عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2018, 01:14 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد عبد الغفار صيام
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد عبد الغفار صيام غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس رمضان مشاهدة المشاركة
ألف .. باء... وحروف أخرى مهزوزة

ليلة ظلماء ونور زائف، أبواق وزخارف، رسومات وطلاسم وكهوف تسكنها الغيلان...الكل يبيع الوهم.

فى زمن الصمت كان اللقاء، فى وادى الغدر كانوا على موعد، لبسوا رداء البراءة وعزموا على ذبحها، أراهم هناك، فوق أسقف المنازل القديمة، فى الرمال الصفراء، بين ثنايا جلبابها ، تحت التراب، خلف الاشجار قابعين، على شفايف الأطفال، فى عيون الشيوخ اللذين فطموا على صدرها، فى قلوب الرجال الذين تمرغوا فوق فراشها ومزقوا جسدها، بين ثناياها، أراهم فى كل الأمكنة حولها.

كل نساء القرية يغرن منها، يحقدن عليها، يحببننها وسيشتركن فى ذبحها، الشباب سدّوا كل طريق للعودة، وبنات القرية سيقمن عزائها بعد أن غرسن أول وتد فى سقف سريرتها، سيعقروها كالبعير.

الكل تجمع وسط الميدان وكان الرقص على نفس النغمة، نغمة حزينة تحمل ترنيمة مهترئة والعازف هرم، عصاه كما لو كانت عصا موسى، حين يشير يمينا.. يميل الكل يمينا، ويسارا.... فيميل الكل يسارا، فهو العازف والقائد فى هذا الوقت، الكل يهرطق... ألف ... باء ... وحروف أخرى مهزوزة ومن يدخل يصبح ضمن المصفوفة.
الكل يحدق فى الضوء القادم خلف الأسوار والشيخ القابع خلف السور ينتظر اللحظة بلهفة، النور القادم من لحيته البيضاء ينتشر فى كل نتوء، حاول أكثر من مرة أن يتسلق هذا السور، فى آخر مرة وصل إلى الباب منعته الدببة وهذا اليوم بلا دببة، قليل منها دخل المصفوفة والباقى رابض خلف الأشجار... يترقب!!
من بين خيوط النور المنبعثة خيط يصل إلى باب الغرفة، وضع الشيخ يمنى قدميه على الخيط وتزيح الأخرى جماجم مكسورة وقلوبا نهشتها غربان القصر المهجور، تبعته كل خيوط النور وخيوط أخرى مهزوزة، فتح الباب وسط عواء ذئاب ونعيق البوم من السور إلى الغرفة، الترتيل الممزوج بصوت الترنيمات تلاشى، انهارت كل الجدران وتصلبت يدا العازف لما التقتا ونور الشيخ، إحداها تشير يمينا صوب النهر- نهر الدم المار أمام البيت - والأخرى يسارا فى قلب الكهف، إنقسم الحشد إلى قسمين...الأول تبع النهر، والثانى يتربص خلف الكهف، وقف العازف والشيخ فى بطن الحجرة، العازف ثقلت يده اليسرى، أنزلها، فتمايل معها الشيخ، أطلقها، فارتفع الشيخ، أنزلها...، واليمنى مازالت منصوبه صوب النهر - نهرالدم المار أمام البيت - انطلق العازف يتبعه الشيخ ووراءه باقى الحشد، تركوا البيت ... سكنته الدببة!
ثمة مسلمات درج عليها المغفلون كالالف و الباء...و ثمة زخم لبهارج زائفة لأجل الاستغفال و التعمية عما سيحاك في الظلام ، وثمة حقد يملأ القلوب نحوها ، لأنها الأرفع و الأفضل عبر التاريخ فتجمع عليها الحاقدون من كل فج ... من البوادي و الحضر .
ثمة ميدان تباع فيه الشعارات ، و ثمة حشود تتحرك بالإشارة ، و ثمة قصر مهجور و ثمة شيخ يحلم أن يعبر و ثمة انقسام و دببة و غربان و ثمة و ثمة ....
هل هي قصة الربيع العربي و من خان و من باع ، و من قامر و من تآمر ...إن كان خيشومي بخير فقد رصدت الرائحة ... و إلا كنت مزكوما و ليس على المريض حرج ...
رموز كثيرة ، و نص متخم بالحكي ؛ و إن كان كثيقا منسوجا من كلمات فليلة ...إلا أنه يدعوك لعصف ذهنك حد الجنون
قد لا تهتدي حرفيا للجمال لكنك تشعر به حد اللمس ... نصك جميل بلا شك .
بورك يراعك أ / فارس رمضان .






  رد مع اقتباس
/