۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2012, 11:17 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 8
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



اعادة تشكيل الانسان والمجتمع




لكي نساعد كل مخلص ووطني لكنه يرقص على انغام امريكا فائقة الاثارة للجسد الانساني وللمشاعر الفائرة، دون ان يعرف انها لحنت في هولي وود، من الضروري ان نتعمق في فهم طريقة تفكير صانع السياسات الامريكية، وهذا يتطلب دراسة حالات واقعية رايناها وعشنا اثارها واثرت على الملايين رغما عنهم، وادت تلك الحالات الى تغييرات خطيرة لا تبدو سياسية لكنها تخدم اهدافا سياسية في النهاية. ولعل افضل واوضح صورة لكيفية تخطيط امريكا لسياساتها الخارجية هو الحصار الذي فرض على العراق في صيف عام 1990 بعد تفجر ازمة الكويت في ذلك العام، واخذ تطبيقه بعد وقف اطلاق النار يوم 28/2/1991 بعدالعدوان الثلاثيني على العراق، يتخذ صيغا مدمرة للانسان والمجتمع لان وظيفته هي اكمال عملية تدمير العراق نفسيا وفكريا واخلاقيا واجتماعيا وهي اهداف لا تستطيع القنبلة وحدها تحقيقها فجاء الحصار ليكون الاداة الاخطر في دفع العراق الى محرقة تدمير قيم المجتمع وروابطه وحوافزه وزرع قيم حالات الطارئ التي تنبثق من حالة الانذار وتوقع الخراب والموت.


ان الحصار يمثل اخطر انموذج لحرب تدميرية لا تشن بالقنابل والرصاص بل بخلق اوضاع خطيرة

تضمن خلخلة عقول الناس من خلال اجبارهم على قبول انماط من القيم والافكار والسلوكيات كانوا يرفضونها وهم في حالة الاستقرار والامان الاجتماعي والاقتصادي، لذلك فانه مدمر بفاعليته واثاره البعيدة والقريبة اكثر من الحرب العسكرية واشد خطرا بكثير منها وهو ما يعرفه كل عراقي عاش مرحلة الازدها والرفاهية والامان والامن ثم ادخل رغما عنه في مرحلة الحصار. انه انموذج طبق فعلا وراينا اثاره في الواقع لكيفية تخطيط امريكا لسياساتها الخارجية ورسم حرب غير عسكرية تكمل وتعزز اثار الحرب العسكرية وتفكك المجتمع وروابط الانسان، والحالة التي وصل اليها الشعب العراقي بتأثيره كانت تستوجب الدراسة المعمقة ليس فقط من زاوية ايجاد مخرج لشعب العراق من مأزقه الاجتماعي والاقتصادي بل ايضا من زاوية اخرى ربما تكون اهم وهي فهم كيفية تفكير العدو الذي فرض الحصار بالياته واحكامه ووسائله المدمرة.
هنا نعود الى بديهية يعرفها حتى تلاميذ المدرسة والابتدائية وهي ان معرفة العدو كسب لنصف المعركة، وطبقا لهذه البديهية بدأت منذ عام 1991 ابحث بابرة وسط اكوام صخور واطيان واوراق عن طريقة عمل امريكا في تعاملها معنا ومحاولة معرفة اهدافها المتعددة المخفية منها بشكل خاص،

من خلال دراسة الحصار الذي منع الغذاء والدواء بل منع حتى اقلام الرصاص ودواء امراض القلب والكتب العلمية.

وتبين للكثيرين وانا منهم بان الحصار ليس هدفه معاقبة النظام الوطني فقط فذلك كان غطاء لعقاب اخطر واشد اثرا على الانسان العراقي، وهنا بدأت الاسئلة تفرض نفسها وتتراكم ككرة ثلج تتدحرج : لم تستهدف امريكا ومعها بريطانيا وفرنسا ايذاء شعب العراق مباشرة بفرض حصار لن يؤذي افراد النظام بقدر ما يؤذي الشعب ويدمر ركائز عيشه واستقراره؟ عندما نبحث عن السبب نكتشف تدريجيا، حتى لو لم تكن لدينا معلومات دقيقة ووثائقية، ان هناك خطة مدروسة لاعادة تكوين سايكولوجيا الشعب وانماط تفكيره تمهيدا لاعادة تثقيفه ورسم انماط حياتية مختلفة، منها توقع حصول ردود فعل مرغوبة امريكيا، وفرض علاقات بينية مناقضة لما ساد في المجتمع لعدة قرون او ربما الاف السنين، وصولا لدفعه الى اتخاذ قرارات وتبني مواقف كان يرفضها قبل الحصار.


