۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2012, 02:45 AM رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
عماد حداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الفينيق للابداع الادبي
رابطة الفينيق / أرام
سوريا
افتراضي رد: مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها

تحية للجميع
والشكر الكبير للأستاذ سطان على هذه الوضوعة القيّمة.
قرأتُ ردود الأحبّة جميعهم هنا
وأراني أميل برأيي لصفّ ما قاله الشاعر ظميان والشاعر أحمد رامي.
وليس من باب الانغلاق على (التجديد) وإنّما من باب (درء المفاسد).

أمّا بخصوص الجائز والجائز القيبح وتعريف ماهيتهما
فأضرب على ذلك مثالا :
من المعلوم أنّه يجوز للمرء-شرعًا- أن يستسهل في دينه بأن يأخذ من كلّ مذهب من المذاهب الأربعة أسهله،وهذا ما يعرف (بأسوإ الدّين أو أقبحه)
لكن هل هو حرام مثلا؟ الإجابة أن لا.
وإذا أردنا تطبيق هذا التعريف على موضوعنا هذا ، استطعنا ذلك أيضًا،
وحتى لا أطنب في الكلام فسأقول مختصِرًا :
من أراد أن ياخذ بالقبيح من الجوازات فليفعل ذلك، لكن يكون قد خسر وقوفه في صفّ المعتبرين من الشعراء.
لأنّ الأخذ بمثلها لن يكون نابعًا إلا عن ضعفٍ أو عدم قدرة على تطويع القوافي أو تذليل الألفاظ ، وربّما يتعذر أحدهم (بضيق الوقت، والانهمار الشعوريّ المفاجئ،أو أنّ الشّاعرية أهم من النحو والعروض-وقد سمعنا كثيرا مثل هذا من الشعراء المعروفة أسماؤهم- أو أيّ عذرٍ آخر)
لكن..
أنا أراهن أنّه ما من شاعر إلا ويودّ أن تكون قصيدته في أبهى حلّة وأزهاها ، وتكونَ عصيّة على الناقدين و متصيدي الأخطاء والمنظّرين وخلافهم، وعليه فإنّه من البديهيّ أنّ الشاعر سيبتعد -ما استطاع- عمّا عرف بقبيح الجوازات ،
لكن، إن لم يستطع... فهنا سيكون النّقاش محتدمًا -من باب الدفاع- حول قضيّة "هو جواز ولو كان قبيحا".

هذا رأيي حول الجواز القبيح.

طيّب .. مالذي جعله قبيحًا أصلا؟
سأضرب مثالا آخر..
لأشقتنا في السودان -مثلا- مقامات غنائيّة لا أستطيع أنا وربما كثير مثلي تذوقها
فأكاد أجدها ضربًا من النشاز ، وذلك لأن أذني لم تعتد على سماعها مدة زمنية طويلة ، فلم تألفها.

الشعر يعتمد في عروضه على الموسيقا .. وهذا هو لبّ العروض. الموسيقى.
فما نشز من تلك الموسيقى كان ممنوعا ، وما (عَرَجَ) كان جوازًا قبيحا، وما استساغته الأذن وألفه النّاس لم يذكره أحد بسوء.

وبما أنّ الشعر بالفصحى، والعروض قد وصلنا كما وصلنا ، واستساغته آذاننا كما استساغته، فإنّي أرى أنّ ما ذكره العروضيون حول الجوازات قبيحها وحسنها يجب أن يؤخذ به كما هو،
وإلا لانفتح بابٌ من (تشويه الأذن الموسيقية) لن تكون له نهاية، كلٌّ حسب ما يهوى ويستطيع.

نحن مدينون لهذا الشعر وللأوائل بالمحافظة على تراثٍ ميز العرب عن غيرهم على مرّ العصور.

خلاصة الكلام ..
هناك المألوف وهناك الخارج عن المألوف، وبينهما مشتبهات أربأ بمن يريد أن يسمّى شاعرًا أن يقع في حماها.


نقطتان مرّتا عليّ من خلال قراءتي لردود الإخوة..
1. تقول د. هناء في ردها على الشاعر صالح طه حول بيت بشار بن برد
لله "سلمى " حبُّها ناصبُ =وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
تقول : ((نعم فإن كان كذلك فأنه قد قد خطف ألف مد أنا خطفا وحقها الإشباع ... !!! ))

وأسأل : لم حقّها الإشباع؟؟؟؟ بل حقّها فيما أعلم الخطف!

2. يقول الأديب هيثم الريماوي : ((فإن كثرت الشواهد على بحر ما كان معتبرا و إن قلت أو ندرت كان مهملا ، بهذا نجد أن الفرق في تصنيف المتدارك بين الأخفش الذي قال عنه معتبرا و الخليل الذي رأى أنه مهملا ، هو فقط أن الشواهد التي استطاع أن يجمعها الأخفش هي أكثر من التي جمعها الخليل ))

وأقول : هذا الكلام ليس دقيقًا ، بل إنّ (المُحدَث) ولا أحبّ أن أسميه (المتدارك) هو بحر جمعه الأخفش من الزّيادات على دوائر العروض التي وضعها الخليل، وقد أتى الخليل على ذكره، لذا فمن المجحف أن نقول إن الأخفش (تدارك) على الخليل ما نسيه أو فاته، بل إنّه أهمله-أي الخليل- لأنّه فضلات (معجزة) دوائر العروض.
وهذا بحثٌ قد يطول.

شكرًا للجميع على إثرائهم.






  رد مع اقتباس
/