عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2015, 01:36 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


نزار عوني اللبدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

[justify]في كل مرة أتورط فيها بخطيئة الحب، كان يسبقها ذلك الشعور الخاطف عندما أرى شريكتي في الجريمة للمرة الأولى، وقد تلتقي نظراتنا أو لا تلتقي، ليس مهماً، المهم أنه كان ينتابني ذلك الشعور الخفي الخاطف أن شيئاً ما سيكون بيني وبينها، لا أدري متى، ولا أدري كيف، ولكنني أتيقن من ذلك، وأترك الأمر يمضي على راحته.

عبر سنوات العمر كلها والتي كنت مؤهلاً فيها للعشق، أثبت هذا الشعور الغريب صحته، ولم يخطئ ولو مرة واحدة، إلا مع فداء، التي اقتحمت عالمي على غير انتظار، ودون أن يمارس ذلك الشعور دوره المعتاد.

قلت لكم إنني حين لمحت نهاد انتابني ذلك الشعور، ثم عَبَرتُه، وعدت إلى عملي ومكتبي بعد ذلك النشاط الشعري الطلابي الزاخر بالمواهب، وكنت أعيش حالة من الخواء، والقحط، لم تمرَّ بي من قبل، ولذلك كنت أغرق في بؤس العمل الوظيفي حتى النخاع، في حيلة دفاعية لأتجاوز هذه الحال اليابسة.

حين رفعت رأسي من الأوراق التي بين يدي، كانت تقف بباب المكتب هي وزميلة لها، تستأذن للدخول، ولكم أن تهزوا رؤوسكم باستخفاف الآن، وتقولوا ما شئتم، ولكنني شعرت بقلبي يسقط بين أضلاعي، تماماً كمراهق يعشق بنت الجيران، ويقضي الليالي يحلم بها، ثم يراها مرة واحدة أمامه في غرفة نومه، كما يحلم بها، فلا يدري ما يفعل، أيفرح أم يخاف، أيضمها أم يهرب، تسمرت عيناي عليها لوقت لا أذكر كم كان، لدرجة أنها شعرت أنني قد لا أسمح لها بالدخول، وعندما انتبهتُ إلى ما يحصل، هززتُ رأسي كمن يصحو من سبات عميق، وهتفت: تفضلي، وكان ينبغي أن أقول: تفضلا، ولكنني كنت لا أرى سواها.

لم أسمح لقلبي أن يقفز فرحاً، فأنا لا أعرف ما جاء بها، وإن كان ذلك لا يهمني كثيراً، فالمهم أنها جاءت، والمهم أن تلك الموسيقى الملعونة قد بدأت تصدح في رأسي، (تفضلي أيتها الشاعرة، أيتها المرأة الجميلة، أيتها الحياة القادمة من عالم الغيب، أيتها الـ ماذا أقول؟؟).
دخلت بكل أبهتها، وتنسمت رائحة الخطر في حضورها، نظرت إليَّ بعينين عميقتين، وقالت: جئنا نسأل عن جوائز النشاط الشعري التي تقرر صرفها للمتميزين من المشاركين فيه.

يا إله السموات والأرض، وشاعرة متميزة، سأستخرج لك المعاملة من تحت الأرض، وسأصرفها لك بعينيَّ، وقلبي، اجلسي يا كارثتي القادمة من عالم المستحيل، "تفضلي، سأسأل لك عن المعاملة". جلست بكل أنوثتها الصاخبة، وجلست معها زميلتها، "أنتِ أيضاً لك جائزة؟"، "نعم!" . كُرمى لِعَيْنٍ تكرم مرج عيون، قلت لها: لقد رأيتك ِ في المدرج، وسمعت شعركِ، رائع، هل تكتبين الشعر منذ زمن طويل؟ (ماذا يهمني إن كتبته منذ أن كانت في بطن أمها، أو إن بدأت تكتبه من اليوم، المهم أنها لم تخيب ذلك الشعور المتعب الذي حدثتكم عنه، وجاءت) . "يعني، منذ أن كنت في المرحلة الثانوية". قلت لها: أنا أكتب الشعر أيضاً!

يا لك من مخاتل! ماذا يهمها إن كنت تكتب الشعر أم تكتب الزفت، ولماذا تطرح نفسك عليها، ألا يمكن أن تكون مرتبطة بعلاقة مع غيرك؟ أم أنك لا ترى سواك في الكون بين الرجال؟ ولكن لم التردد؟ لن يضيرك أن تحاول إيجاد منطقة اهتمام مشترك، فلعل برقاً يلتمع!!

آه يا فداء! كم أنا مأفون ومعذَبٌ، قد هشمتني كل اللواتي كنَّ قبلكِ، وما تركن لك مني سوى حطام عاشق يبحث بين بقاياه عن بقية قلب قد يليق بجزء من مليون من قلبك، غير أنني لن أغلق أبواب عالمي أمامكِ، فأنتِ الوحيدة التي لم يلمع في خاطري ذلك الشعور الغريب عندما رأيتها للمرة الأولى، ومع ذلك جئتِ، وإن كان بعد أن تآكل معدني، وقلَّ وقودي، وآل أمر قطاري إلى التقاعد.


(يتبع)[/justify]







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/