ريح عقيم .. كثيرون يستدعونه كشاهد (زور ) على ألفاظهم وتراكيبهم ، هو قزم صغير ، لا يبلغ - مهما بلغ -ان يكون موئلا يوائل إليه ذو عقل ، فهو في الذيول أدبا ورتبة .. قد حادد اللغة من يحتج بهم على سلامة الحرف فنا وأدبا ؛كيف وهم من أدخلوا العقل العربي في تيه مفاوز لا سبيل إلى خروج لهم منها إلا بشق الأنفس،الكفاءة - كما يقولون - لا تتجزأ وكذا الامانة ؛فليس ثمة أمين يرزح في عبودية وطن وهو خائن أثيم لمواثيق ربه .. ولن يكون أمينا على سلامة حرفنا ، وهو يلعن هويتنا ،ويسحق تراثنا بعجلات مزمجرة ، ذوات مطرقة ومنجل وينثر في الخلق ماركسيته السوداء . هل ننشد السلامة عند مريض تالف يرى نفسه قد خُلق خطأ ،(إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) وهل تصفو مشارب من يريد الالتصاق بتراث أمته وهو يستدعي غويا فاسدا يجيد الرقص في الحانات بالكلمات ،( إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم ).. لا أدري كيف يستشهد الغافلون على سلامة مسعاهم الأدبي بمن ضل سعيه في حروفه الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ..يقول : ( ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان) . وينبرى بعض بادي الراي ليعلن بالقول الفصل أن ثمة انفصام ينبغي ان يكون بين الأديب والأدب ، وأن الرمز اوسع من أن نُضيّقَه في مسائل الكفر والإيمان ... إلخ وهل حروفنا إلا ألوان نرسم بها دواخلنا فوق بياض السطور ...؟! وما حصائد ألستتنا إلا صدى لما في الفؤاد من ضجيج ؟! (ولتعرفنهم في لحن القول ).. يضيق صدري ولا ينطلق لسان ...