لنا
مَدائنَ خوفٍ وزَحفٍ دَنَا
وبُوذا يُبارِكُ سَيْلَ الدِّما،
ومِحرَقَةً باتِّساعِ الدُّنا
***
تَعالَيْ نُفَتِّشُ عن عُشِّنا
على الغُصنِ مُحتَرِقًا مِثلَنا
تعالَيْ لِنَنْبِشَ تحت الرَّمادِ،
لعلَّ أبانا حَفِيٌّ بِنا
ونَرنو عسانا نرى أُمَّنا،
وتَنُّورَها لَمْ يزَلْ ساخِنا
لِتُنْضِجَ أرغِفَةَ الجائعينَ
وقهوةَ صُبحٍ نَدِيِّ المُنى
حليبًا وحلوى.. تَهيبُ بِنا؛
كلوا يا صِغاري جَنَى كَدِّنا
وبعْدُ العبوا واركُضوا حولنا؛
سَنَوْنَوَتينِ بِحِضْنِ الهَنا
***
تَعالَيْ لِنبحثَ عن زورقٍ
لِيَنقِلَنا من شطوطِ الضَّنَى
لعلَّ الصباحَ يمُرُّ هناكَ
و فَيْءَ الأمانِ.. بأسوارِنا
وتصحو الأُخُوَّةُ مِن نومِها
ويغدو الكِفاحُ لها دَيْدَنا
وقبل العُثورِ على زورقٍ؛
سَجَا الليْلُ مُبتَلِعًا حُلْمَنَا
***
فيا كبوةَ الخيلِ ماذا جَرَى
أما مِنْ نهوضٍ يُعيدُ الجَنَى؟
وأصدافَ بحرٍ تَحِنُّ إلينا
ووشوشةَ الموجِ أُذْنَ العَنا؟
وغيماتِنا مِنْ شِباكِ التتارِ
ونَجمًا يتوقُ إلى حيِّنا؟
وذَوْبَ الشموسِ على غُرَّةِ الصبحِ
يغسِلُ غَضْنَ إهابِ المُنى؟
وياقوتةً عُذِّبَتْ إذْ تَبيتُ
بِتاجِ الملوكِ وقد هَيْمَنا؟
لِدُوقَةِ "يُوركَ" وميضٌ جميلٌ
كَبرقٍ تتابعَ فيهِ السَّنا*
ولَمْ يكفِهِمْ سَلْبُ أقواتِنا
فَشَدُّوا الخِطامَ بِسَهمِ الفَنَا
وَأَوْصَوْا بِنا كاهِنًا خائنَا
*****
15/6/2013


*كانت بورما (أراكان) مُستعمرةً إنجليزية، وكان للياقوت النصيب الأكبر في مجوهرات العرش الملكي البريطاني, وكان مُستخدمًا في ترصيع التيجان وتتويج أشهر الملوك والملكات بِتوسط أشهر تيجانهم المتعاقبة في تاريخهم وحتى يومنا الحاضر فقد كان خاتم "فيرجي" دُوقة يورك؛ من الياقوت الأحمر البورمي، قدمه لها الأمير "أندرو" في حفل زواجهما

**كُتِبت القصيدة توثيقًا لصورةِ شقيقين من بورما - طفلٍ وطفلة - بعد فقدِ أسرتهما
حيث تحتمي الطفلةُ ببراءةٍ موغلةٍ في أربعِ أو خمسِ سنواتها ؛ بشقيقِها الذي يكبُرُها بنحو عامٍ؛
من فزع الحاضر ودمويتِه، وغَيامةٍ سوداءَ تكتنفُ الآتي المجهول.
:
:
فعولُن






  رد مع اقتباس
/