۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - في رثاء والدي
الموضوع: في رثاء والدي
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2019, 06:45 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد متواجد حالياً


افتراضي رد: في رثاء والدي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح ريان مشاهدة المشاركة
والدي فلاح عاش حقباً قاسيه في جبال القدس منذ 1924 حتى 2019
توفي رحمه الله قبل أيام عن 95 عام فكانت هذه القصيده


في رثاء والدي رحمه الله
————————

أبكي وأندُبُ أم أُسَرُّ وأفرَحُ
فالقلبُ يستُرُ والمدامِعُ تفضَحُ

كم خاطرٍ دونَ الشفاهِ كتمتُهُ
فيُطِلُّ من دمعِ العيونِ ويصدَحُ

ويّفصّلُ الوجدَ الذي داريتُهُ
ويُحدّثُ الرائي .. يَقُولُ ويشرحُ

إن ساءَني أني أُواريكَ الثرى
وأُغالبُ الحُزنَ الجموحَ وأكبَحُ

قد سرّني أني عَهِدتُكَ خالِصاً
أنقى من الصبحِ الجميلِ وأوضَحُ

واريتُ أحلامي جِوارَكَ جُملةً
وتركتُ ذكراها بذكركَ تُمدَحُ

أدركتُ فلسفةَ الحياةِ بوالدي
فيما تقَلَّبَ إذ يَكدُّ ويكدَحُ

كم حمَّلَتهُ النائباتُ متاعَها
ويَئنُّ تحتَ النائباتِ ويرزحُ

يُذكي لهيبَ الصبرِ حولَ عيالهِ
ورجاؤهُ في صدرهِ يترنّحُ

يغدو بعتمِ الليلِ يلتمسُ الخُطى
طوراً يُخادِعُهُ الصَّباحُ فَيلمَحُ

ومُحدّقٌ في الدَّهرِ يَجمَعُ جَفنَهُ
والدهرُ ينأى عن رُؤاهُ ويَبرَحُ

تَهديهِ مِنْسَأَةُ الحوائجِ دربَهُ
والشمسُ تُنضِجُ وَجنَتَيْهِ وتلفحُ

يُلقي على جمرِ السنينِ رغيفَهُ
ويظلُّ يرقبُهُ يروحُ ويسرحُ

الأرضُ تعرفُهُ وتعرفُ طبعَهُ
يُمسي على ذاتِ المزاجِ ويُصبحُ

يرمي بذورَ الصبر في أحشائها
فتفيضُ بالأملِ الجميلِ وتنضَحُ

في فأسهِ بأسٌ ورِقّةُ شاعرٍ
طوراً يُهَدهِدُهُ وطوراً يَجمَحُ

ضِدَّانِ . . يَحنو حولَ جيدِ فَسيلةٍ
والنارُ من نصلِ العزيمةِ تَقدَحُ

لا يعرفُ الشكوى إذا اشتدَّ الظَّما
وجَبينُهُ رَطِبٌ يجودُ ويرشحُ

في ثغرهِ لُغَةٌ توارثَ روحَها
يجترُّ ما قالَ الرُّواةُ ويجنحُ

وتظُنُّهُ صعبَ المراسِ بطبعهِ
لكنَّهُ عندَ المظالمِ يصفحُ

يُعطي على حُبِّ العطاءِ طعامَهُ
فتقولُ دونكَهُ يَبيعُ فيربحُ

ستقولُ حتماً حينَ تلمسُ كفَّهُ
الكفُّ أبلغُ في البيانِ وأفصَحُ

وهُناكَ منقوشُ على أجفانهِ
أقوى مُتونَ الباحثينَ وأرجَحُ

أدركتُ أنّ الروحَ سيفٌ مُغمدٌ
إن حانَ حينُ فراقِ غِمدكَ يَذبحُ

إن كانَ عاقبةُ الحياةِ فراقَها
فمتى يقيلُ الراحلونَ فيفرحوا ؟

أدعو لكَ الرحمنَ عفواً واسعاً
يُرضي فؤادكَ في الغداةَ ويشرحُ

وتكونُ يومَ الحشرِ في رِضوانِهِ
تغدو على حوضِ النبيِّ وتمرحُ
———————————

الكامل
رحم الله والدكم و غفر ذنبه و أسكنه الفردوس الأعلى أخي صلاح ...
و ربط على قلوبكم و ألهمكم الصبر و حسن العزاء
و إنا لله و إنا إليه راجعون







  رد مع اقتباس
/