عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2016, 01:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الجندي
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد الجندي غير متواجد حالياً


افتراضي الهديل والشعراء

الهديل والشعراء
كل أفراد الحمائم (والأصح أزواج) تقم وتنقر الحب إلاّ حمامتي هي واحدة من السرب لكنها اليوم وحيدة على غير المعتاد لذلك خصصتها بياء المتكلم ,وحدها واقفة مرة على رجلين وأخرى على رجل واحدة,بصمت تدس رأسها تحت أحد جناحبها بالتناوب وكأنها تمسح دموعها بينما يرتفع هديل بقية أفر اد السرب إناثا وذكرانا , وقد أخذوا كفايتهم من الحب المنثور وكأنهم يتغنون بالثناء : , يسقط الطير حيث ينتثر الحب وتغشى منازل الكرماء
تفرد الأنثى ذيلها بنشوة كذيل الطاووس , بينما يجنح الذكر حولها فاردا جناحيه يلامس الأرض بقوادمه تارة إلى اليمين وتارة إلى اليسار , يتبادلن العناق فما لفم ولسانا بلسان ويرتفع صوت القميم بحنان كلما طال العناق ما أقوله حقيقة تنطبق على بعض الطيور وخاصة اسم الحمام يشمل الزوجين معا ولا يختص الذكر باسم محدد لأن مفرد الحمامة لامذكر لها ,وكلمة حمام اسم نوع لالمذكر أو مؤنث,وتجمع على حمائم وحمامات تقول زرقاء اليمامة:
ألا ليتما هذا الحمام لنا الى حمامتنا أو مثله فقد
ويجمعها آخر مخاطبا سرب الحمام الطائر بعد احتلال بغداد للمرة س في التاريخ العربي :
ألا ياحمامات العراق أعنني على النوح أو فابكين مثل بكائيا
و حالة المساواة والمحبة الحمائميه بالمقارنة مع عالم الدجاج حيث يصدق( والضد يظهر حسنه الضد) هناك ديك ودجاجات والديوك قوامونعلى الدجاجات حيث للديك ماملكت يمينه, من الدجاجات ويرفض ان يديك عليهن سواه ومن هنا جاء مفهوم صراع الديكة وأوحى للشاعر نزار قباني مميزات ومقومات الديك العربي وحيد القرن والزمان والحاكم حتى تفليقة القبر.
وقبل أن ننسى حمامتنا , ويلومنا المعري على قلة الوفاء أقول شبعت الحمائم من نقر الحب وقمقمة العشق و
وراحت تهدل بفرح بينما حمامتنا تهدل بحزن وأسى خارج السرب وكل يغني على ليلاه,وقد فات المعري هذا المعنى :
غير مجد في مللتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد
وشيبه صوت النعي إذا قيس بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد
يا أبا العلاء وقد حكمت على الهديل سواء الحزن والفرح بينما سبقك ابو فراس في إدراك الفرق وهو رهين السجن الإضطراري وأنت رهين المحبسين مخاطبا الحمامة :
أيضحك مأسور وتبكي طليقة ويضحك محزون ويندب سالي
السرب يهدل بفرح وحمامتي بحزن وأسى كانت وزوجها مع السرب تحلق بالسماء عندما اختطفه منها أزيز رصاصة طائشة وهوى به
على الأرض يفرفر دون جدوى بدلا من الرفيف بأجواز الفضاء
وحيدة أكملت الرحيل مع السرب لأن أحدا لم يهتم للطير الجريح
وكأن هديلها استجابة لآلام البشرية ومآسيها :
أمانة ياحمامة تهدلي لي
بلك جروح قلبي تهدا ليلة وانا اللي كنت ادلهم تاه دليلي
وحيدة وما بقى من اهلي صحاب
سلميه في8\2\ 2016 محمد الجند ي






  رد مع اقتباس
/