الموضوع: مجالس الأنس..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2020, 12:45 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: مجالس الأنس..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
المجلس الثاني

1

قال جُويشعُ الخوّارُ: تركتُ شوّاظَ بن جمرٍ غيرَ مصدّقٍ أنّي نجوتُ منهُ ، فترامتْ بي سفرةٌ
شاسعةٌ في مومَاةٍ واسعةٍ . ولم ألتفتْ ورائي طيلةَ مَسيري فرقاً منهُ.
وبينَا أنا كذلكَ أبصرتُ ظعينةً تتقدّمُها كوكبةٌ من الفرسانِ على رأسهمْ فارسٌ أسودُ
كأنّهُ جلمودُ صخرٍ على صَهوةِ حصانٍ . فناديتهُم : الغوثَ الغوثَ..
فأرسلَ إليَّ فارسينِ فأخذاني عندهُ فقال : ما وراءكَ ؟؟
قلتُ: البليّةُ تحملُ المنيّةَ ، جِنّيٌّ من رُماةِ سقرَ لو رمَى ولدَ البعوضِ
مستتِراً خلفَ أمّهِ لأصابهُ .
فقالت المرأةُ : ناشدتكَ اللهَ يا ابنَ العمِّ أن تعدلَ عن طريقهِ ، فاحمرّتْ عيناهُ وانتفختْ أوداجهُ

وأنشدَ يقولُ:
بكرتْ تُخوّفني الحُتوفَ كأنّني *** أصبحتُ عن غَرضِ الحُتوفِ بمَعزلِ
فأجَبتُها إنَّ المنيّةَ مَنهلٌ *** لا بدَّ أن أُسقَى بكَأسِ المَنهلِ
فاقنيْ حَياءَك لا أبَا لكِ واعلَمِي *** أنّيَ امرؤٌ سأموتُ إنْ لمْ أقتلِ

فقلتُ : عنترَةُ الفوارسِ ؟؟
والتفتُّ وَرائِي جهةَ شوّاظ وناديتُ بأعلى صَوتي ، تاللهِ لو لمْ يَمدحِ اللهُ
الكَاظمينَ الغيظَ والعافينَ عن النّاسِ لرجعنا إليكَ وأدّبناكَ يا رَمادُ بنُ فَحمٍ.
فقال عنترةُ: أتعرفني؟؟
قلتُ: ومن يجهلُ عنترةَ الفوارسِ أسدَ الأسودِ وفحلَ الشُّعراءِ ، الفارسُ
المغوارُ والبطلُ الكرّارُ الذي لا يُشقُّ لهُ غبارٌ . فجعلَ ينفخُ وينتفخُ ويلتفتُ الى المَرأةِ
حتى خشيتُ أنْ ينفَجرَ .
ثمّ قلتُ : ومَن لم يَسمعْ بعبلةَ جَوهرةِ الحُسنِ ودُرّةِ النّساءِ التي بلغَ من شغفهِ بهَا مبلغًا لا يطاقُ
حتَّى قالَ فيها في مُعلّقته الشَّهيرةِ " هَل غادرَ الشعراءُ " :
وأحبُّ لو أُسقيكِ غيرَ تملّقٍ
واللهِ من سَقمٍ أصابكِ من دَمِي

فقالت عبلةُ بصوتٍ رقيقِ لو كُلّمَ بهِ مشلولٌ لتفلّتَ من عِقالهِ : أكرمهُ يا ابنَ العمِّ .
فأشارَ الى أصحابهِ فأحضَروا شاةً فاشتويناهَا وتَحلّقنا حولهَا ، فلمّا رأيتُ القومَ
قد أحكمُوا المَيمنةَ والمَيسرةَ ، وتأهّبوا للهجومِ على الفريسةِ مع ما حباهُم اللهُ بهِ
من مَضاءِ الأسنانِ وحِدّةِ الأصابعِ أدركتُ أنّي لَن أقفوَ لهم أثراً ولن أقفَ لهم على خبرٍ .

وتذكّرتُ قولَ الشاعرِ:
وابنُ اللّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرنٍ
لم يَستطعْ صولةَ البُزلِ القَناعِيسِ

فاقتطعتُ قطعةً تربُو على نِصفِ الجَديِ ، واحتضنتُها بشدّةِ فما زلتُ أنهسُها وأنهشُها
طولاً وعرضاً ، ورفعاً وخفضاً . حتى لم أترُك في عظامِهَا للخُنفساءِ قيلاً ولِلنّملةِ
مقيلاً .
يتبع...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الظَّعِينَةُ : المرأة في الهودج
الموماة : الفلاة
ابنُ اللَّبُون : وَلَدُ الناقة إِذا استكمل السّنةَ الثّانيةَ
لزّ : شُدّ في حبل فاقترن بغيره
والبُزْل جمع بازل : وهو البعير أتمّ ثمانية أعوام
القناعيس جمع قِنْعَاس : وهو البعير الضخم القويّ
الشاعر القدير أ/ محمد تمار
في البدء أرحب بعودتكم الميمونة و أبارك حضوركم الثر للفينيق
و الحمد لله ألفا على الشفاء و السلامة
و إن شاء الله دوما بخير و موفور صحة..
ليست هذه المرة الأولى التي أدخل فيها إلى مجالسكم الفخمة الثرية..
ما شاء الله
لغة و فكر و إثراء و خفة ظل أيضا
أدب للأدب و المنغعة
شكرا جزيلا على هذا العطاء
..
و أتابع مع آل الفينيق هذا الجمال..

كل التقدير و الاحترام






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/