[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

×عاجز×

يجلس على كرسي في شرفة منزله،
يراقب الرائح والغادي دون أن يلفت انتباه أحد
لم ينتبه لبيته الآيل للسقوط بعد تعرضه للعديد من الاهتزازات .

قد يبدو العجز هنا جسديا وهذا يتناسب مع فكرة تواجده لفترة طويلة في مكان محدد دون حراك ولا يثير انتباه أحد أو تبرم جيرانه لعلمهم بحالته التي جعلته عاجز الجسد
وربما امتد العجز إلى الروح أيضا فأصبح الجيران ومتابعتهم مصدر ترويح عنه بسبب إهمال اسرته له او أنه من اختار الانغماس في حياة الآخرين لأنها في رأيه متجددة بخلاف حياته هو الرتيبة
علينا أن ننظر بعيونه هو الآن وهو يراقب الغادي والرائح ، إنهم مجرد شخوص يتحركون أمامه، يرى حياتهم من بعيد فيظن أنها حياة مثالية ، أو يرى فيها ما ينقصه هو شخصيا في حياته
لذلك هو لا يرى في مراقبته هذه ما يشينه لأنه ظاهريا ليس منغمسا في حياة أحد، وإن كان من خلال ترقبه لهم مؤكد فد اطلع على بعض دواخل حياتهم الخاصة
أما بيته الآيل للسقوط فقد يكون البيت الفعلي الإسمنتي الذي يسكنه ، وقد يكون بيته هو وأسرته التي ضجت من إهماله لهم وانفراده بتتبع أخبار الغير
عبارة (بعد تعرضه للعديد من الاهتزازات) باعتقادي أنها زائدة عن حاجة النص ولو أقفلت الومضة عند (بيته الآيل للسقوط) لأعطت عمقا أكثر، ذلك أن عبارة ((بعد تعرضه للعديد من الاهتزازات)) شرح زائد لما قبلها ، ربما هي تعطي دلالة على تكراره لهذا الفعل وتأثر بيته من جراء فعلته لكن بدون هذه العبارة تتيح الومضة للقارئ التفاعل معها والتأمل بشأن هذا البيت الآيل للسقوط ، طبعا هي مجرد وجهة نظر الحبيبة نوال
وختاما النص رائع بفكرته وأسلوبه وعمق تكثيفه
وانتقاء العنوان رغم أنه يساهم في كشف شخصية بطلنا إلا أنه يساهم في رسم الحالة المرضية الجسدية والنفسية لهذه الشخصية
؛
نوال الحبيبة مبدعتنا الغالية
كل التقدير لحرفك الرائع
ولروحك الجميلة صباحات مشرقة بالورد
عايده