۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - شمس الرجا
الموضوع: شمس الرجا
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2018, 12:38 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: شمس الرجا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود قباجة مشاهدة المشاركة
شمس الرجا

شمس في خيال العيون وعلى صفحة المرايا
تهدل بخيوطها الذهبية فتأسرني
أترقبها ذات يمين وذات شمال
فتأتي الزغردات دروسا وعبر
أنظر لعينيها وبي لحن الرجا
كالقبرات أطير محلقا في سمائها
والنظرة لا تفارق نورا تكسي به وهج اللقاء
أبتهل بها وهي أيقونة الشموس
تغدق السحر للأسحار
تدثرني
وأنا الطفل في مهد براءته
تدثرني
والجوف من صبوة القدر له صهيل وتغريدات

أتخيل الرسوم بكل لون
قرمزي ممزوج بالفيروز
خصلات تهدل وجدائل الشمس تعانق
للفتى ذوائبا ترشدتي
فلا أضل سببا

بلسم من ذات رضاب جادت به من كانت لبردى العشق المبين
أبلسم به شفاه ياسمين نما على النهود
وأنعته ليكتمل به للمعنى كل وصف

من شام فجر الشموس يأتي
يطيب لي فيه ذكر المسمى
أعشاش فوق كل غصن
والشهد من كؤوسها يطيب لليمام ارتواء

ما بال المسافات باعدت
بين أرض سكناها
وبين شموس لها في القلب باب الرجا
من سماحة طيب الكلام أوردت
سجية روح
والمسافات تقزمت

تحملني على بساط مودة
وقلبي بالوصال لانت وتائنه
تجاوزني العمر
وأودعت سرائره
نصف لي
ونصف للشموس وهبته
خمسون عاما قضمته
والقلب مازال في مهد الطفولة من نهد يرتشف
تمضي الأيام ويبقى الجمال على جبين الرجا مرصع
تنال من التوهج عين صيرت السحاب غيثا ينهمر
الله الله الله
ما أعظم هذا النور المنبثق من شمس الرجا..والتي جادت علينا ببلاغة وفصاحة متفردة..
ما أجمل هذه اللوحة التي تطوي في جنباتها كل أسرار الجمال من تراكيب بنائية مذهلة بارعة الألوان متقنة الألفاظ..
لغة عذبة تستهوي المتلقي للتدبر والتإمل بين تجاويفها العبقة..
تلك الشمس توهجت خيوطها اللؤلؤية وازدادت في المكان نوراً من حلتها الناصعة البياض في النسج البارع..
هذه اللوحة نسيج تعبيري دقيق للأفكار جاء على هيئة سلسلة مترابطة تشير لجسد النص البليغ وحذقة صناعته وصانعه..إذ اشتملت على رونق ممتلئ بالتصاوير والتشابيه التي دلت على فصاحة وبلاغة الكاتب والتي استدعت الخيال أن يتقمص الحالة الوجدانية ويعيش بين جماليتها محلقاً في ملكوت الجمال والسحر..
الكاتب في هذه اللوحة أفرز طاقة إبداعية فنية غزيرة بالصور الجمالية فجّرت مسامات الفكر والذائقة بأجنحة الخيال التي تقبع بين ذات الحس الناطق بالانفعال المتحرك في الأفعال المضارعة الكثيرة والتي تدل على استمرارية الحدث ومرونته المتحركة وفق تضاريس الذات الشاعرة..
كل هذا الجمال الذي صوره الكاتب كان عبارة عن مرآة ذاتية عايشت قلبه واصطدمت بالواقع ليكون الناتج عصارة ذلك الإحساس المرهف الرقيق...والذي اندمج مع تعبيره المؤثرة وفق تراكيب لغته الراقية التي منحت أبعاداً خيالية تتلاءم مع مشاعره الصادقة..والتي لبّت مخزونه الإبداعي المتراكم ورؤيته الفكرية النابضة وفق الحس الداخلي والخارجي..
والذي كشف سر الجمال المخزون بين لغته العذبة والتي حملت أبعاد النفس بالأنين والغربة والوجع..وبين ملامسة الوجدان الذي تصاعد فيه الحرف مغرداً...
الكاتب وفق مساحة لغته المتوهجة استطاع أن يستحوذ على قلب المتلقي
ويثبتها بأسلوبه السلس المؤثر ليوقظ فيه عواطفه ويعيش معه بانفعالاته ..والسبب تلك الأوصاف والصور الإبداعية المتفردة..وسيطرته على الكم الهائل من المفردات الحية سيطرة شديدة انقادت له اللفظة لتكون مرنة بين أنامل قلمه المتدفق بالنبض المزهر..
.
الأديب البارع الراقي المبدع المتألق
أ.محمود قباجة
لقد قدمت لنا لوحة فنية بارعة متقنة الألوان ..عذبة النسيج رقيقة الحس
تحمل كل أصناف الجمال
أتابع فيض قلمكم الرشيق وما تخطونه من إبداع
وفقكم الله لنوره ورضاه
وأسعدكم في الدنيا والآخرة
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/