[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد حسين الشرفي

أيها العَالَمُ الأصمْ
ميِّتٌ أنتَ أم صنمْ

ها هنا القصف ها هنا
وحدهُ جاء و انتظمْ

و الصباحات إن أتتْ
نورها للعنا انهزمْ

و المساءات كُنهها
ظُلمةٌ تشتكي الظُلمْ

ها هنا الموتُ ها هنا
صار أشهى من الألمْ

ها هنا الشعب ها هنا
مُعدَمٌ سار للعدَمْ

خيَّمَ البؤس فوقهُ
هدَّهُ الجوع و التهمْ

يشتكي..! ليس يشتكي
كلّما يشتكي انهدمْ

كل شكواهُ صمتهُ
إن طغى الجرح و احتدمْ

حالمٌ باعَ حلمهَ
عازفٌ شدَّهُ النَّغَمْ

موجعٌ ردَّ جرحهُ
كلَّما ردَّهُ استلمْ

ذاهبٌ يحملُ الأسى
عائدٌ يحملُ النَّدم

كلَّما أنَّ صارخًا
هدَّهُ الصمتُ فاحتشم

كلَّما ارتدَ باكيًا
ضمَّهُ الصبرُ فابتسمْ

يكتمُ الآه في الحشى
دمعهُ قال ما كتمْ


***


أيها العالمُ الذي
همُّهُ الوحل لا القممْ

كيف يشكو لعالمٍ
عاشقٌ مشهد الحممْ

إنما قال ما به
للذي رزقهُ قسمْ

فَرِّجِ اللهُ همَّهُ
أذهبِ الظُلمَ و الظُلَم

أيها الشاعر الأشم
مبدع أنت و القسم

ادعَى العالم الأصم
أنه عالم القيم

إنه العالم الذي
خير من فيه متهم


ذا شعاع بدا لنا
وهجه من ذرا الظُلّمْ


كل من عز غيرهم
خاب بل ذل وانهزم

كل من رام حقه
حقه ضاع و انهضم

كل من ضاء رأيه
رأيه أورث الندم

أيد الظلم سافرا
أثقل العدل بالتهم

يبعث الموت مرسِلا
من يلاقيه للعدم

إرسل الآه شاعري
علها تفضح الألم

إن في الصدر خافقا
شقه الحزن فانقسم

بعضه الخوف ساكنا
بعضه الحزن قد جثم

بعضه وحشة المدى
بعضه خيبة العشم

بعضه انهار مثقلا
بعضه هده الورم

أيها الشاعر الذي
أرسل الحزن كالديم

لم تقل غير شذرة
من لدن عالم القيم