عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 01:24 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الدمشقي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد الدمشقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد الدمشقي غير متواجد حالياً


افتراضي و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم :
(( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ?33?))

كيف يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا

الآية موجهة من ربنا جل في علاه إلى نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم


إخوتي الكرام :

عذاب الله شديد و رحمته واسعة فكيف نتقي عذاب الله عز و جل و كيف ننال رحمته و مغفرته

لاسيما و أننا غارقون في الذنوب و الأخطاء و التقصير و والله لولا رحمة الله بنا لهلكنا بذنوبنا و معاصينا و آثامنا

نلمح في تلك الآية طريقتين مضمونتين للنجاة من عذاب ربنا جل في علاه

و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم
أي لن يعذب الله المسلمين المؤمنين لو كان رسوله صلوات الله و سلامه عليه فيهم

و قد يفهم البعض أن المقصود بذلك زمن غير زمننا و هو أثناء حياة رسولنا الكريم بين قومه فهو فيهم و بينهم و لن يعذبيهم الله تعالى ما دام سيد الخلق بينهم

لكن لو تعمقنا أكثر في المعنى لوجدنا بأنها آية تصلح لكل زمان و مكان
كيف يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا بعد موته فداه أبي و أمي و روحي ؟؟؟

يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم بيننا عندما نتبع سنته و نسير على خطاه و نحبه و نطيعه و ننصر سنته

نعم إخوتي فرسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه بيننا باتباعنا لسنته
و الاتباع ليس مجرد كلمة تقال

بل هو التزام كامل بالأمر و اجتناب كامل للنهي و ابتعاد عن الابتداع و التغيير في سنته و هديه

فطاعة الرسول من طاعة الله ألم يقل الله تعالى :
(( ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ))

ألم يأمرنا ربنا بطاعة الرسول مع طاعته جل في علاه فقال :
(( و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون ))

بل وضع الله تعالى لنا شرطا لازما كي يحبنا فقال :
(( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?31? ))

فلكي نحظى بحب الله لا بد من اتباع رسوله و حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم

و من حظي بحب الله فقد فاز و نجا و أفلح

فإذاً الشرط الأول هو الاتباع الكامل لسنة رسولنا الكريم و طاعته في كل ما أمرنا به و اجتناب كل ما نهانا عنه

فرسولنا صلوات الله و سلامه عليه لا ينطق عن الهوى بل كل كلامه وحي و صدق

و الاتباع يعني أن لا تغير و لا تبدل في سنته كما يفعل الكثير من المبتدعين و الضالين الذين غيروا و بدلوا و ضلوا و أضلوا

فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد

أي خارج عن الجماعة و خارج عن الملة بمجرد تغييره للسنة و الشريعة وفق أهوائه

و الاتباع يعني الالتزام الكامل بالأمر و النهي دون اعتراض أو تذمر
قال تعالى : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ?65?))

فلن نعتبر مؤمنين إلا إذا حكمنا شرع الله و سنة نبيه في كل حياتنا دون أي حرج أو تذمر أو اعراض

و كي يكون الرسول صلى الله عليه و سلم فينا فلا بد من التخلق بأخلاقه و التأسي به في كل أعماله و أخلاقه و معاملاته
فمن كان بلا أخلاق فليس محبا للرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
كيف لا و قد قال ربه عنه بأبي و أمي و روحي : (( و إنك لعلى خلق عظيم ))
و مكارم الأخلاق لا خلاف عليها بين جميع الأمم و قد تحلى رسولنا الكريم بأحسن الأخلاق و علمنا فقال
إن أحسنكم عند الله أحاسنكم أخلاقا
و إن المرء ليبلغ بحسن الخلق مقام الأنبياء و الصالحين
و لكي يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا فعلينا أن نتصرف في أمورنا و كأنه بيننا و نتخيل كل عمل نقوم به هل كان سيرضيه ؟
هل كان سيعجبه أم سيغضبه
هل كان سيفخر بنا لو عملناه أم لا
دعونا إخوتي نجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم حاضرا بيننا و كأنه فينا باتباع سنته و السير على خطاه و التزام أخلاقياته و مبادئه السامية
أما الوسيلة الثانية التي ستنجينا من عذاب الله جل في علاه
فهي الاستغفار
نعم إخوتي الاستغفار منجاة
و من استغفر الله نجا من عذابه
من طلب مغفرة الله فقد علم بأنه عليه قادر و فوقه قاهر
من طلب مغفرة الله فهو مقر بفضله و رحمته و منه و كرمه
و كما قال الله تعالى :
(( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ?110? ))
و يقول تعالى في الحديث القدسي
(( أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك .))
أخرجه البخاري


سيكون متصفحي هذا لغرضين أهمهما

كيف يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا
هذا يحتاج للكثير من التأمل و الحديث
و ثانيا سنتكلم عن : كيف ننجو من عذاب الله تعالى


كونوا معي






  رد مع اقتباس
/