وهنا وقبل ان ادخل في صلب الموضوع من الضروري لفت النظر الى طريقة عمل النخب الامريكية عامة والنخب السياسية خاصة، فامريكا ليست دولة عالم ثالثية تتصرف طبقا للفعل ورد الفعل السريع دون تخطيط ستراتيجي بعيد المدى، بل هي دولة استعمارية وامبريالية لديها مصالح في الخارج تعتبرها اساسية لحياتها ولوجودها،
وهي في الداخل تواجه رايا عاما يتمرد على ملابسه احيانا بفضل الليبرالية الامريكية الامر الذي يفرض على من يمسك بزمام الامور ان يعقلن كل مواقفه وتصرفاته وخياراته، اي ان يدرس الحالات بعمق وتأن ويخطط لكل حالة لمدى بعيد يصل احيانا نصف قرن من الزمان. ويحكم هذه الطريقة تقليد معروف وهو عدم الكشف عن الخطط والمواقف السرية الا بعد نصف قرن او ربع قرن،وذلك لحساسية القضايا وكونها تشكل صدمات او مفاجئات للناس العاديين وقد تكون متناقضة مع تقاليد العمل السياسي فيها والقوانين الدولية، وهذه الطريقة توفر فرصة افلات من ارتكب جرائم او عملا خطير من العقاب لوفاته في هذه الفترة فلا يعاقب احد على كل ما يتم فعله، والامثلة كثيرة من سايكس بيكو الى وعد بلفور وبينهما عشرات الخطط التي طبقت والحقت خرابا ضخما وذهب ضحيتها الاف العرب لكن من يتحمل المسؤولية لم يعد حيا!


والخطط التي توضع تبنى على قاعدة الاحتمالات المتعددة لكل قضية وليس الاحتمال الواحد اليقيني،

ولاجل ضمان النجاح لابد من اخذ كل احتمال بنظر الاعتبار ودراسته باثاره العامة والتفصيلية حتى لو كانت نسبة فرص تحققه 10 %، وتعدد الاحتمالات ينتج تعدد السيناريوهات المتوفرة لصانع القرار، فحينما يواجه صانع القرار مشكلة يطلب من الجهات المعنية، وهي غالبا المخابرات والخارجية والدفاع والمختصين في علوم النفس والاقتصاد والجغرافية والطب العادي والكيمياء والفيزياء... الخ، تقديم خطط متخصصة متعددة لمواجهة الحالة فتقدم له سيناريوهات وخطط مختلفة بعد تنسيقها وترتيب اولوياتها وافضلياتها للاختيار من بينها. وهذا النمط من العمل غريب علينا نحن العرب لان السياسة مازالت عفوية وانية لدينا، حيث تتخذ المواقف وتوضع الخطط اثناء مواجهة الازمات والمشاكل وليس قبلها، وحتى في حالة وجود خطط مسبقة فان السبق الزمني لاتخاذ الموقف لا يتعدى زمن قصير لا يكفي لضمان حل يخدم الشعب.


والخطط غالبا مبنية على السيطرة على وضع ما او كتل ما لاجل تنفيذ اهداف رئيسة من الصعب الوصول اليها بدون خطط تفصيلية. بل ان حالة الدراسة المسبقة للاخرين داخل وخارج امريكا تصل حدا ربما يبدو غريبا لغير الامريكيين، ففي اجهزة المخابرات هناك تخصصات تمثيلية تقوم على تقمص احد ضباط المخابرات لشخصية انسان معروف، او حتى نصف معروف او ان يتوقع ان لديه مستقبل في بلاده سواء كان معاد او غير معاد لامريكا لكن من المصلحة فهم كيفية تفكيره واتخاذ قراراته، فيفرغ ضابط طوال حياة الشخص المعني متمقصا شخصيته دارسا سلوكه وتصرفاته وينشأ ارشيفا تفصيليا عن كل ما يخصه، بما في ذلك امراضه وميوله ومزاجه واقاربه وما يحب وما يكره. لقد عرف ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية لديها ضباط يحملون اسماء جمال عبدالناصر وكاسترو وصدام حسين، وكل شخصية بارزة ومؤثرة، وهؤلاء الضباط يخاطبون باسمائهم التمثيلية وليس باسمائهم الحقيقية، وحالما تحصل مشكلة فان المخابرات او الرئيس الامريكي او لجان الكونغرس المتخصصة تستدعيه وتطلب منه تحديد ما يتوقعه من الشخص الذي يمثل شخصيته.

