عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2011, 11:07 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: العنقاء فدوى طوقان يليق بها الضوء*سلطان الزيادنة

واقع المرأة العربية من خلال مذكرات فدوى طوقان رحلة جبلية...رحلة صعبة ( 1 )
بقلم: رفيقة البحوري، أستاذة بكلية الآداب بسوسة، قسم العربية




فدوى طوقان شاعرة اقترن اسمها باسم فلسطين كما اقترنت حياتها بكل المآسي و النكبات التي عاشها هذا الوطن. ذلك أن هذه الشاعرة ولدت سنة 1917 و هي السنة التي صدر فيها وعد بلفور و فيها سجن والدها و نفي و عانت عائلتها نتائج هذا الاضطهاد الذي ناله جراء مساهمته في الاحتجاج على هذا الوعد المنذر بالويلات اللاحقة.

عاشت فدوى طوقان الكوارث التي تتالت على الشعب الفلسطيني: الإستعمار الإنقليزي و الإستيطان اليهودي و نشأة الدولة الصهيونية كما شهدت بوادر المقاومة الوطنية ثم النكبات التي حصلت في سنوات 1936 و 1948 و 1967 .....و قد صورت هذه المعاناة و كذلك إصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن أرضه في شعرها. و كتبت الكثير من القصائد تحرض فيها أبناء وطنها على النضال من أجل التحرير. و إلى جانب ديوانها الشعري كتبت فدوى طوقان سيرة ذاتية بجزئين: " رحلة جبلية...رحلة صعبة" و " الرحلة الأصعب" و قد صورت في هذه السيرة أطوار حياتها منذ الطفولة حتى الكهولة
و يلفت نظرنا في هذه السيرة و خاصة في الجزء الأول " رحلة جبلية....رحلة صعبة" أنها قدمت شهادة حية على ما عاشته و ما عاينته من أوضاع تسبب فيها الاحتلال الإنكليزي ثم الإسرائيلي. و لكنها إلى جانب ذلك صورت معاناتها باعتبارها امرأة في مجتمع رجالي. تقدم فدوى طوقان في سيرتها شهادة إدانة لواقع المرأة العربية و لحقيقية العلاقات العائلية القائمة على التسلط و القهر. انتمت فدوى طوقان إلى عائلة عريقة و وجيهة لعبت دورا في النضال من اجل التحرير و كان أبناؤها من خيرة النخبة النيرة التي أمنت بقضية فلسطين و على رأسهم أخوها إبراهيم طوقان شاعر فلسطين. و لكن هذا لم يمنع من أن تلتزم بالمحافظة المطلقة في التعامل مع "نساء العائلة".
تقول فدوى طوقان " أما الجو العائلي فيسيطر عليه الرجل كما في كل بيت و على المرأة أن تنسى وجود لفظة لا في اللغة إلا حين الشهادة (لا إلاه إلا الله) في وضوئها و صلاتها. و تكشف هذه السيرة عن فداحة الأخطاء التي ترتكبها العائلة التقليدية في حق البنت و التأثير السلبي للمنظومة التربوية الموروثة على نفسيتها و حياتها. و تصور فدوى طوقان أنواع العنف المادي و المعنوي الذي تعرضت له و الآلام النفسية التي تسببت فيها العادات الضاغطة و المعتقدات القاهرة. لقد تعرضت لنوع من القمع الممنهج الذي لا مبرر له إلا كونها بنتا و امرأة. فيما تصفه فدوى طوقان يمكن أن نجد نموذجا للتربية التي تقوم على تأصيل الإحساس بالدونية في الوعي بحيث يستبطن و يقبل و كأنه حقيقة ثابتة و كأنه لا خيار عنه. إن المنظومة التربوية التي نستشفها من هذه السيرة و هي المنظومة السائدة في المجتمعات التقليدية و الفكر التقليدي تكرس الاستنقاص من شأن المرأة و تسربه جرعة جرعة منذ النشأة الأولى حتى يصبح جزءا لا يتجزأ من واقع المرأة.






  رد مع اقتباس
/