۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قصة حب مختلفة،،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2015, 12:16 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

لعلكم تظنون أنني أروي هذه القصة لكم لأتباهى بها، وأثبت لكم أنني بعد أن بنيت محرقتي، وجلست فوقها بانتظار أن تشفق عليَّ صاعقة فتضرب حطبها وتشعل فيه النار، ما زلت قادراً على أن أمارس سحر هذه المشاعر الإنسانية الراقية، التي يدعون مجمل ما هي عليه بالحب، وإذا زادت اشتعالاً اتخذت اسماً آخر لها هو العشق، وأما إذا أودت بعقل العاشق فيغدو اسمها الجنون.

أبداً، فلم أكن في يوم من الأيام من الذين يحتفظون بألبوم يضم تواريخ النساء اللواتي مررن بحياتهم، ليقولوا للآخرين إنهم كانوا في أيام العز دون جوانات، لا تنفذ من تحت أيديهم امرأة.
فأنا ببساطة رجل عادي، قضى عمره يبحث عن امرأة لم يجدها بعد، وفي كل مرة يقع فيها بين يدي امرأة تحبه ويحبها، يظن أنه وصل نهاية المطاف، وحين يبدأ في اتخاذ وضعه الطبيعي في الحياة، تحصل كارثة ما، وتنتهي الحكاية على غير انتظار، تاركة في نفسه حسرة وعذاباً لا ينتهيان، ليبدأ من جديد، يدحرج صخرته باتجاه قمة جديدة، وهكذا، حتى انتهى به الأمر إلى هذا العالم الجديد المتفجر حياة ورهافةَ حسٍّ ورقة لم يعهدها من قبل.

علاء عامر يا ناس، رجل مسكين، بسيط، جُبل بالحب منذ طفولته، صحيح أنه يحب النساء بشكل خاص، كل النساء، ولكنه لن يعشق إلا امرأة واحدة، وحتى ذلك الحين، سيظل يدور في حلقته المفرغة.

***

أحاول بكل ما تسعفني به ذاكرتي المثقوبة أن أستعيد تفاصيل لحظات لقائنا الأول، فهذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها قصة حب عشتها، إذ كان من عادتي في كل ما مرَّ بي أن أنسى كثيراً من التفاصيل، وأركز على ما أحياه من حاضر، اللهم إلا إذا حصل ما يترك أثراً غائراً في القلب، أما هذه المرة فإنني أفكر كثيراً فيما يحصل معي، وأحاول بكل جهدي أن لا أترك ولو ثانية واحدة دون أن أكتبها، ولكم أن تسألوني: يعني لماذا يا أفندي هذا الاهتمام؟؟ وما الذي اختلف هذه المرة؟؟ يعني على رأسها ريشة؟؟!!

لو كان أي منكم، رجالاً ونساءً، مراهقين وناضجين، كهولاً وشباباً، مكاني، وهو يستمع لها تتحدث، تنظر إليه، تبتسم، تردُّ رأسها إلى الوراء قليلاً لتمنح عينيه لذة النظر إلى جيدها المشرئب إلى أعلى ذروة في مشاعره، تهمس له: طريقتك في تدخين السيجارة مميزة، تقول له: كلامك حلو ومريح. وهو قد علم أنها منذ سنتين تتوق إلى التعرف عليه، ثم حين تودعه تسلمه يدها الصغيرة الناعمة، العابقة بدفء معطر بالرغبة أن لاتترك يده، أنا أعلم متى تسكن هذه الرغبة يد المرأة، أحس بها تسري في دمي، ثم تغادره وهي تهمس: تريد شيئاً؟؟ أقول: لو كان أي منكم مكاني وهو يتلذذ بكل ثانية تمر عليه وهو يمر ّ بهذه التجربة الممتعة، لتمنى أن تنطبق عليه السماء وهو في هذه الحال، ويتلاشى من الوجود. ثم يعود مرة أخرى ليكتب للعالم ما رآه وأحس به.


( يتبع )







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/