ويبقى الهدف الاساس هو تكييف الاشخاص والمجتمعات وتطويعهم بصور مختلفة تبدأ من زرع افكار ناعمة لا تبدو مؤذية وتنتهي باساليب غاية في الايذاء للانسان، وفي الحالتين وما بينهما من حالات لا حدود لتعددها يبقى الهدف الكبير والنهائي هو تغيير بيئة المستهدف من اجل دفعه لتغيير مواقفه او تصرفاته اما بقرار منه او رغما عنه. وارجو من الذي يقرأ هذه الدراسة ان يتذكر اوضاع قطره خلال نصف قرن متتبعا التغييرات التي وقعت واثارها، ومنها ما تعرض له شعب مصر منذ عهد الرئيس ناصر من افقار منظم وتدمير اكثر تنظيما لتماسك المجتمع المصري، وطبقا لخطط وضعتها امريكا والكيان الصهيوني ودول اوربية، حتى وصل الحال الى نشوء احياء سكنية في المقابر وتدهور قيم الكثيرين وحصول انقلابات فكرية واجتماعية حادة نتيجة البيئة الدعائية للانسان التي خلقت عمدا، فهل ما حصل كان عفويا ومجرد اخطاء السادات ومبارك ومحيطهما البشري وقوى سياسية معينة؟ ام انه حصل بتأثير خطط خارجية وضعت لتدمير الاقتصاد المصري واستنزاف مصر ونشر الفوضى السياسية والاقتصادية والفكرية لكي يوضع الشعب امام خيارات كلها مرة واي خيار يختاره او يفر ض عليه يخرج مصر من سياق دورها التاريخي وهويتها؟


هنا لابد من القول لمن سيقول انها (نظرية المؤامرة) نعم انها المؤامرة بكامل اركانها التطبيقية في كل قطر عربي ومن لايراها اما اعمى اوجاهل او انه اداة من ادوات المؤامرة، والا ماذا نسمي انشاء الكيان الصهيوني اذا لم يكن ثمرة مؤامرة؟

وماذا نسمي غزو العراق اذا لم يكن نتاج مؤامرة؟ وماذا نسمي ما يحدث الان في الوطن العربي المتميز بدور امريكي واوربي رسمي وحاسم اذا لم يكن مؤامرة هي الاخطر والاشد فتكا بالمنطق السليم منذ غزو العراق؟ نعم انها المؤامرة الاكبر والاخطر على الامة العربية بكل اركانها، وادلتها تفرض نفسها الان بلا غموض او تشوش، والتاريخ والضمير سيحاسب كل من يتجاهل هذه الحقيقة ويريد خداع نفسه بالقول انها (ثورات الشعوب) وليس لامريكا او اوربا والكيان الصهيوني اي صلة بها.

خطة حافة الموت

ان ما يجب البحث فيه هو الهدف الذي يتحكم بالخطط ويقررمسارها ونتائجها، وهو ايصال الشعب الى حافة الموت، اي جعله يواجه احتمال موته كل لحظة وبقوة،

وهي حافة يصبح فيها الانسان امام خيارات كلها تدميرية وتهدد حياته وليس حريته واستقراره فقط، لاجل اجباره على تغيير تقاليده وقناعاته وانمطا تفكيره، ويتم ذلك عبر تطبيق خطط مؤذية متنوعة ومترافقة او متتابعة لضمان التأثير على الناس بقوة وديمومة وايصالهم الى حافة الموت، فاساليب القمع والمنع والقهر والاجبار المباشرة بقوة الدولة واجهزتها او بقوة الاحتلال لا تنفع في تغيير طريقة تفكير الناس بل ربما تكون اثارها عكسية لان الناس عامة يتمسكون بمحددات تربيتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وقيمهم ويزداد التمسك هذا بزيادة التحدي والضغط عليهم، فما الحل لاجبار كتل بشرية ربما يصل عددها لملايين البشر على تغيير نمط تفكيرها واساليب حياتها وردود فعلها وبقرار منها؟


