۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ضوء الشاعرة جهاد بدران على نصوص فينيقية
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2021, 04:54 PM رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: سلسلة ضوء الشاعرة جهاد بدران على نصوص فينيقية

النّص : أغنية الغريب
النّاص : خالد حسين
القراءة: جهاد بدران

......................

النّص :


عَـتِّق الصــــمتَ أيها العندليـبُ
و اسمع الشدوَ لو تغنّى الغريبُ

و تعلَّم من صـادحات الحزانى
و تعلّلْ بمــا تبــوح القــــلوبُ:

بي من الشجو ما يُذيب الليالي
و من التَّوق شاهقٌ لا يذوبُ

طال في شاطئ الحنين مقامي
و قلوعي رثّت و راغ الهبوبُ

أحرق العمر باسمات الأماني
و على الجمر عُمرُنا المكذوبُ

تركوني مسـمّر القلب ، أبكـي
أن يموت الصليب و المصلوبُ

أجتدي شَربة السراب و أرجو
أن يقيني الهجـيرَ ظلٌّ لعـوبُ

همسَ الطيف: يا نديم الليالي،
إن نعاكَ الصبا رثاكَ المشيبُ

بشّر الخطو ، يا غريب ، فإمّا
خانت الناسُ لا تخونُ الدروبُ

تكتبُ الروح و الدموع مدادي
وَيحَ قلبي – لو يُقرأُُ المكتوبُ

-------- الخفيف --------



القراءة :



أغنية الغريب

العنوان منظومة تختص لمفردة واحدة هي منظومة الغريب، والذي هو مبعث خاص معرّف ينتمي لأغنية تمتدّ أبعادها في مدار موسيقي يُحدِث اهتزازات بالمشاعر التي تولد من وحي هذه الأغنية، فالأغنية عبارة عن موسيقى تصاحب من الكلام ما يُغنّى ويُترنَّم به من الشِّعر ونحوه..
وبما أننا في ظلّ الغريب وما تنطوي هذه الكلمة من أبعاد ودلالات، فهذه مقدمة لشعر يفكّك قيود الكلمات لانطلاقة شدو وأغنية ربما تكون ذات ألحان مفرحة أو عزف تراتيل موجعة تُجسّد خطوط الآلام وأبعاد الغربة..
فهذا العنوان استدراج لمكنونات الغربة بكل أجناسها وتوسعة آثارها التي ذاق كل مواطن نيرانها.
القصيدة تبدأ بفعل الأمر/عَـتِّق/أيها العندليب الصّمتَ..

عَـتِّق الصــــمتَ أيها العندليـبُ
و اسمع الشدوَ لو تغنّى الغريبُ

هذا البيت وحده عالم بحدّ ذاته، تُبنى على مضامينه ومحتواه، فلسفة خاصة تنبع من هذا الصمت الذي يطالب الشاعر العندليب عتقه، فالصمت يقتل واقعنا، حتى ينحدر للذل والامتهان والتنازلات عن القضية المصيرية التي تحدد موقعه سياسيًا واجتماعيًا وهويته الأمنية...وكذلك على الصعيد الشخصي وفي المجتمع المصغر، لذلك الصمت بدلالاته وأبعاده له شيفرة خاصة تنزّ بفلسفة خاصة لها أيقونة تجلد الذات وتؤثر أبعادها في أي مكان..

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» (رواه البخاري، ومسلم).

