۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قصة حب مختلفة،،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2015, 11:20 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: قصة حب مختلفة،،،

عندما ناولته أوراقها في اللقاء الأسطوري الأول، وكان مايزال تحت وطأة الصدمة، صدمة معرفتها له منذ سنتين، دون أن يعرف عنها شيئاً طوال تلك الفترة، وراح يقلبها قارئاً متأملاً، كعادته عندما يُطلب منه رأيه في نص ما، وخاصة لكاتب في بداياته، كان يبحث عن طريقة يقول لها بها إنها تمتلك قلماً جيداً ولكن يلزمها الكثير من العمل والتعب، دون أن يجرح مشاعرها التي عرف منذ كلماتها الهامسة الأولى أنها مرهفة ورقيقة فوق العادة، "يا إلهي ساعدني على أن لا أجرح هذا الكريستال الإنساني وأن لا أشوش هذه الشفافية النقية"، ولأنه لابد من كلام يقال، فقد راح ينتقي الكلمات التي تليق بهذا الصفاء الماثل أمام عينيه الفاحصتين، "ربما تعرفين (وهو على يقين أنها لا تعرف) يا فداء (ينطق اسمها بكل حنان، محترف متمكن) أن لدى كل الناس القدرة على أن يعبروا عن أنفسهم، في جميع حالاتهم الشعورية والفكرية (بدأ يتفلسف وتكاد الكلمات تهرب منه) ولكن مستوى التعبير عند الكتاب والشعراء الذين لديهم موهبة الكتابة يختلف عن مستوى التعبير عند بقية الناس، أنا لا أتحدث هنا عن المضامين لكنني أتحدث عن كيفية التعبير عن المضامين (يا للهول! وهل أنت تتحدث في ندوة نقدية يا رجل!!) فالحب هو الحب عند الجميع وكذلك الوطن والحقد والجوع والثورة، وغير ذلك من معان ٍ ملقاة على قارعة الطريق كما قال الجاحظ (يا رب الأكوان!!) ولكن تعبير المبدعين عن هذه المضامين هو المهم، فلكل أسلوبه الخاص في استعمال اللغة، وهذا هو سؤال الإبداع دائماً: كيف نكتب؟ وليس ماذا نكتب؟"

كانت تنظر إليه وهي تهز رأسها الصغير دلالة الفهم، صمت قليلاً ليجهز الجرعة التالية من محاضرته النقدية، نظر في أوراقها وراح يقرأ لها بعض الجمل والعبارات، ويشرح لها مدى ما فيها من المباشرة أو الشعرية، ويسهب في شرح تشكيل الصورة الفنية، ثم خطرت بباله فكرة جهنمية، "هل تقرئين؟؟ أعني في الأدب؟؟" جاءه صوتها ناعماً متعباً "ليس كثيراً، لايوجد وقت كاف".
حسناً أيها المتسنم الآن ذروة هذا الموقف، وقت مناسب للهجوم الآتي:"لابد أن تبدئي بالقراءة يا فداء، لتعرفي كيف يكتب الكبار من المبدعين، وتتعلمي استعمال اللغة إبداعياً".

هزت رأسها بالموافقة "لا بأس، سأحاول"، ولكنه لن يترك الأمر يمر ّ هكذا، فنهض من مقعده، واستخرج من رف الكتب عنده روايتين لأحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) و(فوضى الحواس) وعاد يجلس، وهي تتابعه بشغف.

أعرف ما يدور في رؤوسكم الآن، والذي يعرف من هي أحلام مستغانمي، سيحزر ربما ماذا سأقول لفداء، أما من لا يعرف أحلام مستغانمي، فليترك قراءة ما أكتبه هنا، وليذهب فيقرأ مستغانمي ثم يعود إليَّ، ذلك أن الأمر له مغزاه.


( يتبع )







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/