۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الفنييق أحمد بوزفور يليق به الضوء
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2012, 11:35 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفنييق أحمد بوزفور يليق به الضوء


احمد بوزفور صاروخ قصصي عابر للأجيال*
محمد الحاضي



احمد بوزفور صاروخ قصصي عابر للأجيال*
محمد الحاضي


لملمت من الألقاب و الصفات لأحمد بوزفور هذه :"سي احمد بوزفور" ،"السند باد"،"مسافر زاده الخيال"،"ابو القصص"،"البروفسور"،"قيس القصة"،"المبدع الذي ظل نمرا حتى بعد اليوم العاشر"، "الزاهد"،"العفيف"،"ملك القصة او رئيسها"..هذه فقط ما استطاعت عيناي و أذناي ..و هناك ،طبعا،مالم تستطيعا..وحتى الذي قال عنه "الشيخ" ذات تورم عابر أو مقيم (لست ادري)لربما يعلم جيدا أن" زاوية" مجموعة البحث في القصة القصيرة (وهذا الشيخ مجرد فرد /جزء منها و فيها) لا تبتغي في تصوفها المشرع على البحث و الإبداع و الترجمة غير عشق القصة ..
أما هو فيكتفي بالقول عن نفسه "أنا خفاش صغير لا أحب الأضواء"..حتى انه ود أن يكون حرفا لا شخصا ..
قد يسهل ويصح ويجب الفصل بين الإنسان و المبدع،فنقول في حضرة المادة الإبداعية وحدها:لا شأن لنا بنوع حياة الإنسان صاحبها ..وقد يصعب او لا يجوز الفصل بينهما ،لان الإبداع يحيا أيضا بالعلاقات/الصداقات و فيها..حيث تبدو الأخيرة محك إنسانية المبدع،او محك الإنسان في المبدع..و لعل ما نراه يطبع قبيلة او قبائل مبدعينا من الاصطفاف و التنازع و التلابز و التجاهل و الخيلاء ..هو من فعل نوع و طبيعة الإنسان ..و ليس من فعل نوع و طبيعة الإبداع ..
أما سي احمد الإنسان و المبدع معا ،فمعدن نادر،انه بكل بساطة الكاتب المنشد و المشدود دوما و بعمق الى الظل كما بتعبير سعيد منتسب.
فمنذ بدأ يساهم منذ السبعينيات في مغربة القصة القصيرة إبداعا فنيا و انتماءا سوسوثقافيا. رأى أن الوجه اللغوي و الفني و الأدبي للواقع المغربي يجب ان يكون هو موضوع و مادة الحكاية..و أدرك،ربما قبل غيره،كنوز الذات على الكتابة و فيها..فيما كان غيره ينوس بين الذات و الموضوع،الداخل و الخارج، هذا على أحسن التقدير.. أما في أسوئه، وهو الغالب الراجح، فالموضوع و الخارج كانا سيدا الوقت..وما الكاتب في حضرتهما إلا مناضلا ، او مبشرالتغيير ..و إلا فتهمة" التبرجز" جاهزة متأهبة .. لست ادري ماذا يقول عنه الفاوستيون الجدد (كما بتسميته) من مثقفينا اليوم؟
لهذا رفض احمد بوزفور منذ البداية ، ان يكون وجه الواقع مجرد" سلطة خامسة" ، كما رفض الجدانوفية، و الشعار،و البرنس المشرقي ،و التجريبية الموضة .. ومنذئذ ما انفك يكتب بمشاعره و أحلامه و تجاربه و قراءته – و ليس عنها- حاضنا طفلة اللغة و لعبها و العابها :هذه القصة القصيرة حتى لا تكبر أبدا و لا تموت.. و حتى يصير قصرها عقوقا ابداعيا هو خلخلة اللغة التي تفترض في نفسها الرشد و الكبر و الاكتمال ..كما بمفهوم جيل دولوز.. و حتى تسيرو تصير هذه القصة لا شعور الأدب وحقله الذي لا ينضب من زرع و ترويض و تحويل و إشعال خامات اللغة و الشعر و الواقع و الذات و الثقافة .. و كأني بأحمد بوزفور يصرخ بلا ملل ولا كلل : ولكم في المغرب قصص يا أولي الجمال، او جمال يا اولي القصص ..
