السلام عليكم
قصيدة سامية العاطفة ، رفيعة القيمة .
لفت انتباهي فيها قول الشاعر
كأنّ كلَّ شهورِ العمرِ صائمةٌ
وشهرُ صوميَ إفطاري ومُنسَجَمي
وقد ذكرني المعنى في هذا البيت الجميل بحديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-
ما بقي منها؟)، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال:***(بقي كلُّها غير كتفها)([1]،***رواه الترمذي .
ولكن يبدو أن الشاعر الأستاذ صلاح ريان كان مأخوذا بالمعاني الجميلة الراقية فسها عن بعض هنات إملائية . فقوله :
هذا فناؤك فلتأوي لما اتسعتْ
أيامُ صومك وارقد فيه واغتنِمِ
الفعل " فلتأوي " صوابه حذف حرف العلة من آخره .، ليصبح " فلتأو " إذ أنه مجزوم بلام الأمر .
وقوله:
فهل تفيني من الغفران مرحمةً
وهل ينالُ ليالي الفضلِ مُنصَرِمَِي
الاسم " ليالي " مفعول به فيجب نصبه. باعتبار الفاعل هو الاسم في " منصرمي " . وهذا يكسر الوزن
.
وقوله :
شهرٌ يمرُّ كما لو كنتَ مُضَّجِعاً
ثمّ اتكأتَ لترنو أو لتستَقِمِ
الفعل "ترنو " صوابه النصب بلام التعليل. فيجب فتح الواو وهذا يكسر الوزن .
والفعل "تستقم" جاء مجزوما . وصوابه النصب أيضا لأنه معطوف على الفعل " ترنو" المنصوب .
القصيدة طافحة بنفحات إيمانية شفيفة صافيه. والعاطفة عموما كانت هي الأقوى في النص. حتى أنها تغلبت على نسق التراكيب اللغوية وهيمنت بقوتها على بعض التراخي فيها.
كقول الشاعر
يا ربُّ جئتُكَ أرجو منك مغفرةً
وخطوُ ساقيَ كم زلّتْ ولم تَقُمِ
فقد أحسست ببعض الضعف في بنية التركيب اللغوي في في عجز البيت. وبدا فيه بعض الحشو بسبب استخدام " كم " في موقعها المعترض. وهي من أحرف الصدارة عادة .
تحيتي وتقديري
ودام لكم الإبداع
وكل عام وأنتم بخير