۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2012, 08:26 PM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
سلطان الزيادنة
عضو مؤسس
أكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية سلطان الزيادنة

افتراضي رد: مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم الريماوي
الشكر الكبير للقدير سلطان الزيادنة ، لجهوده الكبيرة والمثمرة

عودة لتسجيل نقاط مهمة أخرى
**يرى الناقد الكبير د.كمال أبو ديب بأن قصيدة عبيد بن الأبرص والتي مطلعها " اقفرّ من أهله ملحوب ...فالقطبيات فالذنوب" ، بأنها أول قصيدة تفعيلة في التاريخ العربي المعروف ، ويقول عنها الناقد الكبير د.عبد الله الغدامي بأنها تحتوي على أكثر من بحر منها الطويل والبسيط وغيرهما ، ويكاد يجمع العروضيون على أن هذه القصيدة فيها الكثير من الزحاف القبيح والخروج عن الوزن ، يخرجانها من دائرة الشعر ، وكلما ضُرب هذا المثل للعروضيين قالوا: إنه مثال شاذ ، والشاذ لا يستند عليه ؛ ولكن ومن جهة أخرى يكاد يجمع الباحثون على أن هذه القصيدة هي إحدى المعلقات العشر ، وأنها من أهم القصائد التي أرّخ لها في "جمهرة العرب" ، ويعلم أيّ مطّلع مدى أهمية ذلك وبالتالي مدى أهمية القصيدة ،أي أن الذائقة العامّة لم تستقبحها بل على العكس سلكت سلوكا فيه الكثير من الغرابة وهو تمجيد هذه القصيدة ، وإذ كان الحال هو ذاك ، فلابدّ من وجود احتمالين لا ثالث لهما :

1 احتمال وجود شواهد أخرى كثيرة تحاكي شكلية النظم ذاتها لقصيدة عبيد ، وتم إهمال هذه الشواهد إما بشكل متعمد ، أو لتواضع وسائل الاتصال .

2 احتمال أن تكون فعلا هذه القصيدة شاذّة ، ولم ينسج على منوالها غيرها ، ولكني أجد أن هكذا احتمال هو ضعيف جدا ، إذ حتى لو كانت هذه القصيدة لها السبق والتفرد في النسج على هكذا منوال ، سيكون هنالك الكثيرون ممن سيحذون حذو هكذا نسج بالضرورة نظرا للحفاوة التي استقبل بها ، ولي تجربة شخصية بهذا الموضوع حيث قمت بكتابة بعض النصوص على هذه المنهجية أو قريبة منها ، فتم إقصاؤها إلى محاولات للوصول أو إلى الخواطر أو ما شابه في أحسن الأحوال .

في كل الأحوال وفي كلتا الحالتين نجد أن ذاك ، هو مثال صارخ على أنه في بعض الأحيان يكون النادر بل وحتى الشاذ المتفرد مستحسنا وربما ممجدا من الذائقة العامة ، والتي لها – أي الذائقة – الحكم الأخير وليس العروض كما يرى ابن سنان الخفاجي .

علينا أن نعلم أن الاستقراء الموضوعي كما تقرّه نظريات المعرفة ، لا ينظر فقط إلى التكرار العددي للشواهد وإنما أيضا إلى وزن هذا الشاهد ومدى تأثيره في الظاهرة موضوع الدراسة ،وخصوصا فيما يتعلق بالظواهر الإنسانية ، فليس النادر أوالنادر جدا أو النادر جدا جدا ..أو حتى الشاذ المتفرد يساوي القبيح بالضرورة ، بل على العكس ربما يساوي الإبداع في كثير من الأحيان استنادا على مدى تأثيره بالظاهرة موضع الدراسة ، فالإبداع بمعناه العميق هو الخروج عن المألوف وليس التوافق معه ، وهنالك أمثلة كثيرة في التاريخ الإنساني على نصوص بعينها أثّرت كثيرا في الذائقة العامة أو أدت إلى ابتداع أجناس جديدة لتتوافق معها ، أمثال كتابات النفّري ، أو نصوص رامبو ، أو مسرحية " في انتظار جودو " لصمويل بيكيت التي أدت إلى ابتداع جنس أدبي جديد اسمه " مسرح اللامعقول " لتّوافق مع هذه المسرحية بعينها .

للحديث بقية ......
هيثم



الوارف هيثم الريماوي

هي فعلاً نقاط مهمة وحقينة بالدرس والتفكير

أنتظر عودتك بتوق

محبتي






  رد مع اقتباس
/