بلا ذنب...
لم تصدقْ عينيها حين رأتهُ يغرزُ خنجرهُ في صدرها
في الصباح ، وجدوها جثةً هامدةً غارقةً بدمائها التي
تسرب بعضُها من تحت البابِ الخارجيِّ لشقتها .
دائماً لا نرى إلاَّ هذا الشكلّ المُكدّسَ من الخياناتِ في تاريخهِ المُعيب والصامت !
ذروةُ المشهدِ أنه لم يأتِ من عدوٍ بل من صاحبِ الدارِ من أعز الناس وأقربهم لها . تصور أنها هي التي احتضنته كلَّ هذا الزمنِ ودرجَ على مدارجها حتى اشتدَّ عوده فاصابها في مقتلٍ لم يدرِ معه أنه أصاب قلبه المُثقلَ بها .
منْ يقتلُ نفسه فقد قتلَ الناسَ جميعاً ! هل بالموتِ حقّقَ نجاحاً وحضوراً ؟ تصورْ حالَ غلبةٍ يظنّها انتصاراً وهو في حقيقته يقبعُ فوق خيانته العُظمى لها بما لم تتصوره أن يصدرَ عنه في ليلتها التي توزعتْ بين قمرِ الخيانةِ المشعور ومرارة التخلي .
عتبةُ البابِ الخارجية شاهدٌ على صفقةِ العصرِ كما الماءُ الحي الخارج من تحت عرشِ الرحمن ! الفارقُ هنا أنْ الدمَ لم ينفصلْ عنه ماؤه كما حدث في مشهد جسدهِ المُعلّق بل تخثّرَ حتى استحالَ لغةً تعلكها أرواحُ " جوجول " الميتة !
نوال البردويل ، أقفُ إجلالاً لمساحةِ الحرية التي وهبتها لي حتى اعتقتني من موتٍ لم يتصوره عدوي يوماً أنْ فيه نجاتي حيثُ الحريةُ التي اكتملتْ فيها طاعتي .
محبتي أيتها المُشرقة كمثلِ شمسٍ طالعةٍ من صحرائنا الغارقة بدمائها البريئة !