الموضوع: فلسفة الكيمياء
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2019, 12:06 PM رقم المشاركة : 500
معلومات العضو
نجيب بنشريفة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


نجيب بنشريفة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فلسفة الكيمياء





إن الحداثة
لهي تأكيد للفرد
شرعية التصرف الحر لنفسه
وكذلك قدرته على المشاركة
في الجنس البشري ما يفي
له عالمية الفرد واستقلاله
يجب أن يكون قادراً على
الارتقاء إلى مستوى العقل والفكر والثقافة
من هذا يلي ربط الحداثة بالمساواة
كل رجل يشارك في إنسانية الإنسان
ويجب أن يجدّ فيه وصولاً إلى الجميع
ما يجعل إنسان الإنسان وقدرته على
تجاوز حالته الخاصة الفورية
والتي لا يمكن حتى للحيوانات الأكثر ذكاءً
الناس متساوون من وجهة النظر هذه
المساواة هي نتيجة لما أطلق عليه الحرية الكونية
لم يكن الإنسان قبل الحداثة أقل إنسانية لكنهم
لم يمارسوا كل ما لديهم من إنسانية لمساواتهم
حتى اليونانيين الذين تصوروا شمولية الجنس البشري
لم يأتوا بأي تبعات لإلغاء العبودية في النهاية
إن الأقدم ليس إنسانًا سابقًا بل إنسانًا
لا يعترف في كل شيء آخر يجعله غرورًا بديلاً
لأنه يسيطر على الإنسانية بحيوية يشارك فيها جميع اناس
لقد تخطى الإنسان دائمًا مدى فوريّة الحاضر
والآن من خلال عرض نفسه في المستقبل
من خلال التفكير في معاني أكثر تفكيرًا
لكن الحداثة تعطي هذا الشرط دفعة جديدة
مما يجعل من الواضح أن هذه الإمكانية للتجاوز قيمة
للحصول على وقت فراغ عالمي من الضروري
أن تكون قادرًا على التمتع بظروف مواتية للوجود
يجب أن نكون قد جعلنا أنفسنا مستقلين مسبقًا
وبالتالي نكون أحرارًا بالمعنى الثاني
هذا هو السبب في أن المساواة
بين الناس يجب أن تكون فعالة
إلى جانب الحد الأدنى من المساواة المادية
لذلك يجب الاعتراف بهذه المساواة وتشجيعها
كانت الأولى على المستوى القانوني
مع النصوص الأساسية للإعلان الأمريكي والفرنسي
في نهاية القرن الثامن عشر ثم دعت الحركات الاشتراكية
في القرن التاسع عشر إلى فعاليتها الاجتماعية
الانتقال من المساواة القانونية والسياسية
إلى المساواة المادية والاجتماعية
إن تاريخ القرن العشرين
الذي يرثى له في مكان آخر
قد سمح بتحقيق جزئي
لكن كبير لهذه المساواة
في البلدان المتقدمة
ما زلنا عصريين اليوم
لأننا لا نحزن على المساواة
والعالمية والحرية التي يحددونها
عدم اليأس من الحرية هو الكفاح
من أجل تقدم الحضارة
هنا نجد فكرة أساسية عن الحداثة
الإيمان بالتقدم التاريخي
الشيء المهم في الواقع
هو عدم تصديق ذلك
ولكن افتراض المشروع
إن ما يعرّف الحداثة ليس الإيمان بالتقدم
ديانة التقدم الشهيرة التي يود ما بعد الحداثة
أن يخلصنا بل مشروع مستقبل أفضل
هذا المشروع يتناسب مع الحداثة
بقدر ما هو عالمي في جوهره
ويبدو أنه من غير المعقول أن يتصور
أن جزءاً من الإنسانية لا يمكن أن يشارك
بشكل أصلي في الإنسانية ولا يمكن
أن يتمتع بالحرية الآدمية
الانعكاسية هي وسيلة الحداثة
والحرية هي نهايتها
نشأت فكرة التقدم
بالتحديد من انعكاس
الإنسان لحالته التاريخية
طالما أن الرجال يصنعون التاريخ
دون أن يعلموا أنهم يفعلون ذلك
فإن هذا التاريخ اللاواعي بحد ذاته
موجه بلا شك في حد ذاته
لكن ليس له معنى حي
وبالتالي لا معنى للمتوقع
عندما يصبح الإنسان واعياً لحريته ويتزعمها
لم يعد الوقت التاريخي فارغا لقد حان الوقت
لتلد هذه الحرية نفسها بنفسها وهكذا
فإن رجال عصر النهضة فكروا أولاً
في مثل هذا التوجه بفرض الضرائب
على الماضي على أنه عفا عليه الزمن
عن طريق تحديد منتصف العمر الذي كانوا
يعتزمون تمييزه عنهم أولئك الذين عرّفوا أنفسهم
بأنهم رجال في العصر الحديث
إنتظار فكرة التقدم قرنًا آخر
لتصبح أكثر وضوحًا
تحت تأثير التقدم العلمي الحاسم
بقدر ما يرتبط ارتباطًا لا يمكن إصلاحه
بالعملية المنعكسة التي يتساءل بها الإنسان
عن حالته من ناحية وإلى المشروع الواعي
المتمثل في تحرير نفسه من جميع الوصايا
إن الحداثة هي إذن دعوة إلى آدمي يأخذ مصيره المسؤول
لإجبار الوقت على العمل من أجله وهذا هو لف التاريخ
في اتجاه التقدم كما يعرفها فإن الحداثة هي وعي الإنسان بحريته
الإحساس المزدوج بالحرية الكونية والحرية الفردية
والالتزام بتحقيق هذه الحرية في فعالية الوجود الاجتماعي













  رد مع اقتباس
/