عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2012, 03:53 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سمو الكعبي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
الامارات

الصورة الرمزية سمو الكعبي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سمو الكعبي غير متواجد حالياً


افتراضي وجئت تسألني عن الحال!!!لله درك وأمرك

وبعد طول غياب طلب مني أن أطمئنه ؟؟؟؟؟!!!!!
سؤال صعُبَ علي جوابه وشق علي كتابه, وكيف للعود أن يبقى إذا ذهب لحاؤه؟ وللورد أن يصمد وقد تساقط ورقه ونداه ؟
كيف لنفسك أن تطاوعك أن تسأل وقد علمت من الإجابة مالم يغفل عنها عقلك؟ ومن الحال ما لم تحجبه الحقيقة عن عينيك ؟
ولكن حُق لأسألتي أن تخرس أمام جبروت قلبك وقسوة هجرك وتمادي تحاليك علي بالظروف والنعوت بأوصاف المظلومية التي ساقها من حولك عليك, حتى تجلى فجر الوضوح وتبين ما كنت أغالب نفسي عنه وأدفع عنك به من ظلام كذبك وضألة صدقك في دائرة كونك التي تترست بها وتمرست , وكان من علاوة حظك وسعد فالك أن وجدتني أرضا بكرا كلما زُرعِت ببذر أنبت أطيب ما عندها وجادت بأحسن مالديها فما وجدت من قاطفها إلأ أن رماها بعد أول قضمة.
فعدمتك بك الوفاء لما انعدم فيك الصدق, فوفيتَ بإعطائي وعودا كنت متيقنا ساعة ملفوظك بها بأنك غير منجز لها ولا بموصل لي أول حرف حتى توفي باخره , فلله در شاعر عجز أن يكتب حروف الوفاء في حين نقش حروف الهجر وأجادها , فعجز الوفاء صعب ووفاء الهجر هين وبين ذاك وذاك بون وأيُّ بون .
فما كان لحظ السمو منك إلا حظ عقيم قاربها اليأس فاستهلت بكرة النهار بنبأ حملها حتى استيقنت باخره بسِقطها الذي لم يكمل أربعا وعشرين ساعة في لُجج رحمها المتعطش لظنا تضمه وطفل تحمله, فاستيقنت ألاّ قسمة لها في جنينها ولا في وليد آخر حين حملت ذوائب شعرها البياض, فكان للثكل وثقل العقم رحلة لها معه في بقية العمر .
والان ياشاعر أمسي وهاجر يومي جئت تسال عن الحال !!!وقد عجز المقال عن التصوير والفكر عن التدبير , ولك أيها السائل المتغافل عن حالي أن تتخيل لصدوق مثلي كيف تفجع بفقد الصدق وحضور الغدر والوعود الميتة ساعة ولا دتها , ولك أن تتخيل كيف لي أن أرى انتكاسة الوضع وتتحدر الأماني نحو قيعان جدباء, ولم يكن للسمو وقتها هم ولا كدر إلا كيف يقلُّ الصدق وقد صَدُقت, وتُخان حين تُوفي وهي التي تمنعت على من تمنعت وأبت على من أبت لتعطي من رغب عن عطائها وقد شبع وفي بذلها وقد طمع .
وإن أردت أن تعلم من الحال فلي أن أصف حال القوة التي خلفها ضعفي وجدا عليك واستجماع أمري بعد أن رأيت منك ما هشمني ليجمعني ويصنع مني قوة بعد ضعف عقل وبعد جنوني بك لترى السمو وقد استبدلت أمسها بيومها وبوجدها لتجدها مترنمة باسمة... شامخة... مزهوة... فقد علَّمهتا بما صنعت كيف تُحسن الاختيار من بعدك لتبعد عن دجى الغموض وآفاقه والزور وشُهَّاده لترى بعدك من يعشق بصدق وإن لم يكتب حرفا واحدا فيه لأنه أقسم على نفسه وأبر أن يكون فعله دليله وقلبه سبيله لحياة سرمدية .
فلو رأيت السمو اليوم لعلمت من منا الباكي على أمسه المُنتحب على رمسه حين دفن الصدق ومضى وآثر اللغو ومنتهاه, لتعلم بأن سؤْلك كسير الطرف خائب الرجاء بما صنعت يديك .
وربما كان في حالي اليوم ما علمته ومالم تعلمه ولن تعلمه فلله درك وأمرك, ولتعذرني فقد كابدت بأن لا أقسو عليك وأصب عليك لجام نار لم تعهد من السمو إلا رقتها إلا أنها كابدت وأضمرت فجئت بسؤالك فكتبتْ ما كتبت, فقد حيرتني حاضرا وغائبا , وأكرر لله درك وأمرك.






  رد مع اقتباس
/