۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قصة حب مختلفة،،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2015, 01:14 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

أيتها السماء التي تمتلئ الآن بموسيقى قلبي، أيتها الأرض التي تفتحت كل أزهارها وأينعت كل أغصان أشجارها ابتهاجاً بمقدمها عليّ ، أيتها الجدران التي تضمنا الآن ولا أحد ثالثنا، خبروها كيف انقضى عليّ اليومان الماضيان، ماذا أقول لهذه الصبية التي باتت تسكنها اللهفة لتعرف كل شيء عني؟ هل أخبرها أنها ملأت كل ثانية من هذين اليومين بحضورها البهي في أعماقي؟ هل أقول لها إنني لم أعرف الهدوء لحظة واحدة في انتظار أن أحظى بهذا اللقاء معها؟ ماذا أخبرها؟ أنتم أيها الناس الذين تهزون رؤوسكم شفقة عليّ، ساعدوني بربكم!

انقضى الوقت كلمح البصر، قرأت لها مقاطع شعرية كتبتها لها، أنصتت بعمق، التمعت عيناها بفرحة طفل يتلقى أول هدية في عمره، "أعطني هذه الأوراق"، همست برجاء حار، قلت: لا أستطيع الآن، لم أنشرها بعد! وكنت أقصد أنها لا ترقى لما أنت عليه من بهاء، كنت وأنا أكتب لها، أبحث عن كلمات لم أقلها من قبل، ولكن براكيني التي همدت زمناً طويلاً قبلها، لم تثر كما يجب، فكان الكلام الذي كتبته باهتاً إذا وُزِنَ بما ينبغي له أن يكون مقارنة بها، "على فكرة " قلت، "لقد أعدت كتابة إحدى الخواطر التي أعطيتني إياها في المرة السابقة، لم أغير كثيراً ولكنني أردت أن تتعلمي مبدئياً كيف تحذفين ما لا يلزم، أنت ِ تفترضين جهل القارئ، ولذلك تسهبين في الشرح، بما لا يتناسب مع حجم الخاطرة الأدبية، كأنك تريدين أن تتأكدي أنه عرف مقصدك من الكلام .. هذا يضعف الجانب الفني للخاطرة.. " .. نعم .. استمرّ يا هذا في إطلاق مواهبك النقدية، واستعرض أكثر، لعلك تأخذ بلبها، وتحتل عالمها كاملاً، ثم تملي عليها ما تكتب في المرات القادمة، ولكنك تترك مساحة للتراجع كما أنت دوماً، "أنا لا أملي عليك ِ كيف تكتبين، مجرد أردت أن تتأملي في الفرق بين هذه الخاطرة كما كتبتِها أنتِ و شكلها الجديد كما عدلت عليها أنا .. فما رأيك؟؟"

تشدّ الحبل وترخيه، دبلوماسية معروفة عنك في هذا المجال، تقنع الآخر برأيك ثم تترك له حرية الاختيار، متيقناً أنه سيأخذ برأيك في نهاية المطاف، لتبدأ بفرض هيمنتك عليه، ولكن ... مهلاً، فأنت تخرج عن السياق معها، فالأصل أن تستمع لما تكتبه هي، وأن تتناقش معها فيه، لا أن تمطرها بقصائد أكل الدهر عليها وشرب من تراثك المتآكل، لتحوز إعجابها، قلتَ هذا لنفسك وأنت تقرأ عليها من شعرك، ما الذي تفعله يا رجل، استحِ على نفسك قليلاً، وحدثها عن أي شيء آخر، هذه الرقيقة لن تصمد أمام ثعلب خبير في النساء مثلك، فلا تمارس عليها خبثك الفني، وخذها بالهوينى، فالدرب ما زالت في بدايتها.


(يتبع)







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/