الموضوع: أنا والمحروم
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2019, 06:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي الاحمد الخزاعلة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


علي الاحمد الخزاعلة متواجد حالياً


افتراضي أنا والمحروم

في رحلتها الأخيرةِ أخذتْ كل الذّكرياتِ معها ومضتْ
أقلامها
مدادها
قصائدها
ووعوداً قطعتها على نفسِها
ولم تفِ بها !!!
يا لخيبةِ الآمالِ الّتي أذبلها الرّحيلُ
يا منيةَ الرّوحِ
الّتي باتت تعاقرُ ملحَ المستحيلِ
يا طفلاً يحتاجُ أنْ يمسكَ بصدرِ أُمّهِ ليمسح به ما علقَ بوجنتيهِ من الدّموعِ
يشُمّهُ بلهفةِ المشتاقِ إلى رضعةِ الوداعِ الأخير
وأبتْ حتى أن تودعهُ
عندما أزمعتْ الرحيلَ
رحلتْ وخطّتْ على جدرانِ القلب أعذاراً واهيةً
لا تسمنُ ولا تغني عن رضعةِ حنانٍ لقلبٍ موجوعٍ
في خُفي حُنينٍ هناكَ متسعٌ لمن هانت عليها عشرتها
وهان عليها كما تدّعي حبّها الوحيدُ
واغتصبتْ احلاماً نُسجتْ من خيوطِ التوقِ والشوقِ الدّفينِ
ذبُلتْ كلُ أزاهيرِ المُنى
وانداح منها الأريجُ
لم يبق منها إلا حمرةُ الدمِ المسفوحِ
وحرفٌ هنا وحرفٌ هناكَ غير ذي معنى
وسرابٌ كاذبٌ ... لا ماءُ فيه
وصرخاتٌ موجعةٌ
من مياسمِ الكيّ
الّتي أمعنتْ في الشدِّ على النبضِ
وأثخنتْ النزفَ في عينِ القروحِ
ما تبقى إلا دمعةٌ حائرةٌ في الآماقِ
ونفسٌ على ارجوحةٍ في السّماءِ
معلقةٌ بخيوطِ العنكبوتِ
ودمٌ مسفوحٌ على مذابحِ الشوقِ
والشكِ
وعينٌ فقئتْ
وجسدٌ كسيحٌ
وحشرجاتٌ في الصدرِ .....
وآخر مسكِ ختامها قبل المتابعةِ
موالٌ يعتصرُ أسى الكونِ في كأسٍ مترعةٍ بالخذلانِ
أبتْ النفسُ أنْ تتجرعَ مرارتهُ
تغنى به الأميرُ المحرومُ عبدالله الفيصل من قبلي
أجبني إذ سألتُك : هل صحيحٌ حديثُ الناسِ خُنتَ ...ألمْ تَخنـّي؟
أكادُ أشكُّ في نفسي لأنّي أكادُ أشكُّ فيك وأنتَ مني
وتبقى الإجابةُ حائرةً ليومِ الدينِ ...!






  رد مع اقتباس
/