عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2016, 12:48 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي ضوء جهاد بدران على نص إلى السادة البكائين ـ نوال البردويل

النّاص نوال الردويل
النص إلى السادة البكائين...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إلى السادة البكائين

أتركوهم بسلام يستعدون لأيام العيد دون أن
تقذفوهم بحمم غضبكم المكبوت
بعد أن تفرغ جيوبكم في الأسواق
تذرفون الدمع الكاذب
لتلبسوهم حلل الحزن
أليس من حقهم ككل الأطفال فرحة
تعيد لهم ابتسامة غابت حتى في العيد
بينما أطفالكم حولكم يفرحون ويمرحون
صحيح أن اليتم حرمهم الكثير
لكنه العيد.....
فكم هم بحاجة لابتسامة...
لا لدمعة تنهك ما تبقى بداخلهم من حياة
بحاجة لأن تفتح لهم الأبواب
لا أن تسد النوافذ ليختنقوا بأنفاسكم البائسة
ابكوا وتباكوا في كل الأيام
إلا في يوم العيد اعتقوه لوجه الله
من فضلكم
امنحوه الحرية ليتنقل كيفما يشاء
يفرد جناحيه يلقي بتحيته للأطفال
في كل مكان
فهو الأقدر على أن يهبهم السعادة
بقليل دراهم دعوهم يخلقون الفرح
من خلال طائرة ورقية
مرجوحة لعبة بلاستيكية
قطعة حلوى أو حبة شيكولاته
أغمضوا عيونكم
واحتفظوا بدموعكم وجيوبكم
وكفاكم كفاكم ....تمثيلاً وتدجيلاً

القراءة
ــــــــــــــــــــــ


عنوان مثير ومليء برصاصات تقذف تلك الضمائر المزيفة على ساحة عربية مشحونة بقناع الذل والزيف ..
لكن نفوسهم مكشوفة من تحت أفعالهم الدنيئة..
أطفال غزة وأطفال الحروب في كل مكان يعلموننا معنى الحياة ومعنى الصبر .. فقد صقلت نفوسهم الهدم والحرب والتشريد والحصار وأصبح كل طفل بمثابة أمة.. يتقن فن العيش ويرهب عدو الله.. هم من يعلموننا كيف نتحدث وكيف نقاوم..كل طفل يحمل في قلبه الرجولة ويقف أمام الدبابة لا يهاب عدو الله .. يكافح بقليل من الوسائل والتي هي بمثابة نار على الأعداء.. إذا تحدث أصغى له الحاكم والملك إذ خطابه وفصاحته التي تعلمها من الوجع تفوق مؤتمراتهم وخطاباتهم والتي تجد من هؤلاء الكبار لا يتقنون تصفيف الكلام ...
وإن سلبوا المتعة والفرحة بالعيد لكن العيد عندهم يوم يجابهون أمة الكفر والضلال ويتخرجوا من بطون أمهاتهم أبطال أحرار للكلمة ..
يا لهؤلاء الأطفال الذين حرموا لذة السعادة في الأمن والإستقرار ولم يتذوقوا طعم الأمان والحرية حتى مع ألعابهم التي بقروا لهم بطونها وجمالها... هم القوة والفكر والأمل في جيل المستقبل.. فالوجع والألم يعلّم فنون التحمل وفنون التصدي لكل ظالم ومعتدي...
ومن يتباكى على أوجاعهم وحرمانهم غدراً ورياء وتسقيطاً للواجب .. نقول لهم اليوم لهم وغداً لكم وليس ذلك ببعيد..
ومهما طال الحزن والهم فسينجلي الليل وتشرق الشمس ويندحر الظلام تحت غطاء النور...
الأستاذة الراقية الغالية نوال البردويل
شكراً لك أيتها الراقية ورسالتك العميقة الباسلة وقلمك الثائر على أذرع الظلم وأنياب الظلام في كل مكان..
بوركت وبورك هذا البوح الذي يكشف ما وراءه بعمق
دمت أيتها الرائعة وما تزرعين في بساتين الأدب من جمال الفكرة وإبداع اللفظ..
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وزادك من فضله ونعيمه






  رد مع اقتباس
/