عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2019, 02:58 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الذي استقال من بابه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
كثيراَما أفكِر بأن ما يكتبه الأستاذ المبدع العبقري ياسر أبو سويلم الحرزني يستحق دراسة نقدية مطوَّلة ، تبيِّن فرادة أسلوبه الإبداعي الذي أراه يمثِّل مدرسة إبداعية حقيقية متميزة في الأدب العربي ، غير أنها - وللأسف الشديد - لا تنال حقها من الإعلام والتركيز .
في هذه الومضة الحكائية ، كما في غيرها من نصوصكم النثرية والشعرية ، تتجلى الفرادة الإبداعية بتلك المفارقات المعنوية المثيرة لدهشة اللامعقول المعقول أو العبث اللاعبثي . كما يحلو لي أن أسميَها ، بناء على اتصالها بمدرسة اللامعقول أو العبث في الأدب والفن والتي ازدهرت في خمسينيات القرن العشرين . والتي أجدني أنا نفسي واقفة في صف من يرفضونها لأسباب عديدة .
لكن أسلوبكم أنتم (العبث اللاعبثي أو العبث المقصود/ الموجَّه ) ينتزع من مدرسة اللامعقول أهم خصائصها الإبداعية وهو اللامعقول ، ويضيف إليها ما ينقصها وهو ما يتمثل بدهشة وجود المعنى الملازم لما هو غير معقول . مما يجعل اللامعقول معقولاً فعلاً .
وعلى سبيل المثال : في هذا النص ، أسجِّل المفارقات المعنوية اللامعقولة مع معانيها المعقولة كما يلي :
1-اللامعقول : استقالة الباب من وظيفته القديمة ومن الصرير / المعنى المعقول : انخلع الباب من مكانه ، وأصبح عاطلاً عن عمله في الفتح والإغلاق والصرير . هذا يعني أن الغرفة أصبحت بلا باب ، أو على الاقل أصبح مكان الباب شاغراً. أو أن أحداً لم يعد يأتي ليفتح الباب أو يغلقه أو يدفعه إلى إحداث الصرير .
2-اللامعقول : استقال هو من الخروج على إثر استقالة بابه وتفرغ لتربية انتظاره في محراب عزلته / المعقول : أن بابه واجهة له . فمن يأتِ إليه يأتِه عبر المرور بذلك الباب . وطالما أن أحداً لم يعد يأتي ، بدلالة استقالة الباب ، فإن صاحب الباب لابد وأن يكون قد أصبح معزولا عن الناس .
3 اللامعقول : أنه اعتزل كما يعتزل خيط مقطوع من نهايتيه ./ المعقول : أن نهايتي الخيط هما صلة وصله مع يمكن الاتصال به
4- اللامعقول : أنه يتألم ينزف ينذبح بسبب طرقات الذين لم يحضروا ليطرقوا بابه / المعقول : أنه يشعر بعد طول انتظاره وعزلته بأن الجميع قد نسوه تماما ، ولكنه لا يعذبه إلا أنه ما زال يأمل أن يعودوا إليه.
يقدِّم لنا الناص في نصه جميع عناصر الترابط بين الأفكار ، فنقرأ الأسباب والنتائج وفق السياق المنطقي المعقول الذي يقبله المنطق ببساطة . غير أن العناصر نفسها هي التي تصنع المفارقات المدهِشة بكونها لا معقولة .
فاستقالة الباب مثلاً أمر غير معقول ، لكنه في داخل النص معقول جداً ، وليست فكرته مبتوره أو منقطعة عن معناها مقارنة مع مدرسة العبث المجرد التي تترك العناصر تدور في الفراغ دون ترابط معنوي يسهِّل على العقل فهم معانيها ووظائفها في النص . وهذا هو سر الفرادة الإبداعية التي تتطلب شفافية تفوق ما يمكن تصوُّره في استشفاف العلاقات الغامضة الشفيفة الخفية بين العناصر ، والتي لا تسهل في العادة رؤيتها .

