01-02-2017, 04:29 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
مقطعٌ طوليٌّ من تغريبة الوحي
أنا والشعرُ من عمري سُرقنا
أتينا للحياةِ فلم تطقْنا
ولدْتُ قصيدتي ، وَوُلدْتُ منها
وكان جزاؤنا أنّا عُقِقْنا
وخبّئنا فسيلتَنا شتاءً
فلم نذقِ الربيعَ ولم يذقنا
تمضمضنا بأحلامٍ عِذابٍ
ولكنّا عَذاباً قد بُصِقْنا
وكنا البحرَ ، أصغينا لوحيٍ
فلما جاءنا الأمرُ انفلقنا
وكنا في الهوى حطباً وزيتاً
وكان الشوقُ جمراً فاحترقنا
نعم ، صرنا رماداً غيرَ أنّا
تفاعَلْنا ، لذلك ما افترقنا
ونازعنَا الحياةَ ، ونازعتْنَا
وطالَ نزاعُنا حتى أفَقْنا
فلم نعلمْ على ماذا اختلفْنا!
ولم نسألْ على ماذا اتّفقْنا ؟
وسَوّقنَا قصائدَنا حياةً
ولكنّا مع الأمواتِ سُقْنا
وكنّا قلعةَ الأحلامِ فيكم
وكنتم سورَنا لمّا اختُرِقْنا
رفعتُ قضيةً ، وحملتُ شعباً
بلا حِسٍّ ، فماذا؟! قد غرِقْنا
فلستُ السامريَّ ، وليس شعري
بعِجلِ طموحكم لمّا نطقْنا
فما في جبّتي إلا قصيدي
ولا مرآة َ إلا ما عشقنا
سَلوا عمّا رأى جبلَ القوافي
لأنّا بالتجلّي قد صُعِقْنا
أنا والشعرُ في محراب ِ صبرٍ
ومن ثمرِ النبوءةِ قد رُزِقنا
إلى امرأةٍ ستأتي عامَ قحطٍ
تُفتِّشُ في الغيومِ وقد بَرِقْنا
تُحيلُ سرابَنا ماءً زلالاً
فنصرخُ في الفيافي : قد عُتِقْنا
سنقلقُ راحةَ المنفى لأنّا
على موتٍ بلا وطنٍ قَلِقْنَا
الوافر
تَـشـَــهـَّـتكَ البلادُ ، وأنتَ عـَـفٌّ
وعـَـفـَّـتْ عنكَ مـَـن كنتَ اشـتهيتا |
|
|
|