هذا الحديث يأخذنا للتنقيب عن الفرق بين الصمت والسكوت، وهل هناك فرق يستجدي التوقف عند هذه المعالم؟؟!
من خلال البحث فيما قيل عن الصمت والسكوت.
فالسكوت أعمّ من الصمت حيث نقول الساكت عن الحق شيطان أخرس ولا نقول الصامت عن الحق، لأن السكوت يعني أنه كان يتحدث في شيء ما ثم سكت قليلا وعاد للحديث، بينما من يصمت يعني لا يتكلم أبدًا أثناء الحديث. فيكون الصمت أبلغ أثرًا وأصعب وضعية، لأنه لا يعبّر عما بداخله في وضعية ما..
فالسكوت من ذهب في كثير من المواضع وهذا دلالة على أهميته في كثير من المواضع، فكثيرًا من الناس لو سكت عن الكلام كان له أفضل، لأنه يكتشف سوء حديثه فيما بعد..
لذلك الفرق واضح بين المصطلحين، فالسكوت توقف برهة زمنية مؤقتة قليلة عن الكلام وانقطاع بشكل جزئي أثناء الحديث والحوار، فسكوته يمكن أن يكون نافعًا له لمراجعة نفسه من الوقوع في دائرة الاستهزاء والسخرية، أو من خلال سكوته يمنحه السكوت فرصة لمعالجة كلامه في فكره وعقله. بينما الصمت انقطاع تام عن الكلام وليس لديه القدرة على الحديث إطلاقًا، ويمكن أيضًا أن يكون صمت نافع وصمت غير نافع، فيكون النافع صمته عن الكلام لدرء مفاسد معينة أفضل من جلب المنافع، بينما الصمت الغير نافع، هو قمت بسبب الخوف، حيث انقطع عن الكلام بسبب الخوف من إيذاء الآخر، والحفاظ على مشاعر الآخر، أو الخوف من تهديد شخص ما لهم من القتل..بينما الصمت عن الحق هو باطل وضار وفيه إثم كبير على الشخص نفسه..
لذلك تنطلق من الصمت فلسفة خاصة معبرة عن واقع مرير في كل مكان، بالرغم من أن كثير من المخلوقات في الكون تعبّر عن نفسها بطرق مختلفة بألوانها وأشكالها وطرق معيشتها فهي غير صامتة، وتعبّر عن ذاتها كما الإنسان بأروع الصور والأشكال، لكن الصمت يصبح قاسيًا وقاتلًا إذا ما كان مفروضًا على الإنسان تحت سكين التهديد والقتل، بالإكراه والقوة، حتى يأتي الوقت ويتفجّر عن هذه القيود، لكن الصمت يكون ضروريًا إذا لم يكن فيه حاجة للكلام، ولا يكون جعجعة من غير طحن أو ضجيجًا بلا حاجة ، فيكون الصمت أنفع له طالما لم يصمت عن حق أو ضرورة.
ومع ذلك فإن الإنسان لا يتمتع بالحرية الكاملة إن بقي تحت تهديد قيود الصمت.
والمجتمع اليوم وفي ظل الأوضاع السياسية القاتلة وظل ظروف الأمراض المرافقة للكورونا، فإن الإنسان يقترب من عوامل الصمت من خلال التباعد الاجتماعي الذي فرضته السياسة في ظل كوفيد 19..ليكون في صمت اللسان واشتغال العقل والفكر أمام أجهزة التكنولوجيا المختلفة والذي أصبح شيء أساسي مفروض على البشرية من خلال التعامل مع الأجهزة بالعقل دون الكلام باللسان ودون التعبير والصراخ عن واقع مؤلم ومرير..
فالعالم اليوم يختلف كليًّا عن العالم السابق المملوء بالثورات والمظاهرات والصراخ بأعلى الأصوات، أصبح الصمت مهجّنًا من صنع وابتكار دول العالم التي تحرك الأرض بسياستها وقوة تحكمها بالعالم...

عَـتِّق الصــــمتَ أيها العندليـبُ
و اسمع الشدوَ لو تغنّى الغريبُ

و تعلَّم من صـادحات الحزانى
و تعلّلْ بمــا تبــوح القــــلوبُ:

نعود للبيت الأول الذي كان نبع لفلسفة الصمت ودعوة الشاعر بعتق الصمت من خلال مناداة الشاعر للعندليب باقتران شدو الغريب، فمناداة العندليب كان توظيفًا متقنًا في إظهار جمالية الصوت حين يغرد في الفضاء دون قيود تكبّله أو أيدي تكمّم فاهه، ولأن العندليب طائر رقيق القلب نقي من الأحقاد ويحمل بفمه وأجنحته معاني الحرية دون قيود بشرية، فالشاعر يريده أن يسمع شدو الغريب وهو في دار الغربة كيف يكون شدوه ممتلئًا بالشجن والألم، لأن الغريب حين يشدو تصفق له الأحزان باختلافها..
فأفعال الأمر التي توجّهت ذبذباتها للعندليب،/عتّق،واسمع،/ كانت تعبيرًا عن ضعف الإنسان في فعل الأمر للإنسان، وكأنه كناية الضعف للغريب، عن عدم القدرة على استعمال فعل الأمر من إنسان لإنسان ، فلا يملك من نفسه إلا تفعيل الأمر للطيور لتكبيل قدراته وتعبيره في الكون في ظل الحرية التابعة للتعبير بصدق دون خوف أو وجل..
فاستماع العندليب لشدو الغريب، كأنه أبلغ وأقوى من صوته لعمق المعاناة والجور والظلم الذي يتربص به في عالم النفي والغربة، فصوته يكون له صدى أعمق بعمق المأساة التي يتعرض لها في غربته. ويطلب منه أن يتعلم من تغريد الحزانى الألم والوجع ومن القلوب ما فتك بها من غربة، وكأن الشاعر يريد تغيير الصوت الطبيعي للعندليب لأصوات تصدح بالأرض وجعًا وأنينًا، كناية عن تغيير منظومة الفرح والحرية لمنظومة الحزن والبكاء والظلم الذي يسود الأرض في هذه الفترة الزمنية التي قتلها الصمت..
لذلك قوة الشجو التي تملّكت القلوب كانت أكبر وأعظم من سواد الليالي التي قد تذيب الليالي بعتماتها وسوادها لتكون أكثر سوادًا وعتمة.. فهو يقول:

بي من الشجو ما يُذيب الليالي
و من التَّوق شاهقٌ لا يذوبُ

طال في شاطئ الحنين مقامي
و قلوعي رثّت و راغ الهبوبُ

فالصورة الشعرية هنا مذهلة بارعة النسيج بليغة في تكوينها محمّلة بأدقّ الوصف التي تعبّر عن منزلة وحجم الشاعر من مظومة الشعر العالية..
حيث ينسج صورة فاقت الوصف وهي في تراكيبها البنائية وما حملت بين ثناياها من رموز مختلفة للهم الواحد وهو الغربة، ومن التشابيه التي جمعت الجزالة والعذوبة والرصانة مع السلاسة في ترتيب الحروف، فالتشابيه تكرم الشاعر بقوة ألفاظه التي تدل على مكانة الشاعر من البلاغة والفصاحة والبراعة في القول، فقد قدّم صورة نابضة حية في هذه الأبيات، فقد وضع لنا من أبياته غذاء للروح والفكر والذائقة ما تتيح الذوبان في النسيج الشعري المتقن. لنقرأ هذا البيت بقوته وجماليته والذي لا ينقص من أبيات القصيدة جمالها،

/ بي من الشجو ما يُذيب الليالي
و من التَّوق شاهقٌ لا يذوبُ/

فبعد أن تعرّض لحجم الوجع وما يحمل بقوته، قد يذيب الليالي ويصهرها من حرارته التي تجلد الروح، ثم التوق وهو الشوق الشديد لبلاده والحنين الذي لا ينتهي مداه، فقد عبّر عنه الشاعر بأنه شاهق لا يذوب، بمعنى أنّ الحنين والشوق لا يمكن أن تتغير درجتهما في النفس والقلب، في مكانة عالية بحيث لا تتغير معالمهما مهما حدث من أنياب الغربة للمغترب عن نفسه ووطنه..
فالحروف هنا جاءت محمّلة بدلالات الوجع وكناية عن عمق الغربة وما تحمل من قمة الألم والحنين للعودة للأوطان وعودة الذات للذات، بعيدًا عن الاضطهاد والقيود..
فالحنين طالت فترته لبلاد الشاعر وهو تحت تهديد الغربة، ورثّت هيئة قلوعه وقد قبُحت وهانت، وزاغَ عَنْها الهبوب والرفع للصوت والمظاهرة في وجه الظلم، وقد حادَ عَنْها بعيدًا عن الحرية.. وهنا يمتلك الشاعر كل مفاتيح الغربة وهو يفتّق جروح الصمت والوجع بمهارة البناء وهندسة الكلام المتين في إحياء معالم كل الوجع وما في الغربة من آلام.
ينتقل الشاعر لمزيدًا من سمات الوجع، حين اشتبكت حروفه مع هندسة البناء في هذه الأبيات، بقوله:

أحرق العمر باسمات الأماني
و على الجمر عُمرُنا المكذوبُ

فالعمر الذي يتحدث عنه الشاعر هو حياة الإنسان، وما يحمل من متناقضاتها من حزن وفرح وأمل ويأس، فالعمر الذي يفنى رويدًا رويدًا في غربة، يحرق الأماني الباسمات، فالباسمات من البسمة وهي رسم البسمة على الشفاه بهدوء وروية وبمهل وتأنّ، فالبسمة تعطي الرزانة والجمال باتزان لصاحبها، وهكذا الأماني وهي تحدد معالمها بهدوء، كي تعمر كثيرًا دون انقطاع..
ويصف الشاعر عمر المغترب يتقلب ويتشظى على جمر الألم والحزن، والذي شبه العمر بأنه مكذوب، كناية عن عدم مساره بالطريق الطبيعي بالعيش كأي إنسان على أرضه بأمان واطمئنان، ليكون عمر مكذوب في نظره لأنه اقتُلع من وطنه غريبًا بعيدًا عنه..

تركوني مسـمّر القلب ، أبكـي
أن يموت الصليب و المصلوبُ

أجتدي شَربة السراب و أرجو
أن يقيني الهجـيرَ ظلٌّ لعـوبُ

الفعل /تركوني/ لمن يعود من الجماعة التابعة لواو الجماعة، هل هم الأهل، أم الحكام الذين هم سبب كل المصائب والويلات والانتكاسات التي يتعرض لها الوطن؟
تركوه مسمّر القلب ويبكي، ثم يستحضر صورة مذهلة جدًا وبارعة النظم وهو باستعارته لهذه الصورة في التي يصف فيها موت الصليب والمصلوب، ففي موت المصلوب غاية التعذيب والقهر ، هو من أشد أنواع التعذيب، حيث تنقر رأسه وجسده الطيور الجارحة وهو يتذوق موته البطيء، وهذا من أشد العذاب..
هذه صورة مؤلمة متينة بأبعادها ومعانيها، والتي توضح وجع الغربة، فالشاعر في هذه الصورة قدّم استعمال اسم الصليب على اسم المصلوب، وفي ذلك دقة متناهية لبناء هذه الصورة البارعة، لأن الصليب حين يكون في حيّز الوجود، يعني وجود تابع له وهو المصلوب، وعندما يموت الصليب هو عملية انتقالية بشكل ذاتي لموت المصلوب، وكأن وجود المصلوب من وجود الصليب، وموتهما يعني انتهاء مرحلة عمرية من عمر الإنسان زمنيًّا ومكانيًّا، ثم يدل موتهما على شدة الوجع ونصله الذي يُغرز في جسد الحياة..ما وموت الصليب، فكأن الشاعر قد جعل للجماد نبض وحياة ثم موت، كناية عن قمة الوجع إذ من هذا الوجع قد تأثر به الجماد ومات، كناية عن وهل الألم وانغراسه في الذات المغتربة...
واستعمال الأفعال المضارعة/أبكي، يموت، أجتدي، أرجو، يقيني، يذيب، يذوب..الخ/ تعني افتعال الحركة واستمرارية الأحداث ونموها أو تحريكها، بما يدل على وجود الحدث باستمرار وما زال..