تحيتي واحترامي لما تبدعون أستاذنا الأديب الفذ ياسر أبو سويلم الحرزني





أتذكّر أنّي أفقت محبطاً هذا الصباح.



كنت أظنّ أنّ الأجنحة حكراً على الطيور.


وقعت حادثة معناي ، وحدثت معجزتي وطرت.


(يا سلام)


كنت أقع إذ أسير.
كنت أقع بدون أيّ مساعدة من أحد.
كنت أقع دائماً ، ولكنّ الشيء الّذي كنت لا أقع عليه كان دائماً لا يراوغني ويبقى في مكانه ، وكنت أغيظه ، فأقع على لا شيء وأكسره.
كنت أقع على القصيدة وأكسر وزنها.
كنت أقع على سلام الناس عليّ ، حين كانوا يحضرون ويهنّئوني بسلامة الوقوع.
ولكنّي كنت أقع وأنا واقع ، كنت أقع على يدي قبل السلام عليهم ، فأكسرها.
فأضحك ويضحكون.
كانوا يقولون "لا حول ولا قوّة إلا بالله" ويتركوني وحيداً ويعودون إلى ممارسة أشغالهم.
كلّ يوم.
كلّ يوم.


فكيف إذا طرت !


كنت أظنّ أنّ الأجنحة ليست في قائمة هدايا الناس.


لعلّها في العشر الأواخر من نيسان اليتيم تهدى ، وتهدى معها أمّ وجهها قطفة من زبدة النور تأوّلته شاعرة من عليّين الأمّهات.

أوّلته وأهدته شاعرة من حلب.


سأطير
سأطير لا بد
ولن أقع هذه المرّة.
حتّى لو وقعت ، فلا مشلكة.



يحكى (ولا أدري من حكاها ولا أين قرأتها) أن هناك ذبابة كانت تقف على قرن ثور يحرث وظلّت هناك طوال النهار وحين عادت سألتها ذبابة اخرى : أين كنت لقد قلقنا عليك ، فقالت لها : كنت أحرث. هههه

وأنا كذلك حين كان ينتابني الهذو واعتزل له وتستعصي الكتابة ، ويسألونني أين كنت ، أقول : كنت أكتب.



أمّا الآن فانا اطير ولا أقع.

^
^



كلّ الهذو السابق جاء عفو خاطر صعلوك الكلام ، وكمحاولة لتوصيف مدى فرحي وسعادتي بما تفضّلت عليّ به أستاذتنا وشاعرتنا المبدعة ثناء حاج صالح.

ثناء ذات الشأن.

أمّا أنا والله يعلم أنّي أقل من ذلك بكثير ، ولكنّ الكريمة أبت إلا مأثرة.

ما تفضّلت عليّ به للتو أستاذتنا الكريمة هو أقصى ما تطمح إليه كتابتي المتواضعة.
فأنا والله ليس لديّ أي مشروع أو طموح في الكتابة ، وغاية طموحي هي أن أقول معناي بطريقة تليق به وبذائقة التلّقي ، وترضي القارئ وترضيني.

وحروفي المتواضعة ممتنّة جدّاً لهذا الوقت والجهد المبذولان لها من قبل أستاذتنا ، ولا أدري كيف أصنع بباقي الثناء الّذي تفضلت به على كتابتي وكيف أشكرها.

ولكنّي أدري بأنّ الشكر يبدو أحياناً باهت جداً لتقابل به عطايا الكرام ومكرماتهم الّتي يصعب ردّها بمثلها.

وأنا ما زلت أقلّ من هذا الّذي تفضّلت به أستاذتنا الفاضلة عليّ.
ولكنّي ما زلت فرحاً جدّاً بهذه الأجنحة الّتي أهدتها إلي ، وسأبقى فرحاً جداً ، ومديناً جداً ليدها البيضاء.


أصبت منّي ما تصيب النبيلة الكريمة من وجدان وفيّ لا ينسى.


تحيّاتي واحترامي أستاذتنا وشاعرتنا الفاضلة ثناء حاج صالح.






  رد مع اقتباس
/