الجواب هو من الضروري اعادة صهر الانسان بوضعه في فرن الموت الذي يتربص به كل لحظة ودفعه رغما عنه لقبول ما كان يرفضه بشدة بل كان يقبل الموت على ان يرضخ له، لكن حرارة الفرن التي تسخن تدريجيا وتضعه هو واطفاله وزوجته واقاربه وجيرانه في لهيب نيرانها المتزايد كلما توقع الفرج يصيبه باليأس والعجز عن تحمل ما يعاني منه او يراه فيؤدي الى تللين المواقف وتخفيف الرفض واللجوء لمحاكمات منطقية جديدة تمهد لقبول ما كان يرفضه بشدة.


الحصار الذي فرض على شعب العراق واستمر 13 عاما كانت وظيفته الحقيقية ليس معاقبة النظام بل تغيير المجتمع والانسان تغييرا جذريا بتهديم قيمه الاخلاقية واعرافه وضوابط السلوك القويم فيه وزرع نزعات الانانية التي تعيد للمجتمع كل الامراض التي تحررمنها بفضل انجازات النظام الوطني،

واهمها ازالة الفقر والامية ونشر التعليم المجاني وتوفير الطب المجاني ونقل المجتمع الى حالة الوعي والثقافة والترفع عن الموبقات التي تنتجها حالات الفقر والجهل، وهكذا يتعرض الانسان الى الافقار المنظم والامية المنظمة والمرض المنظم والسقوط الاخلاقي المنظم، رغم انه لم تمضي على تحرره منها اكثر من حوالي 15 عاما (وهي فترة الرفاه الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي بين النصف الثاني من السبعينيات ونهاية الثمانينيات) وهي فترة غير كافية لترسيخ حالة التحرر من امراض المجتمع المتخلف وتحويل التربية الجديدة في ظل التعلم وازلة الامية وتوفير احتياجاة الانسان المادية والثقافية الى نمط حياة راسخ.
لقد اصبح اضطراب المجتمع والتغييرات الفوضوية فيه عوامل تخريب منظم لهويته وتقاليده واستقراره وقيمه العامة، وبمرور السنوات عادت الى العراق الامراض التي تم القضاء عليها ومنها الفقر والامية والفساد والرشوة والجريمة، واضيفت امراض اخرى نشأت عن الوضع الجديد ولم تكن موجودة سابقا ومنها ضياع القيم واهتزاز الهوية الوطنية والقومية وتداخل المفاهيم وعجز الانسان عن التفكير بما هو بعيد او عميق لانه مجبر على الانشغال بالهم اليومي بل هم ساعة واحدة، وتلك هي الثغرة التي يمكن ان ينفذ منها العدو لتحقيق ما يريد.


بنجاح الحصار الشامل بتحويل المجتمع الى فرن يذوّب كل شيء، بما في ذلك قيم المجتمع واخلاقياته وهويته، يحول الانسان الى مخلوق تحدد قيمه وسلوكياته الغريزة الاقوى وهي حب البقاء، لذلك يصبح هدفه الوحيد هو البقاء وتجنب الموت هو واطفاله واقاربه فيصبح مضطرا لقبول السرقة والغدر والفساد والخيانة الوطنية بصفتها وسائل حفظ لبقاءه المادي في بيئة حرمته من اساسيات الحياة، وهي العلاج والغذاء والشعور بامان وهو كمخلوق لا يعيش الا اذا اكل وشرب ونام وتنفس. هنا يصبح الانسان داخل فرن الازمات الطاحنة المصطنعة بلا اي خيار ينسجم ويتوافق مع ما كان يعتقد به ويؤمن به بعد ان وضع امام خيار واحد لا غير وهو : اذا اردت مواصلة العيش وتجنب الموت والعذاب المستمر، انت وعائلتك واقربائك، عليك ان تنسى الماضي بقيمه العليا وردواعه الاخلاقية وسلوكياته السليمة المتعارف عليها وان تتجرد من كل ما يمنعك من الحصول على الغذاء والدواء وغيره من شروط الحياة حتى لو ممارسة العهر والنصب والخيانة العظمى! لقد انحط الانسان الى مستوى فم فقط.


