الموضوع: مفتاح الشــــر
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2018, 07:08 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مفتاح الشــــر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
في ساحة مسجد عتيق. بعد صلاة العصر انبرى رجل من بين الجماعة. كأنه انبعث من تحت الأرض، عليه مسحة من الوقار والمهابة. صاح بكل قواه. اهتز المكان، لامست صيحته جدران البيوت. تسلل الصوت عبر الأبواب والنوافذ. فزعت النساء، أغلقن هواتفهن،
أطفأت البنات التلفاز، بكى الأطفال. امتد الصوت في اللانهائي.
تجمع خلق كثير حوله. يتصفح مذكرة بين يديه، يقلب الصفحات، بالترتيب يدقق النظر في كل وجه،
يسأل ويسأل ... كشف أسرارهم بين أيديهم. أسقطوا أجفانهم على أعينهم. أعاد السؤال، سكتوا ..
شكوا في أنفسهم، في غرف نومهم، في أسرتهم، في جدران البيوت... تنبهوا أنهم لا يغلقون أبواب منازلهم
ليلا بالمفاتيح... تبادلوا النظرات والصمت يشنق ألسنتهم. أصابتهم خفة في عقولهم، أصبحت قلوبهم شتى.
تراشقوا بالكلمات النابية، تشابكوا بالأيادي.
أطلت الفتنة برأسها بينهم. سال دم كثير من رؤوسهم. من أعلى التل كان يراقبهم وهو يبتسم.
(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)
يقال بأن هذا الحديث ضعيف. وأقول
ما رأيكم بالآية الكريمة التي تقول: {والفتنة أشد من القتل؟}

ومن عبقرية القاص اختياره العنوان لهذا النص
{{ مفتاح الشر}}
كإشارة الى الفتنة التي انطلقت من ساحة مسجد بعد صلاة العصر
ومن خلال رجل انبرى لهم وعليه مسحة من الوقار والمهابة.صاح
بكل قواه.. ودلالات أخرى مثل (أعاد السؤال) (كشف أسرارهم بين يديه)
(تنبهوا أنهم لا يغلقون أبواب منازلهم ليلا بالمفاتيح) وبعد أن أصبتهم خفة
في عقولهم .. وهذه دلالة على الاستخفاف المسبق من (الرجل) بهم وبعقولهم
واستعدادهم النفسي لهكذا حالة ؛ أصبحت قلوبهم شتى فتخاصموا وهنا أطلت الفتنة
برأسها بينهم وهنا ما يؤكد على أن الفتنة تحتاج الى ترويض واستخفاف يأتي عبر
خطوات مدروسة جدا وبعد أن كان حال من وقعوا في شباك الفتنة مهيأ الى قبولها
لأنهم مهيئون الى قبول الشك والظن وإلا ما معنى أنهم (تنبهوا الى عدم اغلاق
أبواب منازلهم بالمفاتيح)..
ومن الطبيعي أن يراقبهم بابتسامة بعد أن سال دمهم.

هذا هو حال الأمة وما هي عليه. خلافات مصدرها الفتن واستعداد مسبق
لقبول مفتاح الشر أن يكون في ثقوب أبوابهم التي تفتح على مصراعيها
لتحّول البيوت والأوطان الى خراب.!

أديبنا القدير الفرحان بو عزة
صورت المشهد ببراعة واتقان وقلت كثيرنا المؤلم
بقليل كلمات وأسلوب بديع ورائع.

دمتم ودام ألق حروفكم المشرقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/