۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الإعتماد على الغير وانعكاسه على الشخصية
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2016, 03:51 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: الإعتماد على الغير وانعكاسه على الشخصية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران
الإعتماد على الغير وانعكاسه على الشخصية

من منطلق التربية وتجديد درجات الشخصية لبناء مجتمع واعي، نحتاج لتنظيم القيم في الإنسان وتجديدها، وهذا يتطلب نضوج في الوعي، لتستطيع مواكبة مراحل التغييروتجدد الثقافة التي يتعرض إليها الفرد وهو يقبع في مجتمع له قيمه وعاداته وأساليبه في بناء العلاقات الإجتماعية الواعية.
وبناءنا للإنسان يتطلب إدراكاً عميقاً في تهيئة الوسائل عبر درجات فكرية ونفسية وإجتماعية واعية متزنة، حتى لا يتعرض في لحظة من اللحظات إلى معوقات يصطدم بها لتنحدر إلى الإحباط وهدم معاول البناء، ثم اليأس البغيض وهذا لوحده هادم للعلاقات الإجتماعية وهادم لدرجات الفكر الناضجة.
فالتربية الواعية تعمل على تنمية الشخصية الإنسانية ونضجها. ومن معاول التنمية هذه هي مفهوم" الإعتماد على الغير" ، التي تصبح في مفهومها الخاطئ قيوداً وعادات نفسية تقيده في مواجهة التحديات وتسبب له العجز.
فالإرتقاء في الفكر والتربية الواعية يساهم في الإرتقاء في العمل، والإرتقاء في العمل يساهم في حصد الناتج من عادات ونفسية وعلاقات إجتماعية، لتتبلور شخصية متكاملة ناضجة ، لنحصد في النهاية مصيرنا في المجتمع.
لذا كان من الأنسب لنا أن نطلع على مفهوم الإعتماد على الغير وما يحتوي من إنجاز.. وهل مجتمعنا يميل اتجاهه إلى هذه الرؤية من الاعتماد على الغير، أم أنه يقوم بمسؤولية فاشلة اتجاه أفراده في المجتمع، وهل الأمة اليوم على وعي تام في ماهية الفرد وايجاد السبل والوسائل التي تدعم استقلاليته في رؤية ذاته ووعيه الكامل بما يدور في المجتمع وما يختلج النفس من قدرات في تنظيم شؤونه لينخرط في مسار المؤسسات الإجتماعية للتنشئة كالأسرةمثلاً ومؤسسات التربية كالمسجد والمدرسة والمؤسسات الإدارية الحاكمة في المجتمع.
هل الأمة في كامل استعدادها لتنظيم البيئة الملائمة وتوفيرها للفرد لتنمية المهارات الفكرية والأخلاقية وغيرها، لحصد طاقات بشرية سليمة تقوم على الإحترام والسلوك الفاعل في تكوين بيئة صالحة عادلة تتجه نحو حرية الذات والمجتمع.
ولكن للأسف الشديد.. إننا جميعاً نحمل خصال الإعتماد على الغير... وهذه الخصال هي بؤرة الجمود والتوقف عن الإبداع والتغيير للأفضل في النفس وفي المجتمع.
في هذه الخصال نبقى في قيود تربطنا بالآخر لنصبح عاجزين عن الإستقلالية الذاتية.. غير قادرين على ضبط الشخصية وننتظر انعكاس تام من المجتمع في جميع مجالاتنا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، لنتأثر بها سريعاً دون تحليل ودون تفكير للصواب أو الخطأ، ونبقى في انتظار الحلول من الآخر الغربي وغيره، فنريد أن يفكر عنا الغرب دون أن نستقل بفكرنا وقدراتنا ونعتمد على ذواتنا لا على غيرنا، مما نفقد من خلال ذلك روح اامبادرة الحرة ونصبح ك دمى متحركة يسكنها العجز عن التفكير والعمل والاختيار السليم للخطوات في حياتنا المختلفة.
وهذه الشخصية تصبح في مهب الريح، تتأثر بسرعة وتلقي اللوم على الآخر أو المجتمع، وتبقى في حالة استجداء دائمة واستنجاد للغير..
وهذه النوعية من البشر هي التي تلعب بها الغرب أو ساسة العرب كلوحة الشطرنج، لا تحسن التفكير أو التحرك الا بأيدي الكبار..
وهذا حال أمتنا العربية ، التي ربما كانت مقصودة في صنمية البشر من قبل الحكام وعليهم إلقاء الأوامر فقط والشعب يستجيب بالقوة للأوامر تحت التهديد وتحت سطوتهم للنفس الضعيفة التي لا تحكم الذات ولا قيد أنملة.. منساقة كليا للكبار.. وهنا تبدأ عملية السيطرة على الشعوب.. ليصبح سلوكنا مجرد ردود أفعال وانعكاسات مشروطة لأهواءنا وانفعالاتنا التي تقبع بالاعتماد على الغير، فلا يحسن التصرف إلا بتوجيه من مولاه.. كما يحدث في مجتمنا العربي.. ومن هنا تأتي معاني التقديس للشخصيات وللحكام وللساسة دون أن نوقظ هذا الفكر ونحلل تصرفات الآخر ونقيّمها، على أنها سليمة أو خاطئة.. وما أكثرنا من تماثيل لا تتحرك ولا تنتقد ولا تتفوه للحق.. خوفاً على النفس من العقاب من ولاة الأمر..
لذا يأتي دور التربية والجيل الصاعد والأسرة الواعية التي تقوم على ترسيخ استقلالية الشخصية عن الغير منذ نعومة أظفاره .. ليتحرر من هيمنة الآخرين وتسلطهم عليه واستغلالهم له، حيث يجب تدريب الطفل على الإستقلالية والحوار والمناقشة ، ثم دور المدرسة في تجهيز الطالب ليكون مفكراً محللاً بطريقة تجعله بعيدا عن أن يكون متلقيا فقط للمواد النظرية أو العملية، إنما ليساهم في بناء قرارات وتدريب على سلوكيات تجعله شخصية متزنة واعية مستقلة لا تنخرط مع الآخرين لمجرد التبعية.. تماما كشعبنا وحكامنا.. حيث نرفع رايات التمجيد والتسبيح لهم ونبصم على أفعالهم دون أن ننفرد بالتفكير ولو للحظة .. بظلمهم وقسوتهم وقتلهم الأبرياء والدمار والهدم الذي سببوه.. وعدم فقههم سياسيا ولا اجتماعياً ولا اقتصادياً... فقط نصفق بحرارة ونكون حينها في قمة العجز... نقلد تقليد أعمى دون بصيرة....

جهاد بدران
فلسطينية
=====================================
شكرا يا ست جهاد ,,,
تعبت من قراءتها لانها منتصفة وليست مستقيمة على اليمين,,؟؟؟
نرجو جعلها مستقيمة لليمين

البابلي يقرؤك السلام







  رد مع اقتباس
/