تلك هي خطة حافة الموت الامريكية الصهيونية التي وضع شعب العراق فوق فرنها الملتهب وجعلته يتعايش مع الموت كل لحظة ويصارع لتجنب الوقوع في مملكته المظلمة حتى لو تخلى عن مفاهيم الوطنية ورفض الاستعمار وقبل السرقة العهر وبغاء الضمير واكل لحم اخيه الانسان،

وهذه الحالة وجد بعض ابناء العراق انفسهم ضحية لها وبقوتها تخلى هذا البعض عن حصانته الوطنية والاخلاقية وقبل ما كان يرفضه سابقا، وهكذا مهد الطريق للغزو بعد تدمير قيم المجتمع واخلاق الناس وروادعهم التقليدية او اضعافها.
والذي حصل لشعب العراق الذي كان مرفها واعيد لحالة البؤس فدمر ذلك بعض نسيجه الاجتماعي والاخلاقي حصل مثله لكل ابناء الشعب العربي من خلال زيادة الفقر والامية والفساد والتخلف بخلق ازمات مصطنعة غالبا داخل كل قطر لاجل افقاره ماديا وروحيا وتدمير المجتمع ونسف وحدته وتبديد قيمه واجبار الانسان العادي على قبول خيار واحد هو التخلص، باي طريقة واي ثمن ومهما كان ذلك متناقضا مع ما كان يؤمن به او يتمسك به، من وضعه غير الانساني والمدمر والمتمثل في الفقر والفساد والاضطهاد والقهر والاهانات والديكتاتوريات وعمالة النظام للاستعمار والرضوخ للصهيونية والتطبيع مع كيانها، وهي نهايات لم يكن الانسان العادي في الاقطار العربية يتخيلها حتى في كوابيسه لكنها صارت وقائع بفضل انظمة فاسدة ومفسدة! فما الذي يفعله الانسان للتحرر من عذاب ومخاطر حافة الموت التي وضع عليها وجعلته مخيرا بين موت وذل وقهر فقط؟ الجواب هو اعتبار اسقاط الانظمة الخيار الوحيد لتحرره من الموت وحافته التي تستنزف انسانيته يوميا، حتى لو كان اسقاط تلك الانظمة بمساعدة سيد الانظمة ومن اقامها ودعمها وحماها عقودا من الزمن، وهو امريكا، فالامر بالنسبة لمن يعيش على حافة الموت هو أبعاد الموت ولو لساعة فقط، وحتى لو تطلب ذلك التعاون مع الشيطان ذاته! لقد تشوش التفكير الانساني بهيمنة الغريزة الاكثر تأثيرا على البشر وهي غريزة البقاء وقيامها بدور مقرر الخيارات.


ان اول واهم نواتج حالة حافة الموت هي غض الانسان المقوض القيم النظر عن الشيطان الواقف امامه وتخيل انه غير موجود والاصرار العجيب على انه غير موجود!

واذا اعترف به فانه يقنع نفسه بفكرة انه يقبل بالشيطان كمرحلة اولى على طريق التحرر حتى من الشيطان، وهنا تكمن مأساة هذا النوع من البشر وهي انه ينسى بتعمد، نتيجة تحكم غريزة البقاء في تفكيره، حقيقة يعرفها وهي ان الشيطان اذكى منه واقدر منه على الامساك بمسار قبول دعم الشيطان للانسان الغارق في بؤسه والامه! هذا ما يحصل لنا نحن العرب الان : امريكا وورائها الصهيونية ودول اوربية تضعنا امام خيار خيارين احلاهما مر، اما ان نواصل معاناة الموت ببطء او ان نقبل ما تريده امريكا. ولدينا مثل شهير يتطابق مع حالة حافة الموت يقول (من يرى الموت يقبل بالسخونة). هل قبول امريكا ودعم خططها و(الشفاء) من مرض الحقد عليها بعد كره من قبل البعض ودعم حرب النيتو على ليبيا هو نوع من قبول السخونة التي تبعد الموت؟
كيف حصل ذلك؟ وكيف نفذت امريكا خطة خلخلة قيم ومفاهيم الكثير من الناس؟ وهل اقتصر الامر على الاقطار العربية؟ ام انها خطط غربية وصهيونية واوربية غربية عالمية النطاق شملت دول اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي؟

يتبع..........
18/7/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاثنين 17 شعبان 1432 / 18 تموز 2011






  رد مع اقتباس
/