إن فرادة الإنسان و المبدع في احمد بوزفور جميلة حد التلويث ، لهذا تراه ، دوما ، لا يحب الأضواء التي لا تسطع قليلا أو كثيرا إلا لكي تعتم .. او تحجب.. او تبرر..او تعمي.. لهذا خجل من نفسه ان ينال تلك الجائزة المعلومة . لقذ اكتشفنا معه ، إذن، إن التلويث هو عينه الإنسان و الإبداع و الجمال و الحب و المعنى في سعيهم المسافر نحو الصفاء عوما في المستنقع ..
القصة عند احمد بوزفور هواية حرة ممتعة ، وليست حرفة . انما هي هواية لا يريد ان يشرك بها غيرها..القصة عنده" بلية"،" دودة" يكتبها و ينشرها، ويعذب رأسه و قلبه بحبها ..لهذا حين ياتونه المصابون بهذه" البلية" ليمارسوها معه ، لا يتطير منهم و يقول "الله يستر"،و لكن ينخرط معهم في المعاشرة و المغامرة،" واللي ليها ليها " كما يقول .. ولهذا صدق ذلك الذي قال ان احمد بوزفور يكاد يكون المبدع الوحيد تقريبا الذي يشجع كل من اصابه مس هذه" البلية" ، ولا يعتبر اخاه في الحرفة عدوا ،فتراه يحترم الخائفين على عروشهم في الكتابة حتى ضدا على ناموس الطبيعة ..حتى و هو يدرك ان وراء هذه العروش ما وراءها ..وان عروش الإبداع الحقيقي لا خوف عليها . كما تراه يعترف بالخوارج الجدد من الكتاب و يقدر خروجهم المائل من الخيمة .. دون نظرة تيسية او عصابية . ذلك لانه يعي و يعمل على ان تنتمي القصة (و عموم الابداع) لجيلها و تاريخها ، لتحيا حاضرها بين تجارب الماضي و هواجس المستقبل .. فتراه يتفاعل اكثر مع الكاتب المضارع الذي يتخذ القصة وسيلته للمشاركة في معمعان الابداع و الثقافة و الواقع ،و هو في كل هذا يرفض ان يكون ابا ،او وصيا على احد، الا على عشبة الخلود هذه القصة الطفلة . ان همه القصصي كهم الشجرة في البذرة و ليس في الثمرة ..كما تقول هذه الحكمة النيتشية ..
سي احمد متواضع بالسليقة و ليس تواضعاتيا .فلنتأمل أي إنسان و مبدع هذا الذي كل المعنى في حياته ان يكتب نصا جميلا يعجبه و يجد بعد ذلك قارئا ذكيا واحدا يتجاوب معه ويهتز له.. هذا الذي كل حلمه العزيز ان يتفادى سنه اعباء90درجة لكي يصل الى صومعته : رقم 19 ، وغرفتين ..حتى لا يضطر الى شراء كتاب يملكه و لا يستطيع العثور عليه بين اكوام الكتب في الحمام ..
ومع كل إنسانيته الصافية النقية ،و مغامراته الإبداعية الجميلة ، تظل الكتابة باللون الازرق هي حلمه المتفلت كأفق أمام مسافر ،نعم الأزرق، لكن الأزرق الأخضر و ليس الاسود ..مهما اختلطت امام عينيه الالوان .
نعم.سي احمد لا يهمه فعلا اذا خسر العالم و ربح نفسه.. لكنني اراه فيما يكتبه و يفعله و يحياه رابحا نفسه و العالم معا .
يقول سي احمد" ان أشواك طفولته زرعت في أمه تازة التي هي القادرة على لحسها..بينما أحلام شبابه تاهت في حبيبته كازا التي هي القادرة على احتضانها"..و بقدر نأي هذا اللحس لا تزداد تازة ، عنده ، إلا دنوا ، و حنانا شجيا ، تماما كما هي خصوبة و نقاوة ثدي امه الموزع حليبها هنا..و هناك ..في أشواك الجغرافيا .
--------
* نجيب العوفي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/