الموضوع: منذ عروة ونيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2018, 06:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي منذ عروة ونيف








أنا لله إن صرت حرزاً لهذي الوصاة ، وحزراً لهذو الرواة ، وأصبحت
خلّاً لنخلة معنى تؤّول ظلّاً يرتّل ناياً بوادي الرعاة ، وحين اقتفائي حداء
الدليل لحاقاً بظلّي الضليل ، ولله معناي حين ابتلالي بحبر الدواة وماء الرقاة
وحين احتمالي لماء الصهيل غداة الرحيل نهاراً ، جهاراً وحين ارتجالي
لصيحة فوت تؤّول نزفاً ورعفاً لما ينبغي أن أقول ، وما ينبغي أن أصير :
صرت نفرة أيلْ
ولها في بعيد البعيد سليل وخشفْ
صرت عورة ليلْ
وبجاه الذئاب عبرت وصار الدجى مختلى وسدول حجا وحجاب وسجفْ / صرت كشفْ
صرت عروة خيلْ
صرت ألفْ.



لا كما ينبغي لانتظار البلاد فررت إلى لا بلاد سواها ، وصرت سواي وغيري هناك.
بل كما ينبغي لفرار الغريب رميت مفاتيح بابي على غارب الغرباء ، وفي غابر الرغباء ، فصرت سواي وغيري هنا.
صرت طيفْ.
وكما ينبغي قمت أعجن طيناً وأخبز منه رغيف بلاد يجوع ويهذي بقمح البلاد وليل الحصاد ، وعدت وظلّي لأهلي كطيف يعلّل ضيفْ.
صرت ضيفْ.



لا كما ينبغي لاشتهاء الهزائمْ
قمت صدراً لرمحْ
وكما ينبغي لحنين المواسمْ
صرت ترويدة لحصاد وقمحْ
صرت صيفْ.



لا كما ينبغي في اشتهائي الغناء أقول :
لا أريد الغناء ، أريد سواي الّذي في أغاني الرعاة
أريد سواي الّذي مرّ سهواً بهذو الرواة
ورفّ ليرمي ردائي يدثّر برد العراة
فصرت سواي يهدهد ذبحاً ، وصار سواه يراود سيفْ
وكما ينبغي إن أردت البكاء بكيت ، فصار البكاء يداً
صار كفّاً تربّت كتفْ
صرت كفْ.



لا كما تشتهيني الحياة ، احتضرتْ
أو كما يشتهيني الشتات ، انتظرتْ
بل كما يشتهيني الممات كبرتْ
وكما تشتهي الأمّهات كبرت قليلاً
وضليلاً كما تشتهي العاشقات كبرت قتيلاً
وقتيلاً مشيت بنعش الضليل دليلاً
لدارة أمّي كنصف يشيّع نصفْ
صرت نصفْ.



لا كما تبتغيني القبائل منذ العواصم صرت مؤاباً تعلّى كهمزة وصل ليقطف ماء تدلّى نواحي الشراة لصيف العراة ، فتضحك أرض وتبكي سماء ، وصرت خروجاً كما ينبغي وعواء لليل الذئاب ، وجلوةْ.
صرت خطفْ.
بل كما تبتغيني المعاني تأبّطت ظلّي لألحق أخوة ظلّي ، فتعوي دمائي ذئاب البعيد ، فتعوي ذئاب ويضحك عروةْ.
وكما تشتهيني القبائل بعد بسوس الخرائط عام الرمادة بعد قريش حجلت بساق لأعبر حدّي ، وأرمي رغيفي وشاتي وظلّي كريعٍ ووقفْ
صرت وقفْ.



لا كما تشتهيني العذارى حليلاً
أو كما تشتهيني النساء خليلاً
أو كما تشتهيني دفوف طيوف غواني الحكايا أقوم أعضّ شفاه بنات الغناء أطير بدفّ ، أحطّ بدفْ
صرت دفْ
بل كما لو أقول :
أنا قوّال هذي القصائد نزفاً ورعفْ
أنا موّال هذي القلائد منذ رباب ونوفْ
صرت عوفْ
منذ هيت الخدور لنسوة شعرٍ ، وليت أوانس نثرٍ
تناثر في السكّريات شعراً ، فأصبح ريق أباريقّهنّ ، وشفْ
فرمين عليه صواع البياض بهيت ، فعفْ
وكما ينبغي صرت حرفاً لعلّتهنْ / صرن واواً لعطفْ
صرن حبّاً / صرت عصفْ
أو كما ينبغي لمجيل الدفوف
صرت جرحاً / منذ قيس ونيفْ
صرن ذبحاً / منذ ليلى وسيفْ
صرن حتفْ
صرت دفّاً لمساس خضاب الكفوف
تعلّى وخفْ.



لا كما يشتهيني الكلام ، بل كما ينبغي أن أقول :
أنا قوّال صمتي
بحبرٍ يلطّخ سطراً ، ونثرٍ يسيّد شعراً
ونهرٍ يؤثّث بحراً
وحرفٍ يرادف حرفْ
أنا موّال نزفي
بصمتٍ يتمتم صوتاً ، وفوتٍ يؤسّس موتاً
ونزف تداعى لنزفْ
صرت حرفْ
أنا فرخ لطير بوادي الضحى
مسّه هذيان البلاد ضحى
فهذى بجناحيه شعراً ، ورفْ
صرت نزفْ.



لا كما ينبغي لاشتهاء الكتابة ، غمّست صوتي بحبر التهجّي أناء قيامي بسفر رغيفي وطيني إماماً بطيفي وضيفي لركعة وتر الغريب وسجدة سهو البلاد ، سهوت ، فسلت كسقيا ، وحسوة ظلّ احتسته القبائل صرفْ.
بل كما ينبغي لنشيد الخروج أقول :
أنا لله إن حبست خطواتي بحابس طين البعيد ، وعزّ عليّ شهودي ، وحزّت قيودي وريدي ، فصرت نزيفاً وصارت مُدى ، فارتجلت بسوساً وقمت لأرمي عليها يداً ، ويمين حرام إساري عليها ، ولله معناي أناء خروجي وحين عبوري كطيف يسير بفوج العراة ، وحين ابتلائي بهذي الوصاة مساء اقتفائي لطيف سعى بصفا عطشي واقتدى بحجيج سراب السدى ، ورمى بعباءته لعريّ انتظاري بصفّ العراة ، وصفْ.
وكما تشتهيني السلالة حين
امتثال دمي لتعاليم تغريبتي
واحتمال فمي هذياني بأحجيتي
منذ ماذا ، وأين ، ومن
صار إسمي متى
وأنا صرت كيفْ.









.
.




(فاعلن)






(لا تقيسوا الشعر بالمسطرة)
  رد مع اقتباس
/