عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2015, 02:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


نزار عوني اللبدي غير متواجد حالياً


افتراضي قصة حب مختلفة،،،

[justify](أي تشابه بين الأسماء التي سترد في ثنايا هذه القصة وأسماء أناس في الواقع هو مجرد مصادفة فقط)
_________________________________________________

مرت به، كأنها عابرة سبيل، أو كانت عابرة سبيل، سألته عن شيء، فأجابها، وعلى حين غرة، قالت: أنشرتَ َ شيئاً جديداً؟ أو كأنها قالت: هل من جديد عندك؟ وربما لم تقل هكذا بالضبط، لكنها سألته عن جديد. فاجأه السؤال، مَنْ هذه الصبية؟ وكيف تعرف عنه؟ قال: لاجديد عندي، ولكن كيف عرفت أني أكتب؟ نظر إليها، في ريعان الصبا، ينسدل شعرها الليلي الناعم على كتفيها شلالَ عطر ملأ المكتب المقفر بالروعة، وكان لصوتها رقة النسيم في ليلة حب ساحرة، يا إلهي! رحمة بي. قالت: أنا أعرفك منذ سنتين، كنت تحضر الندوات الشعرية التي تقام للطلبة الشعراء، وأرقبك وأنت تنصت بشغف واهتمام، وأسألهم: من هذا؟ فأخبروني أنك شاعر وتهتم بالشعراء الشباب!

يا كلَّ بلابل الكون غردي في قلبي، كل هذا الجمال والرقة يعرفني منذ سنتين ولا علم لي بذلك!!
أين أذهب بفرحة قلبي؟؟ كيف لي أن أحظى بوقت إضافي معها؟ وتبادر إلى ذهني سؤال قد يكسبني بعض الوقت: وهل أنتِ تكتبين؟ أعني، ما سبب اهتمامك بما أنشر؟

أرجوك يا إلهي أن تقول: نعم!

- عندي بعض المحاولات، ولكنني لا أنشر، لا أسعى لذلك.
- طيب، تفضلي بالجلوس، وأريني بعض ما عندك!

كأنها كانت تنتظر أن يدعوها للجلوس، حملت أغراضها، واستراحت على المقعد القريب من طاولة المكتب، وراحت يدها الصغيرة ترتب وضع خصلات شعرها حول جبينها المضيئ، ثم استخرجت دفتراً من بين أغراضها، وفتحته على صفحة ما، وناولتني إياه،، "أكتب بعض الخواطر الخاصة، ولا أطلع عليها إلا الأصدقاء .."، أهذا ما قالته؟ لا أذكر بالضبط، ولكنها قالت شيئاً مثل ذلك، وردّت رأسها إلى الوراء قليلاً فاستطعت أن أدرك أن جيدها الناصع البياض يمتد إلى أعمق نقطة في صدري، وتذكرت قول الشاعر "بعيدة مهوى القرط". تناولت الدفتر منها.
يا كل شعراء الأرض، يجب أن تعلموا أنني الآن أجلس مع جنية هبطت عليَّ من الغيب، وأنها تتعمد بحركاتها الرقيقة أن تحرق قلبي، وأنني سأقرأ ما كتبت ولن أرحمها إذا لم تكن تعرف الكتابة، بدأت أقرأ، وأنا أسترق النظر إلى هذه الفتنة التي اقتحمت عالمي على غير انتظار، تعرفني منذ سنتين، ولا تقول، طوال هذه المدة، ماذا كانت تنتظر؟ وأنا مخزون هنا في هذا المكتب البائس، وهي على بعد مرمى حجر مني، يا للبؤس!!

كانت عيناها ترتقبان ردود فعلي، ربما ظننتُ ذلك، ولكنها كانت ترمقني وأنا أقرأ، ورحت أمارس سطوة معرفتي على كلماتها، ما أشقاني! هل كان ينبغي أن أسألها ما إذا كانت تكتب؟؟
ها أنا ذا أنصب محرقتي من جديد، وأغرق في عالم من الوهم والخيال الشقي، كبرتَ كثيراً على ذلك يا رجل، وتآكلت أيامك، ماذا ستفعل الآن؟ وماذا ينتظرك بعد ذلك؟

- تكتبين جيداً، ولكن، تحتاجين لمزيد من الممارسة والتوجيه.

أيها البائس، تقول لها ذلك كي تستدرجها إلى مزيد من اللقاءات معك، أنا أعرفك جيداً أيها الثعلب، تستغل معرفتك وعلمك وحاجتها إلى من يعتني بقلمها لتكسب منها أياماً هانئة تضيفها إلى عمرك العابق بخطايا العشق، وما أدراك أنها ستقبل رعايتك لها؟ نعم، أعرفك جيداً، ستخترق عالمها البريئ بحجة مساعدتها على تحسين مستوى كتابتها،،

- أنا لا أكتب للنشر،
- ولم لا ؟ آلذين ينشرون أفضل منكِ؟؟

ها أنت ذا تبدأ بممارسة لعبتك البائسة معها، تشجعها، وتطمئنها أنها من الممكن أن تكون من ربّات القلم، يا رجل اتق الله فيها!

- على كل حال، سآخذ هذه الأوراق لأقرأها على مهل، وأضع لك ملاحظاتي عليها، متى تقدرين على المجيئ لتأخذيها؟

ها هي ذي تنتزع الأوراق من دفترها، وتعطيك إياها، واثقة بك، وأنت كل ما فيك يرقص فرحاً، سيبدأ هذا المشوار، نعم، سنتين يا أرقَّ من مر بي، وأنت تعرفينني، وتتمنين لقائي، ولا تستطيعين؟ ما الذي كان يمنعك؟ الحياء؟؟ الخوف من الصد؟ تناولتَ الأوراق، وقامت بقوامها اللدن، تودعك، واضعة يدها الدافئة في يدك، أتقبلني صديقة؟؟ يا للهول! أنت ِ تطلبين مني ذلك؟ صاحت كل خلية في جسمه، يشرفني يا آنستي، وسرت في دمائك رعشة أنت تعرف مغزاها، سحبت يدها برقة، وانطلقت بخفة غزال شارد.


أيتها الأحلام الشاردة في رحاب الكون، تجمعي فوق رأسي، الآن، وأمطريني بكل ما فيكِ من جوع لقبلة من شفتيها الممتلئتين، وعناق لخصرها الأهيف، أنا الذئب العجوز القابع في بريته المقفرة، رحتُ في غيبوبة طويلة أرسم خطواتي القادمة؛ كم سوف يقتضيني من الزمن كي تعشقني وأعشقها؟؟ كم سوف .. وانتبهتَ على صوت أحد المراجعين: لو سمحت، ممكن أسأل عن ... ! طبعاً يا أخي تفضل ..
وانقضى نهار !!!!

(يتبع)
[/justify]







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/