۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - طريق الوفاء ..~
الموضوع: طريق الوفاء ..~
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2018, 11:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بلال ماهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
الجزائر

الصورة الرمزية بلال ماهر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

بلال ماهر غير متواجد حالياً


افتراضي طريق الوفاء ..~



**
**



أقسم على الوفاء منذ كان طفلا

اتخذ الوفاء طريقا له نحو السعادة

كلما اعترض طريقه عائق تجاوزه

كلما تجاوز عائقا ظهر له آخر أشد منه

كان يتجاوز كل عائق في طريقه تلك بقلب قوي وواثق بأنه سيجد النور الذي كان يبحث عنه

كان يلتفت يمينا وشمالا لعله يجد ذلك النور

واصل المسير بخطى ثابتة

فجأة لمح نورا خافتا من بعيد... يزداد نورا كلما اقترب منه

كله حماسة بأن بعرف ما مصدر ذلك النور

أخيرا وصل اليه..

كان ذلك النور طفلا في غاية الحسن

من شدة نوره أضاء كل شيء محيط به

بدا وكأنه من أطفال الجنة

سأله : من أنت؟!

فأجابه بابتسامة جعلت نبضات قلبه تتسراع..

سأله مرة ثانية : ما اسمك ومن أين أتيت؟

فأجابه مبستما : أنا ضياء.. ولدك.. ألم تعرفني يا أبي!

صدم لما سمعه من الطفل

قال له: كيف؟

أنا ليس لدي عائلة..

أنا وحيد في هذا العالم

الطفل : أنت أبي .. الذي علمتني أن أكون وفيا لأصدقائي وأن لا أبخل في تقديم المساعدة عندما أكبر

أنت أوصيتني بهذا يا أبي .. اتذكرته!!

الطفل : أنت أبي ولقد فقدت ذاكرتك منذ مدة طويلة لما سقطت حجارة الجبل العملاقة علي أنا وأمي..

لمح عقله ذكريات جميلة قضاها مع عائلته

لمح عقله منظرا للحجارة العملاقة وهي تتساقط على الطفل وأمه

كان قد فقد ذاكرته

لكنه تذكر كل شيء الأن

بكى

ثم زاد بكائه من شدة الحسرة

من شدة الصدمة لم تقو رجلاه على حمله

احتضن ولده يقوة قائلا وعيناه تذرفان..

سامحني يا ولدي .. سامحني..

ولده: لاعليك يا أبي لا تبك

فزاد بكائه أكثر

عندها ظهرت امرأة ذات حسن وطيبة

كان النور يشع منها

نعم.. هي أم ولده التي فقد

قال لها ودمعه لم ينقطع :أنا أسف جدا نور.. سامحيني

فأجابت.. لاتتأسف يا زوجي الوفي .. ما أصابنا كان بقضاء الله وقدره

بكت هي الأخرى فاحتضن عائلته بقوة وقال لهما

ليت الحجارة سقطت علي أنا

اشتقت اليكما

أنتما أغلى ما أملك وأجمل شيء رزقني إياه خالقي


عندها ارتفع طيف ولده وزوجته شيئا فشيئا الى السماء

تضاعف حزنه.
.
كانت أمنيته ألا يذهبا ويتركاه وحيدا في معاناة

ارتفعا عاليا وابتعدا وهما ينظران اليه ملوحين له

ويقولان : انتبه لنفسك .. كن قويا ..وداعا

اختفيا تماما من السماء

زاد بكائه حتى جفت دموعه

لم تقو عيناه على البكاء

تمزق قلبه وأصبح شاردا ناظراإلى السماء رافعا يديه

ثم قال: أهذه هي همساتك أيتها السماء!!

أعيدي إلي عائلتي..

أخبريني أيتها السماء

لماذا؟! ... لماذا؟!


بدأت تمطر فاختلطت زخات المطر بدموعه

غفا على طريقه والمطر ينهمر

أغمض عينيه شيئا فشيئا

نام على طريق الوفاء

نام

فلم يستيقظ بعدها ابدا

رحل وقلبه انشطر الى نصفين

رحل عن هذه الحياة وقلبه تمزق على الفراق الذي لم يقو قلبه أن يحتمله
رحل وحيدا


لقد سلك طريقا من نور

طريق الوفاء .. الطريق التي لم يوقفه أحد وهو يبحث عن شيئ فٌقد منه

شيئا كان قلبه يخفق له حبا ووفاء


كان وفيا

وظل وفيا


**






  رد مع اقتباس
/