۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة / القصة الفائزة بالمركز الثالث لشهر اكتوبر 2018
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2018, 11:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فارس رمضان
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام المركز الثانية في مسابقة القصة القصيرة
مصر
افتراضي ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة / القصة الفائزة بالمركز الثالث لشهر اكتوبر 2018

ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

ليلة ظلماء ونور زائف، أبواق وزخارف، رسومات وطلاسم وكهوف تسكنها الغيلان...الكل يبيع الوهم.

فى زمن الصمت كان اللقاء، فى وادى الغدر كانوا على موعد، لبسوا رداء البراءة وعزموا على ذبحها، أراهم هناك، فوق أسقف المنازل القديمة، فى الرمال الصفراء، بين ثنايا جلبابها ، تحت التراب، خلف الاشجار قابعين، على شفايف الأطفال، فى عيون الشيوخ اللذين فطموا على صدرها، فى قلوب الرجال الذين تمرغوا فوق فراشها ومزقوا جسدها، بين ثناياها، أراهم فى كل الأمكنة حولها.

كل نساء القرية يغرن منها، يحقدن عليها، يحببننها وسيشتركن فى ذبحها، الشباب سدّوا كل طريق للعودة، وبنات القرية سيقمن عزائها بعد أن غرسن أول وتد فى سقف سريرتها، سيعقروها كالبعير.

الكل تجمع وسط الميدان وكان الرقص على نفس النغمة، نغمة حزينة تحمل ترنيمة مهترئة والعازف هرم، عصاه كما لو كانت عصا موسى، حين يشير يمينا.. يميل الكل يمينا، ويسارا.... فيميل الكل يسارا، فهو العازف والقائد فى هذا الوقت، الكل يهرطق... ألف ... باء ... وحروف أخرى مهزوزة ومن يدخل يصبح ضمن المصفوفة.
الكل يحدق فى الضوء القادم خلف الأسوار والشيخ القابع خلف السور ينتظر اللحظة بلهفة، النور القادم من لحيته البيضاء ينتشر فى كل نتوء، حاول أكثر من مرة أن يتسلق هذا السور، فى آخر مرة وصل إلى الباب منعته الدببة وهذا اليوم بلا دببة، قليل منها دخل المصفوفة والباقى رابض خلف الأشجار... يترقب!!
من بين خيوط النور المنبعثة خيط يصل إلى باب الغرفة، وضع الشيخ يمنى قدميه على الخيط وتزيح الأخرى جماجم مكسورة وقلوبا نهشتها غربان القصر المهجور، تبعته كل خيوط النور وخيوط أخرى مهزوزة، فتح الباب وسط عواء ذئاب ونعيق البوم من السور إلى الغرفة، الترتيل الممزوج بصوت الترنيمات تلاشى، انهارت كل الجدران وتصلبت يدا العازف لما التقتا ونور الشيخ، إحداها تشير يمينا صوب النهر- نهر الدم المار أمام البيت - والأخرى يسارا فى قلب الكهف، إنقسم الحشد إلى قسمين...الأول تبع النهر، والثانى يتربص خلف الكهف، وقف العازف والشيخ فى بطن الحجرة، العازف ثقلت يده اليسرى، أنزلها، فتمايل معها الشيخ، أطلقها، فارتفع الشيخ، أنزلها...، واليمنى مازالت منصوبه صوب النهر - نهرالدم المار أمام البيت - انطلق العازف يتبعه الشيخ ووراءه باقى الحشد، تركوا البيت ... سكنته الدببة!






  رد مع اقتباس
/