عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-2015, 06:43 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مباركة بشير أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هل الأوزان الخليلية تقيَد الشعراء ؟؟/ مباركة بشير احمد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

الأستاذة مباركة بشير أحمد

الموضوع مهم و الموضوع ذو صلة وثيقة بالثقافة و الحضارة و التاريخ و الإنسان و قيمته الإبداعية و تحقيق ذاته

المشكلة حسب رؤيتي ليست في الوزن أو في إطلاق الحرية للشاعر أو حتى تهديم الوزن

المشكلة هي في الطاقة الإبداعية للشاعر
عندما يجلس الشاعر و يحضر طقسا رهيبا و سيجارة و موسيقى معينة و قهوة و أكثر من ذلك يرغم العائلة على التماشي مع جوه
عندما يصبح الشعر آلة الكترونية تفهمها الآلات فقط
و عندها ينتحر الشعر و يرفع من وجوهنا

الشعر كان قديما يخرج تلقائيا
فأين هذا الشاعر الذي يمكنه أن يحدثك بطلاقة و دون تلكؤ أو حتى دون أخطاء نحوية بسيطة و بقصيدة شعرية تحوي صورا و فلسفة خاصة به

أما ما ننتجه من قصائد و كلها لم تعني و لو ناقدا غربيا واحدا
فالغرب عندما يزمع أحد نقادهم دراسة الشعر العربي فإنه يتجه مباشرة دون تفكير إما إلى عصر الأمويين و العباسيين و عصر ما قبل الإسلام
أما ما نراه أحيانا من ترجمة أو مقالة عن فلان في جريدة مرموقة فأغلبه من قبيل المجاملة أو لأنه يوافق فكر الغرب ، كأن يصف قومه بالرجعية و يشتم الدين أو ربما ترينه ينتصر ضد حجاب و و و ...

بمعنى كلنا لم و لن نستطيع كتابة جزء من معلقة واحدة لزهير مثلا

هذا من ناحية
بعض الشعراء يرى أنه يوحى إليه و على الناس قراءة ترهاته
بصراحة
لو أتينا بأي قصيدة و قرأناها في جمع غفير ما يمكنها أن توقع فيهم؟
لا شئ
و لكن تصوري أنك مع شخص أمي و تحدثينه بقصيدة :مثلا ابن القيطون (حيزية و هي بالدارجة) ما الذي ستصنعه به

هذا قصيدة شعر ملحون و تعود فقط لأكثر من قرن

المشكلة أن خطوط التماس أيضا مفقودة بين الشاعر و الجمهور

الشعر إن لم يكن صورة عاكسه للمجتمع لن يحدث أثره
كيف تريدين إقناع شخص أمي و مسلم بقصيدة تتغنى بجوبيتر و عشتار و (ما نعرف واش من تخربيط) مع احترامي لكل من يكتب بهذه الطريقة
و لكن الإشكالية أننا نسبح ضد التيار
نحن في عمق الهاوية و الجمهور لا نعلم أين هو و في هوة سحيقة هو الآخر يتواجد

المشكلة حاليا تبرز في عدم وجود طاقات إبداعية بإمكانها أن تبعث الحياة بالكتابة و ذلك بابتكار أساليب جديدة تكون نابعة من روح ثقافتنا و نكون نحن من أبدعها

لا أن نأتي بقوالب جاهزة ثم نقوب بقولبة ثقافة قديمة على ذلك
فتصوري مثلا أن الغربي هو من معدن الحديد و يقولب داخل قالب معين فيعطينا قطعة متجانسة لأن القالب مخصص للحديد
أما أن نصنع قطعة داخل قالب مخصص لمعدن الحديد بواسطة معدن النحاس مثلا أو الفضة أو البلاستيك
فحتما ستكون القطعة هجينة أن القالب غير مخصص لها
و أيضا لأن تلك القوالب الشعرية الغربية هي مسيرة طويلة من التجريب كانت متاثرة بحركة تاريخية و بيئية و عرقية و دينية
فكيف يمكننا أن نذيب كل ذلك في لحظة آنية داخل خليط هو أصلا غير مستعد حتى للقراءة


الحل من رأيي هو في الذات الشاعرة و كيف يمكنها أن تعيش الشعر لا أن تكتبه


كامل تقديري و احتراماتي

نعم أستاذي الكريم ،،،نفهم أن الحل في رأيك يكمن في الذات الشاعرة
ـوكيف يمكنها أن تعيش الشعر ،لا أن تكتبه.
أي أن يكون الشاعر شاعرا حقيقيا ،له طابعه الخاص الذي يُميَزه ،لا متتبعا خطى التحضر الشعري
الذي يدَعيه آل الحداثة . فلتشكيلة الشعر الغربي ،منبعها الذي استقت منه الرؤى والأخييلة
وللعربي اتجاهاته الفكرية أوحتى العاطفية ،التي تدلل على كينونته
لأن التقليد ،لن ينجرَعنه في الغالب إلا التبعثر ،وكذا التبلد الحسَي ، على عكس أزمنة مضت
و،كما هوالحال للشعر الشعبي ،وقصيد "حيزية".
وأوافقك الرأي ،كذا ،أبصم عليه بالعشرة
التقدير كله لك ،شكري ،،،واحترامي.






  رد مع اقتباس
/