همسَ الطيف: يا نديم الليالي،
إن نعاكَ الصبا رثاكَ المشيبُ

بشّر الخطو ، يا غريب ، فإمّا
خانت الناسُ لا تخونُ الدروبُ

يكمل الشاعر صوره البارعة في تجسيد خلايا الغربة في صورة متفردة مذهلة، وهو يمد صورة الغربة على مشارف الموت ما بين النعي والرثاء، بقول الطيف لنديم الليالي،

/إن نعاكَ الصبا رثاكَ المشيبُ/

صورة مذهلة أخذتنا نحو الخيال بتحرير المعاني وفق منظومة تابعة لنفس القالب الحرفي، فالنعي والرثاء عملة واحدة للموت، فكلمة النعي قد سبقت كلمة الرثاء، لأن النعي هو الإخبار بموت فلان، بينما الرثاء فهو ذكر محاسن الميت وصفاته الحميدة، ومآثره الطيبة، ومدحه بها، نظمًا أو نثرًا.. لذلك استعمال الكلمات بدقة يمنح الشاعر قوة لتراكيبه البنائية، ويدعم براعته في انتقاء الكلمات ليشير على براعته في البناء اللفظي والحرفي...
فإذا الصبا قد أخبرك بالموت، فهذا اكتمال لمنظومة الموت من خلال الرثاء على موت الصبا فيك من شدة الغربة ومرارتها..
صورة متقنة تدل على براعة الشاعر وقدرته العظيمة في توظيف حروفه كمصور حسي في تجسيد الغربة..

تكتبُ الروح و الدموع مدادي
وَيحَ قلبي – لو يُقرأُُ المكتوبُ

هذه الصورة الختامية للقصيدة جاءت بطريقة مذهلة تسمّرت الذائقة أمام تكوينها وبنائها، إذ جاءت بطريقة عكسية عن المألوف، حيث من المعروف أن المداد هو الذي يكتب كل شيء، وليس غيره الذي يكتب، فالشاعر جعل من الروح والدموع أدوات للكتابة، وتحتاج المداد لتظهر علامات الكتابة، فأن يجعل الشاعر من الدموع والروح مدادًا ليكتب بهما، هذا دليل على استخلاص مادة الروح ومادة الدموع للتهيئة للكتابة، وهذا كناية عن عمق الصدق وعمق الوجع والغربة والتي تشهد ذلك الروح والدموع واعتصار ما بهما من وجع ليكونا مادة تظهر للعيان شدة الوجع في صحاري الغربة..
وثم ينهي كلماته التي تجلد الروح والنفس، حين يعبر عن شدة الوجع بقوله:

وَيحَ قلبي – لو يُقرأُُ المكتوبُ

صورة مؤلمة تنزّ منها كلمة /ويح/ بمعنى في تفسير المعاني، ويل وتوجُّع وترحُّم وإظهار الشفقة، فكأنه يلوم قلبه بما يختزن فيه من الوجع والألم والذي لم يقرأه أحد بعد، كناية على أن الوصف للغربة والوجع أقل بكثير من الحقيقة المغروزة في قلبه وأعماقه...

الشاعر الكبير البارع حرفه المبدع
أ.خالد حسين
لقد نسجتم عشرة أبيات على بحر الخفيف، والذي كان بمثابة الثقيل بالمعاني والقوة والسبك ونظم الأبيات، مما جعل هذه اللوحة خريدة فنية مكتنزة الجمال والقوة، ممتلئة بالاستعارات البارعة والأوصاف المذهلة، لتستحق تثبيتها على جبين الشعر والأدب الراقي..
هنيئًا للشعر بقصيدتكم البارعة والمذهلة.. والتي كانت عبارة عن اندماج النفس مع الرموز من خلال تفاعل الإحساس الداخلي مع عناصر القصيدة، بسبب تعرض الشاعر لغربة أكدت صدق المعاناة تلك الحروف المبنية بدم القلب والمشاعر الصادقة، مما جعل من المفردات أدوات ثني وتطويع لأحاسيسه بلغته العميقة المتوهجة بما تتلاءم مع الصور الحية البارعة..
وفقكم الله لنوره ورضي عنكم
ودمتم بصحة وعافية
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/