۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الأسد
الموضوع: الأسد
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2018, 10:31 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأسد

- آ سعدية ... ما بتخافي من الله...؟
- مالك يا ولد؟
- المسوياه في الخلوق دي الله بسألك منه وحياة أبوي الشريف.
- أنا سويت شنو؟
ثم قامت الى شاة أخرى تحلبها تزيد بها اللبن في ماعونها الأبيض ذي الوردة الحمراء ... وقفتُ أراقبها و أراقب رقة أناملها و هي تمسك بذلك الثدي تمصره بأطراف أناملها تستجدي اللبن استجداء
و اللبن الماجن يتمنع حينا و يتطاير حينا خارج إنائه , على يدها تارة و على وجنتها تارة أخرى و على أعلى شفتها أو على رمشها .. فتمسح بكتفها ما طار الى وجهها و رمشها و تلعق ما علا شفتها و يدها في تغنج و دلال لا تتكلفه... كأنها أول مرة تحلب اللبن أو كأن ضرع الشاة لم تمتد له يد حالب قبلها , لكن السعادة تحسها على وجه الشياه المستسلمة الوادعة لا تقاوم بل تمد رجلها الخلفية الى يد حالبتها في حركة مقصودة تدل على تعود و إلفة.. نهرتني:
- هيي ها
و كأني عائد من سفر بعيد نظرت إليها ... ثم تابعت قائلة:
- عملت شنو أنا عشان تقول لي خافي الله؟... أنا الله خايفااه .. الما خايفه أبوي يديني لي ود الفضل ..
- ماله ود الفضل مش ود خالتك
- ود الفضل إن دايرني اليجيب جفيل أبوي التونسي ... البجيب جفيلي بياخد قسمته مني.
- و قسمته كم؟
ضحكت في تهتك قصدتني به..
- شوية ما كتيرة..
- و الباقي؟
- الباقي حق البجيب لي الأسد.
- هم ما واحد؟؟
نظرت إلي نظرة خلعت قلبي من مراقده.
- اسكت يا الغشيم ...الأسد بجيبه براي –لوحدي-
- بتجيبيه كيف ؟؟
قامت بعد أن أطلقت الشاة من بين فخذيها ثم و قفت حاملة إنائها الى شاة ثالثة و ضحكت ضحكة تسلب الروح من حشاشتها وقالت وهي تمشي و ترمقني..
- أنا بتك يا أبوي..
قلت لها و أنا أحمل عنها إناء اللبن الى حيث النار الموقدة لغليه:
- الجَد يا سعدية وريني كيف قدرت على الأسد
- الأسد ما فارقني من يوم فتحت في الدنيا دي بقتله في اليوم مرتين و ثلاثة كيف ما بقدر عليه...
- بتقتلي كيف ...
بكل قوة ذئبي عينيها طعنتني في أم عيني:
- الأسد بقتلوه كيف ؟
- ما قتلت لي أسد قبل كدة لكن بوقولوا يا بحربة يا بسيف يا بحجر يفجخو بيه راسه..
- أنا بخنقه بي يدي ديل ... أنا و أبوي التونسي....
- أبوك البجيبه شنو من رقدة موته يا بت ؟؟

"علي ود الأحيمر" قال "لنعمة" بين يدي أمه و هو يروي تفاصيل ما حدث بين "سعدية" و الأسد بعد أن لم تتوقف في فعلته بالتجسس على بنتها كثيرا و هي تبترد :
- الأسد قبل ما "سعدية" تقبل عليه جاري عليها جرية جوع ..... مصاريني من شفت الحمار يتلجلج و ينطط زي المهبوش ظنيتها وقعت من بطني .. و لما سمعت نفس الأسد و دق كرعيه في ورق الشجر الفي الأرض .. فتشت قلبي ما لقيته ..
بتك دي ما عاقلة يا "نعمة" في عاقل يقيف للأسد؟ ... و الأسد ما أسدا هويِّن ... الأسد الشفته دة أعتى من قرنتية و أطول من حصان و أخف من زرزور...
نهرته أمه خجلة من "نعمة":
- يا ولد ها قول بسم الله عقلك وين ودرته ؟ البت تقيف للأسد و إنت مصارينك تقع و قلبك يطير إنت ماك ود بطني؟..
هدأتها نعمة:
- الولد جاهل –صغير - لسة ...ما قدر "سعدية" " سعدية" فايتاه بي حولين..
- الولد وقت بقى يعاين للبنات في برودن الجَهَل فارقو تب .. كلامه دة إن مرق يا "نعمة" بتفضحي ولدي .. وأنت إن قلته تاني بقطع لسانك و لّا تفوتني ما أشوفك تاني لاك ولدي ولا بعرفك.
- يا مرة ما تقهري الولد , الولد الكلام دة ما بقا ليه .. بكرة تشوفيه يبقا هو ذاته الأسد , ما الأسد البحجوا بيه.
أها قول لي يا علي ولدي وبعدين.
اعتدل علي :
- الحريم هناك عيطن و صيحن ... النصيحة فيهن شالنها كرعيها – رجليها- و الغبّت – أغمي عليها - وِعَت في حينها ..بعد شافت أخواتها جرن جرت وراهن. و الحمار المربوط يناتل في قيده لما قلع الفرع من شجرته بي أوراقها و باقي فروعها وجرى على جوة الغابة عكس جهة الأسد الجاي منها... و الغصن انحل من حبله..
- أها
- بتك شافت الأسد الجاري عليها هناك ... "عاشة" كوركت ووقعت مغبية و "غبيشة" جرت و لا اتلفتت علي زول – أحد -... إلا "سعدية" جرت علي فرع التبلدية شالته و قبلت علي الأسد و جرت عليه...
الأسد الجاري قبيل حرن فجأة زي التقول مربوط بي حبل و زول نتله لي ورا..
و المجنونة دي جارية عليه وتقول ليه : أبقا راجل و تعال يا الأسد أنا بت أبوي القتل أبوك ..
و الأسد بقا زاحف لا – الى - ورا .. بعد ما كان جاري عليها و هي شايلة فرعها و جارية عليه ...
أخذ علي يرتجف كالحموم و يتصبب عرقا .. أشفقت عليه أمه:
- يا ولد مالك .. يا سيدي "الشريف ".
- أنا بت أبوي القتل أبوك أبقا راجل و تعال ... و الأسد رفع راسه زي البفتش علي مكان يشرد عليه ... و عيني و عينه اتلاقن ....ما خلن لعيون "سعدية" شي الخالق الناطق ...... إلا شال شال عيونه من عيوني وجفل علي الصعيد ورا الحمار ..
مسكته نعمة من قميصه و شدته :
- جِد سعدية ظهر يا علي و لّا ما ظهر , "التونسي" أبوها و قف جنب بته و لّا خلاها للأسد, نهر الأسد منها و لّا الأسد خاف براه – لوحده - قول يا علي قول .
- أنا من عين الأسد وقعت في عيني الدنيا ضلمت – أظلمت - قدامي النهار بقا أسود من سبيب شعري...لما نور عيوني رجع أشوف الأسد جاري على جهة الحمار ما جرى..






  رد مع اقتباس
/